د. أسمهان ماجد الطاهر
تنبع القوة الوطنية من عناصر عديدة، وقد تسمى أيضا الأدوات، أو السمات، بعضها طبيعيا ، مثل الموارد والموقع الجغرافي، وبعضها إجتماعي،اضافة إلى الوضع الاقتصادي ، والسياسي، والقوة العسكرية ، والنفسية ، والمعلوماتية.
يمتاز عصرنا الحاضر بأنه عصر المعلوماتية، وكلما امتلكنا مهارة استخدام المعلومة في وقتها ومكانها، كلما استطعنا وضع خطط مستقبلية استراتيجية تضمن للأردن الوصول نحو السلام الاقليمي والدولي، الذي قاد مسيرته الأردن للسنوات بحكم موقعة الجغرافي الاستراتيجي في قلب الشرق الاوسط .
إن جمع المعلومات وإدارتها بطريقة تضمن حماية مقدرات الدولة، وتحافظ على الأسس والثوابت، هو دور العنصر البشري، فهو المورد الأكثر قوة ، وفاعلية في تحريك بقية العوامل والسمات وليس العكس .
لقد استطاعت الدولة الاردنية بفضل كفاءة وقوة، المورد البشرية ، المضي قدوما برغم كل التحديات والمصاعب الاقتصادية والسياسية والتي القت بضلالها احيانا على العوامل النفسية للبعض، ولكن بفضل همة القوة العسكرية الذي تمتلكها القوات المسلحة الأردنية، ومرتبات الأمن العام ، بقى المركب ثابت العقيدة والتوجه والاتجاه.
إن مقولة “الإنسان أغلى مانملك” التي ارسى قواعدها المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، تجسدت في العديد من المواقف الأردنية تجاه القضايا العربية والدولية، شعار ما زال نبضه يسكن قلوب الأردنيين ، بقوة وسواعد الجيش العربي، وجنود الوطن كلا من موقعه، هم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
إن الحس الوطني والقومي للدولة الأردنية، قائم على تغليب المصلحة العامة والوطنية على المصلحة الفردية ، بمختلف المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية .
إن السمات الاجتماعية في الدولة الأردنية، تنصهر في بوتقة متكاملة، من القيم والمبادئ ، التي ارسى قواعدها الهاشميين.
وبالتالي بات عصيا على اي حدث مهما عظم خلخلة القواعد الاساسية الثابته للأردن ، تلك الثوابت قائمة على العدل والشفافية، التي تضمن السير بخطى ثابته نحو المستقبل ، من أجل إصلاح سياسي يضمن للأردن التحول نحو الديمقراطية وحرية الراي ، وتقبل الأخر ، واحترام الأديان السماوية ، واحترام حقوق المراة ، والتكيف مع النبض العالمي ، الذي يعتبر الأردن جزءا حيويا فاعلا فيه.
هذا النبض بدى واضحا من خلال اهتمام القيادة الحكيمة بكافة القضايا المحلية والاقليمية والدولية والعالمية.
والسؤال القوي الآن، ماذا تحتاج المرحلة حتى نعبر شاطيء الامان!
بأختصار ودون اطالة نحتاج إلى قراءة عميقة لما وراء الاحداث دون التعليق والخوض، المبالغ به في بعض المواقف والاحداث، ودون الخوض في الخصوصيات.
دعونا نثق بأن الأردن ينبض بقلب واحد وأي احداث تتعب هذا القلب بأرادة وحنكة واخلاص من يحملون هذا القلب ستمر بهدوء وسلام.
الأردن بخير والهاشميين تاريخ عريق، في مسيرة الاصلاح والبناء، ومهما حدث ، ومهما واجهنا من تحديات يبقى الثابت الوحيد الذي يجمعنا هو محبة الأردن ، والتكامل والتكاتف ، مع الخير ، تلك هي أهم عناصر القوة الوطنية التي تجعل من الأردن، يسير بخطى الواثق من النصر نحو ميناء السلام العربي والعالمي بعون الله، حمى الله الأردن ارضا وقيادة وشعبا