عاهل الأردن وحراك دولي نشط في مُواجهة “حصار نتيناهو المتوقع” والعنوان “خطوات أحادية”

: سوناك بعد بابا الفاتيكان و”قمة المناخ” والأمريكيين.. رسائل تحذير بالجملة وبانتظار الإشارة الأخطر ليوم الأحد: “توزير بن غفير”

لندن – خاص بـ”رأي اليوم”:

الحراك النشط الذي قام به العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال الايام القليلة الماضية مابين اختتام زيارته الرسمية الى لندن وقبل ذلك زيارة الفاتيكان انطلاقا من المشاركة في قمة المناخ في شرم الشيخ وبروز العلاقات الاردنية الاسرائيلية كحدث يبدو انه يؤشر ليس فقط على عمق الازمة بين الاردن و حكومة اليمين الاسرائيلي الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو.

لكن على رغبة العاهل الاردني في تجاوز الحصار السياسي والدبلوماسي مسبقا الذي يمكن ان تفرضه بصمات حكومة نتنياهو اليمنية الجديدة على اولا المصالح الاردنية الحيوية ثم على عملية السلام والقضية الفلسطينية.

زار العاهل الاردني وزوجته الملكة رانيا العبد الله الفاتيكان والتقيا البابا وتحدث في ضرورة العودة الى مربع عملية السلام بين الشعوب في المنطقة وكانت تلك رسالة احتياطية على الارجح بعد تدخلات اماراتية ومصرية حاولت ضبط اعدادات عدم انفلات العلاقة الاردنية مع نتنياهو خصوصا وان عمان تنظر بقلق شديد من خطوة متوقعة لنتنياهو الذي يشكل حكومته الاحد تتضمن ضمه الى فريقه الوزاري المتطرف المستوطن إتيمار بن غفير والذي يظهر له كمتحرش كبير او المتحرش الاكبر ببروتوكولات الدور الاردني في القدس و الوصاية الهاشمية الاردنية.

في الفاتيكان عمليا واستنادا الى مصادر رسمية اردنية طالب العاهل الاردني بان تعود مؤسسة الفاتيكان انطلاقا من دعواتها الدائمة الى السلام والتعايش بين الشعوب الى الاهتمام بحقوق الشعب الفلسطيني وممارسة شكل من انماط الضغط على حكومة نتنياهو التي يتشائم الاردن في برنامجها وفي حصتها التي حصلت عليها باغلبية مريحة في الكنيست الاسرائيلي.

سارع العاهل الاردني ايضا لزيارة لندن وقد يكون اول زعيم عربي واسلامي يلتقي برئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك الذي بادر بدوره للتحدث عن الاردن باعتباره احد اهم اصدقاء و حلفاء بريطانيا في منطقة الشرق الاوسط.

لكن العاهل الاردني و اثناء لقائه مع سوناك تقصد التحدث حصرا بملف وحيد ومركزي ليس له فقط علاقة بالعلاقة الثنائية بين الاردن وبريطانيا بل بالقضية الفلسطينية داعيا علنا الى ان تهتم حكومة لندن بالتدخل لايقاف اي خطوات احادية يمكن ان تتخذها حكومة نتنياهو من جانبها في الايام القليلة المقبلة وبعد استقرار تكليفها وتشكيلها.

ويعني ذلك عمليا بعد الفاتيكان ومقر رئاسة الوزراء البريطانية ان القصر الملكي الاردني قلق فعلا من خطوات احادية يمكن ان يتخذها نتنياهو ويتردد صداها في عمان وداخل حتى مؤسسات القرار الاردنية باعتبارها خطوات احادية عدائية جدا قد تؤدي الى تقويض ما تبقى من عملية السلام.

وقد تؤثر سلبا على اتفاقية وادي عربة بين عمان وتل أبيب بالاضافة الى انها خطوات مقلقة جدا ويبدو في التفكير داخل المطبخ الاردني انها خطوات مرتبطة باستئناف مشروع ضم الاغوار المثير للجدل والعودة الى اجواء ومناخات صفقة القرن بالاضافة الى تثبيت او اضفاء شرعية من الحكومة الاسرائيلية التي ستتشكل الاحد على خطة التقاسم الزماني والمكاني في المسجد الاقصى والاماكن المقدسة.

وهي خطوة تعني عمليا وضمنيا إخراج مفهوم الرعاية الاردنية والوصاية على الاماكن المقدسة من اتفاقية عام 2015 الموقعة مع الاسرائيليين والعودة الى النص الغامض الذي يجعل الحكومة الاسرائيلية هي الطرف الذي يمنح ويحجب دور الاردن في القدس وفقا لقراءة المفكر السياسي الراحل الشهيرة عدنان ابو عودة.

وما بين ضم الاغوار والاجراءات الجديدة الاحادية في القدس يخشى الاردن من ان يزداد التصعيد والتأزيم الامني من جهة الاسرائيليين بصورة تؤدي الى غياب مناخات تهدئة تماما في الضفة الغربية المحتلة والعمل على تقويض السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية وضرب مفهوم التنسيق الأمني.