أبرزها مخطوطات البحر الميت ومدينة رومانية مدفونة تحت الرماد..

أعظم 6 اكتشافات أثرية في العصر الحديث

عربي بوست

مدينة بقيت لقرون مدفونة تحت الرماد، وجيش مهيب صنع جنوده من الطين الحراري، ليرافق الإمبراطور إلى الدار الآخرة، ومخطوطات شكلت فهمنا للعصور القديمة.. إليكم أعظم الاكتشافات الأثرية في العصر الحديث.. 

بومبي.. المدينة التي استيقظت من تحت الرماد

في ظهيرة يوم 24 أغسطس/آب عام 79، كان سكان مدينة بومبي الرومانية، يحتفلون كما جرت العادة باحتفالات الإمبراطور/الإله الروماني أغسطس، ولم يكُن أحد منهم يدري أنه الاحتفال الأخير، فقد انفجر في ذلك التاريخ جبل فيزوف البركاني، وبدأت الحمم بالتطاير فوق رؤوس سكان بومبي، فدمرت مدينتهم وتوفي معظم السكان على الفور؛ إما حرقاً أو اختناقاً بسبب الدخان الذي ملأ سماء المدينة. 

وبعد هذه الحادثة الأليمة اختفت مدينة بومبي بأكملها تحت سبعة أمتار من الأنقاض والحطام والرماد، ولم يتم اكتشاف هذه المدينة المنسية حتى عام 1709. 

ففي ذلك العام، وبسبب الحفريات العشوائية في المنطقة، بدأت ملامح المدينة المدفونة بالظهور، ومع حلول عام 1860 ابتكر عالم الآثار الإيطالي، جوزيبي فيوريلي مخططاً لتنظيم عمليات التنقيب التي أتاحت كشف جميع أسرار المدينة المنسية. 

حجر رشيد الذي مكَّننا من فك رموز المصريين

تم العثور على حجر رشيد في دلتا النيل عام 1799، وهو اكتشاف حديث نسبياً وذو أهمية بالغة؛ فقد مكَّن العلماء من فك رموز المصريين القدماء، فبفضل تمكن العالم الفرنسي الفرنسي جان-فرانسوا شامبليون من فك رموز حجر رشيد بات متاحاً أمام العلماء فك الرموز الأخرى المنتشرة على جدران المعابد المصرية أو المكتوبة في مخطوطات أخرى. 

ويبلغ ارتفاع الحجر، أو ما تبقى منه، نحو متر و12 سنتيمتراً. وينتمي إلى عهد سلالة البطالمة اليونانيين، حاكمي مصر، وهم الذين فتحوا البلاد مع الإسكندر الأكبر قادمين من اليونان قبل الميلاد بـ3 قرون. ثم تبنوا لقب “فرعون”، ليضفوا شرعية على حُكمهم أمام السكان المصريين. وقد نُقش على حجر رشيد نوعٌ من المفاوضات التي كانت تتم في مدينة ممفيس عام 169 ق.م، بين الملك اليوناني الجديد بطليموس الخامس وكهنة المعابد.

ووفقاً للموسوعة البريطانية Britannica، لم يكن الحجر مكتملاً، بل هو جزء مكسور من لوحٍ أكبر. وعلى الرغم من فقدان جزءٍ كبير من الكتابة الهيروغليفية المنحوتة على القسم العلوي المفقود منذ فترة طويلة، وقد كُتب على الحجر بلغتين اثنتين، كان قد استخدمهما المصريون خلال القرن الـ7 ق.م والقرن الـ5 بعد الميلاد: الأولى هي المصرية القديمة؛ وقد كُتبت مرّةً باللغة الهيروغليفية المقدّسة (لغة الكهنة)، ومرّةً بالديموطيقية الشعبية، التي استُخدمت للتعبير عن حياة الناس اليومية. أما الثانية فهي الإغريقية أو اليونانية القديمة، وهي لغة الحكّام البطالمة.   

حجر رشيد/ Shuttershock
حجر رشيد/ Shuttershock

مخطوطات البحر الميت 

تتكون مخطوطات البحر الميت من 15000 ورقة من الجلد والبردي وتحتوي نصاً يمثل حوالي 800 إلى 900 مخطوطة. وقد اكتُشفت هذه المخطوطات في كهوف قمرام في فلسطين بين عامي 1946 

و1956، ومن المرجح أنها كتبت بين 100 قبل الميلاد و68 بعد الميلاد. 

وتعتبر مخطوطات البحر الميت من أهم الاكتشافات في العصر الحديث؛ كونها تقدم لنا نظرة على المعتقدات والممارسات اليهودية القديمة قبل وأثناء وبعد زمن يسوع المسيح، وفقاً لما ورد في موقع history. 

والغالبية العظمى من النصوص في هذه المخطوطات مكتوبة باللغة العبرية، بينما توجد نصوص كتبت بالآرامية وأخرى باليونانية. 

جيش الطين

في عام 1974، كان مواطنو مقاطعة هانشي في شمال غرب الصين يحفرون بئراً عندما اكتشفوا تمثالاً غريباً من الطين يبلغ ارتفاعه حوالي خمسة أقدام. عند إجراء مزيد من الفحص والتنقيب تبين أن هذا التمثال الغريب ما هو إلا واحد فقط من حوالي 8000 تمثال آخر، بالإضافة إلى 150 حصاناً و520 حصاناً أخرى تجتذب 130 عربة. 

وتم الكشف عن جيش كامل مصنوع من الطين الحراري بات يعرف باسم جيش تيراكوتا، وبات يعتبر إحدى أشهر عجائب الصين اليوم، يلي في ذلك سور الصين العظيم مباشرةً، وفقاً لما ذكرته مجلة Discover الأمريكية.

كان ذلك الجيش العجيب على بعد ميل واحد من ضريح الإمبراطور تشين، الذي توفي عام 210 قبل الميلاد، ويعتقد أن الإمبراطور آمن بالخلود بعد الموت وأمر بصنع هذا الجيش المهيب لمرافقته في الدار الآخرة، ولا يضم الجيش جنوداً فحسب، بل يضم أيضاً مسؤولين حكوميين وحتى فنانين، ويُصوِّب الجميع أنظارهم باتجاه الشرق نحو الأراضي المُحتلَّة من إمبراطورية تشين، ربما لصد الغزاة المحتملين بعد وفاة الإمبراطور. كما جُهِّز الجيش بأسلحة حقيقية مصنوعة من البرونز، بالإضافة إلى عربات ومئات الخيول المصنوعة من الطين المحروق (التيراكوتا).

وتشير التقديرات إلى أن صنع جيش كهذا قد استغرق عدة سنوات وشارك في تنفيذه حوالي 700000 شخص. 

 جيش تيراكوتا / IStock
جيش تيراكوتا / IStock

مقبرة توت عنخ آمون

في عام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر سرداباً تحت الصحراء المصرية، وعلى مدى العامين التاليين، بدأ في الكشف عن الأسرار التي احتواها هذا السرداب. 

 في إحدى الغرف داخل السرداب الذي تبين أنه كان قبراً، كان هناك تابوت تصطف على جانبيه اللوحات والكتابات الهيروغليفية. وكان بداخله نعش مصنوع من الذهب ويرقد فيه الملك توت، محنطاً ومقنّعاً بشكل متقن. 

وعلى ما يبدو فقد توفي هذا الفرعون بظروف غامضة في سن الثامنة عشرة.

وتظهر النقوش أن توت أصبح فرعون مصر عام 1332 قبل الميلاد وهو في التاسعة من عمره، عندما كانت مصر في حالة حرب مع مملكة النوبة. ومن الجدير بالذكر أن مقبرة توت عنخ آمون هي أصغر مقبرة ملكية في وادي الملوك، وأن الفرعون الصغير دُفن في تابوت مستعمل. 

iStockتوت عنخ آمون
iStockتوت عنخ آمون

كنوسوس

يعود فهمنا المعاصر لحقبة ما قبل التاريخ في أوروبا وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​إلى حد كبير إلى العالم الشهير وعالم الآثار السير آرثر إيفانز. فبعد أعمال التنقيب المكثفة التي بدأت في عام 1900، اكتشف إيفانز ما يُعتقد أنه أقدم مدينة في أوروبا.

نتحدث هنا عن كنوسوس التي كانت الموطن الروحي للملك الأسطوري مينوس، ابن زيوس. في الواقع، احتلت المدينة حضارة متطورة من العصر البرونزي هي حضارة مينوان، من حوالي عام 7000 قبل الميلاد، وهي واحدة من أقدم الأمثلة على حضارات بحر إيجه.

يقع في قلب المدينة قصر كنوسوس، الذي بني بين 2000-1580 قبل الميلاد، وأعيد بناؤه حوالي عام 1720 قبل الميلاد بعد زلزال دمر المدينة، ثم تم التخلي عنه في عام 1375 قبل الميلاد، على الأرجح بعد معركة أطاحت بالحضارة المينوية. 

ومن الاكتشافات المثيرة للدهشة أن المينويين كانوا على دراية بالبرونز والفخار والمنسوجات وأنهم أتقنوا الكتابة الهيروغليفية التي سمحت لهم بالتجارة مع المصريين.