حظوظ السعودية قد تصل إلى 90 بالمئة
تشارك أربعة منتخبات عربية في نهائيات كأس العالم 2022، ويمني الجمهور العربي النفس برؤية منتخبات السعودية وتونس والمغرب وقطر وهي تذهب بعيدا في المونديال، ولا تكتفي بالتمثيل المشرف والخروج من دور المجموعات، خاصة وأن هذا العرس الكروي الكبير يقام في بلد عربي للمرة الأولى.
وزادت آمال وطموحات عشاق الساحرة المستديرة في العالم العربي بعد النتائج الجيدة التي حققتها المنتخبات العربية حتى الآن، إذ حققت السعودية أكبر مفاجآت المونديال بالفوز على الأرجنتين التي تعد أحد أقوى المرشحين للفوز باللقب، وتعادلت تونس مع الدنمارك التي احتلت المركز الثالث في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، كما تعادل المغرب مع كرواتيا وصيف النسخة الماضية من كأس العالم.
وكان الاستثناء الوحيد لتلك النتائج الجيدة هو منتخب قطر، الذي خسر في المباراة الافتتاحية أمام الإكوادور بهدفين دون رد.
ووصلت المنتخبات العربية إلى دور الستة عشر ثلاث مرات فقط في تاريخ المونديال – المغرب في 1986، والسعودية في عام 1994، والجزائر في 2002 – فهل ينجح أي منتخب من المنتخبات العربية في تكرار نفس الإنجاز، أو حتى الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، في مونديال قطر، مستغلا الدعم الجماهيري الكبير؟
السعودية
تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2022 للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي، ويقع في مجموعة صعبة إلى جانب الأرجنتين وبولندا والمكسيك.
وافتتحت السعودية مشوارها في البطولة بمفاجأة من العيار الثقيل عندما حققت الفوز على الأرجنتين بقيادة نجمها ليونيل ميسي، الذي يرى كثيرون أنه من بين أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق، بهدفين مقابل هدف وحيد، لتنعش آمالها في الصعود إلى الدور الثاني.
وبهذه النتيجة يتصدر المنتخب السعودي المجموعة الثالثة بثلاث نقاط، بعد التعادل السلبي بين المكسيك وبولندا.
ويعد هذا هو الفوز الرابع للمنتخب السعودي خلال مشاركاته في بطولات كأس العالم، بينما خسر 11 مرة وتعادل مرتين. فهل يستطيع الأخضر السعودي التأهل للدور الثاني؟
يقول محمد عبد الرحمن، صحفي رياضي مصري، لبي بي سي: “السعودية كانت أكثر الفرق العربية استعدادا لكأس العالم في قطر، وبدأت تجني ثمار المشروع التي بدأته مع المدير الفني الفرنسي هيرفي رينار. السعودية قطعت نصف طريق الوصول إلى دور الستة عشر بالفوز التاريخي على الأرجنتين”.
ويضيف: “السعودية قد تكون بحاجة للتعادل مع بولندا أو المكسيك للصعود إلى الدور التالي، خاصة بعد تعادل بولندا والمكسيك في المباراة التي جمعتهما في الجولة الأولى وحاجة الأرجنتين إلى الفوز في المباراتين المقبلتين حتى تضمن الصعود للدور التالي بعيدا عن حسابات المواجهات المباشرة وفارق الأهداف”.
ويتابع: “أعتقد أن فرصة السعودية للوصول إلى الأدوار الإقصائية قد تصل إلى 90 في المئة”.
ويتفق الصحفي الرياضي المغربي حمزة اشتيوي مع عبد الرحمن في أن فرص السعودية للصعود للدور الثاني قوية “شريطة نسيان ما حدث أمام الأرجنتين والتركيز على المباراتين القادمتين، خاصة وأن منتخبي بولندا والمكسيك سيستعدان بقوة للسعودية بعد النتيجة التي حققتها أمام الأرجنتين”.
وردا على سؤال حول ما إذا بإمكان السعودية أن تصل إلى ما هو أبعد من دور الستة عشر، قال عبد الرحمن: “هذا سيتوقف على هوية الفريق الذي ستواجهه في حال الصعود لدور الستة عشر، وما إذا كانت ستصعد كأول أو ثانٍ للمجموعة. وعلاوة على ذلك، سيتأثر المنتخب السعودي بالإصابات، بعد تأكد غياب ياسر الشهراني عن بقية المباريات، وإصابة سلمان الفرج الذي قد يغيب عن المواجهة المقبلة”.
وأضاف: “لا يمكن استبعاد وصول المنتخب السعودي إلى أدوار متقدمة في المونديال، خاصة بعد الأداء القوي أمام الأرجنتين والمفاجآت الكبيرة التي شهدتها البطولة حتى الآن مثل فوز اليابان على ألمانيا”.
تونس
تعادلت تونس مع الدنمارك سلبيا في مباراة الجولة الأولى للمجموعة التي يتصدرها المنتخب الفرنسي حامل اللقب بعد فوزه على أستراليا بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد.
وتعد هذه هي المشاركة السادسة لتونس في كأس العالم، لكنها لم تنجح أبدا في العبور إلى الدور الثاني، فهل تفعلها هذه المرة؟
يقول عبد الرحمن: “أعتقد أن مهمة تونس صعبة للغاية رغم التعادل في المباراة الأولى، نظرا لأن مجموعة تونس معقدة للغاية. مباراة أستراليا لن تكون سهلة على الإطلاق، فالمنتخب الأسترالي قوي جدا من الناحيتين البدنية والخططية”.
ويضيف: “لكي تصعد تونس إلى الدور التالي، يتعين عليها الفوز على أستراليا وعدم الخسارة بنتيجة كبيرة أمام فرنسا، لأنه من المرجح أن تفوز الدنمارك على أستراليا وقد تحقق نتيجة إيجابية أمام فرنسا، وحتى لو خسرت فإنها لن تخسر بفارق كبير من الأهداف. فرنسا ستصعد أولا وستترك البطاقة الثانية لباقي المنتخبات، وأعتقد أن الدنمارك هي الأقرب”.
لكن الصحفي التونسي نزيه كرشاوي يرى أن تونس قادرة على الصعود للدور الثاني، بعدما انتزعت نقطة ثمينة من الدنمارك، مشيرا إلى أن تونس قادرة على تحقيق الفوز على أستراليا التي سبق وأن فازت عليها من قبل، رغم المواجهة الصعبة في الجولة الأخيرة أمام حامل اللقب فرنسا.
المغرب
تعادل المغرب مع وصيف النسخة الماضية من كأس العالم، منتخب كرواتيا، بدون أهداف، في حين فازت بلجيكا على كندا في إطار مباريات نفس المجموعة.
ويشارك المنتخب المغربي للمرة السادسة في بطولة كأس العالم. وهذا هو التعادل السادس لـ “أسود الأطلس” في مشاركتهم في النهائيات، مقابل فوزين وتسع هزائم.
يصف حمزة اشتيوي حظوظ المغرب في الصعود للدور الثاني بأنها “قوية” بعد التعادل الثمين أمام كرواتيا، مشيرا إلى أن المنتخب المغربي قادر على تحقيق نتيجة جيدة أمام بلجيكا وكندا، خاصة بعد ظهور المنتخب البلجيكي بشكل باهت في مباراته الأولى أمام كندا، كما خسر أمام المنتخب المصري في مباراته الودية الأخيرة قبل انطلاق المونديال.
لكن عبد الرحمن يرى أن مهمة المغرب ستكون “صعبة للغاية”، قائلا: “كان واضحا أمام كرواتيا أن المنتخب المغربي يفتقر للاعب الهداف القادر على هز شباك الفرق المنافسة. وعلاوة على ذلك، كندا منتخب جيد جدا ويضم خطا هجوميا قويا، وبالتالي لن تكون مواجهته سهلة بالنسبة للمنتخب المغربي، الذي يعاني من مشاكل هجومية واضحة وعدم تجانس، خاصة وأن حكيم زياش لا يلعب للمنتخب منذ فترة طويلة، ومن الواضح أن هناك عدم تفاهم بينه وبين يوسف النصيري. وحتى الزلزولي يلعب بشكل فردي ولا يعرف ما هو المطلوب منه داخل الملعب”.
وأضاف: “المنتخب المغربي يمتلك لاعبين أصحاب قدرات فنية هائلة ويلعبون في أندية كبيرة في أوروبا، لكنه لا يلعب بنفس روح المنتخب السعودي، أو حتى المنتخب التونسي”.
قطر
افتتحت قطر مشوارها في البطولة بهزيمة مخيبة للآمال، إذ خسرت أمام الإكوادور بهدفين دون رد، لتصعب من مهمتها في البطولة.
يقول كرشاوي: “الخسارة أمام الإكوادور قللت بنسبة كبيرة للغاية من فرص قطر في التأهل للدور التالي، خاصة وأنها ستلعب في الجولة الثانية أمام السنغال بطل أفريقيا، الذي خسر أمام هولندا”.
ووصف كرشاوي حظوظ قطر في المرور إلى الدور الثاني بـ “الضئيلة جدا”. وأضاف: “كان الضغط كبيرا على المنتخب القطري في الجولة الأولى بصفته مستضيف البطولة، لكنني أعتقد أن الضغط سيكون أكبر في الجولة الثانية أمام السنغال، لأن هذه هي الفرصة الأخيرة لمواصلة اللعب في المونديال”.
ويتفق اشتيوي مع كرشاوي على أن قطر باتت “قاب قوسين أو أدنى” من الخروج من المونديال، لكن الصحفي القطري محمد الجزار يؤمن بأن “المعجزة قد تحدث” في حال الفوز على السنغال، لكنه يؤكد على أن فرص قطر ضعفت كثيرا بالخسارة أمام الإكوادور.
ومع ذلك، يعتقد عبد الرحمن أن المنتخب القطري، وعلى عكس كل التوقعات، قادر على تجاوز دور المجموعات، ويقول: “المنتخب القطري ظهر بهذا الشكل السيء بسبب الضغوط الكبيرة في المباراة الافتتاحية لكأس العالم، وأعتقد أنه أفضل من ذلك بكثير ويمكنه تحقيق نتائج جيدة في المباراتين القادمتين أمام السنغال وهولندا”.
ويضيف: “المنتخب القطري قادر على تقديم مستويات أفضل من تلك التي أظهرها في المباراة الافتتاحية أمام الإكوادور، وأعتقد أن مستواه سيختلف تماما خلال المواجهتين المقبلتين. لم يُظهر أي لاعب من المنتخب القطري 10 في المئة من مستواه الحقيقي أمام الإكوادور. من الممكن وصول قطر إلى الدور التالي، خاصة بعد خسارة السنغال وحاجتها إلى الفوز على الإكوادور. منتخب هولندا سيتأهل أولا ومن المرجح أن يحقق الفوز في مبارياته الثلاث، وسيترك بطاقة التأهل الثانية للفرق الثلاثة الأخرى، بما في ذلك قطر التي لا تزال فرصتها قائمة، خاصة في حال فوزها على السنغال”.