حجز جوازات سفر واستدعاء “نساء” وحِرمان الأبناء من الوظائف.. هل بُرمجت خارطة الأحزاب الجديدة بهدف تقليص حُضور الإسلاميين؟
عمان- خاص بـ”رأي اليوم”:
مجددا طالب أكبر أحزاب المعارضة الأردنية حكومة الرئيس الدكتور بشر الخصاونة بالانسجام مع الرؤية الملكية المرتبطة بتشجيع العمل الحزبي وتفعيل تحديث المنظومة السياسية عبر وضع حد لما وصفه الحزب بالمضايقات الأمنية التي يتعرض لها الأعضاء والقادة من كادره كما طالب بالانتهاء من الاستدعاءات الامنية دون سبب أو مبرر.
وتوجّه الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة بمذكرة في هذا الخصوص لرئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة.
وتقدّمت المذكرة بسلسلة مضايقات محددة قالت إن نشطاء الحزب يتعرضون لها وأغلبها في المطارات ومراكز الحدود ومن بينها تأخير السفر واحتجاز لعدة ساعات قبل السماح به وحجز جوازات سفر بعض وتفتيش الهواتف الخلوية والحواسيب الشخصية واحتجاز بعضها إضافة إلى الاستدعاءات الأمنية.
وبين المضايقات أصلا مطالبة أعضاء الحزب بتقديم استقالاتهم مقابل تحصيل حقوقهم وخصوصا في توظيف أبنائهم وأقاربهم واستدعاء نساء من أعضاء الحزب واستمرار منعه من الفعاليات والانشطة بما في ذلك استخدام المرافق العام للدولة.
وقدّرت مذكرة العضايلة بأن تلك الإجراءات تتنافى مع ابسط ملامح دولة القانون وتنتهك حقوق المواطنين وتعاكس ما يتم طرحه اليوم من تشجيع للعمل الحزبي.
ولم تعلق الحكومة الأردنية على تلك الحيثيات التي عرضتها مذكرة العضايلة.
لكن في الإطار نفسه وجهت عدة ملاحظات بالخصوص وبدا واضحا للعديد من المراقبين أن الضغوط بالرغم من مسار تحديث الرؤية السياسية في البلاد على جبهة التيار الاسلامي حصريا تتواصل في حال الضرب على المفاصل فيما تثير عملية تسمين وتغذية احزاب وسطية أخرى جملة من الملاحظات والنقاشات وبصيغة توحي بان الذهنية التي تدير ملف الأحزاب السياسية لا تزال مبرمجة على اساس مضايقة واستبدال حزب جبهة العمل الاسلامي التابع لجماعة الإخوان المسلمين وتوفير ملاذات لأحزاب تنافسه أو تقلّص من حضوره.
وسبق لرئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية سمير الرفاعي أن انتقد عدّة مرّات واحدة منها علنا في محاضرة عامة الاجراءات التي تعاكس مسار التثقيف الحزبي بما في ذلك توقيف المعلمين والنشطاء بدون سبب أمني واضح بين الحين والآخر.
ويبدو أن ملاحظات الرفاعي وغيره لم تفلح بعد في تغيير القناعات الرسمية والبيروقراطية خصوصا بعد ظهور حرص رسمي على تقليص أي مكاسب يمكن أن يستفيد منها او يستثمر فيها ضمن معطيات تحديث المنظومة حزب جبهة العمل الإسلامي الجديد.
وهو أمر ينطوي عمليا حتى برأي الشيخ العضايلة على معاكسات مؤذية تثبت بأن الرؤية الرسمية لم تطور بعد مضمونها في مسألة الإصلاح الحزبي.
وحتى الآن لم تبرز بعد الملامح المفصلية والاساسية لمنتجات مرتبطة بمسار تحديث المنظومة السياسية حتي حصلت أربعة أحزاب جديدة على التراخيص وحيث أبلغت مصادر في الهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات “رأي اليوم” بأن حزب جبهة العمل الإسلامي المعارض قد يكون الوحيد الذي جهّز أوراقه ووثائقه ومعطياته تفاعلا مع تصويب الأوضاع وفقا للأطر القانونية.