السياحة في دبي.. محرك رئيس وداعم لاستراتيجية التنوّع الاقتصادي

مديرون: الإمارة فرضت نفسها بقوة على خارطة السياحة العالمية

المصدر: الامارات اليوم أزاد عيشو ■ دبي

التاريخ: 15 أغسطس 2022

حققت إمارة دبي شهرة عالمية واسعة النطاق جعلتها وجهة عالمية للاقتصاد، وجاذبة لرؤوس الأموال وروّاد الأعمال من مختلف الدول، كما أصبحت محطة انطلاق لكثير من الشركات المليارية بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متطوّرة وبيئة تشريعية مرنة.

وأسهمت قطاعات عدة في نمو اقتصاد الإمارة وتحقيق طفرات وقفزات كبيرة في جميع المجالات خلال السنوات الماضية، ولعل من أبرز تلك القطاعات: الطيران والسياحة والتجزئة والتقنية والعقارات والخدمات المالية.

وواصل قطاع الطيران دعم نمو اقتصاد دبي مع ارتفاع معدلات تدفق المسافرين وربط الإمارة بالعالم الخارجي. ويعتبر مطار دبي الدولي رافداً أساسياً لاقتصاد الإمارة، وعامل تمكين رئيساً في نمو حجم تجارة الدولة عموماً، وإمارة دبي بشكل خاص، مع مختلف الأسواق العالمية.

وأسهم قطاع السياحة في تنويع اقتصاد الإمارة، حيث تمتلك دبي مقومات سياحية هائلة وبنية تحتية متطوّرة جعلتها وجهة مفضلة للزيارة على مدار العام.

ويُعدّ قطاع تجارة التجزئة من النشاطات الداعمة لنمو وتنوّع اقتصاد دبي، بحيث أسهم في مواكبة حركة التطوّر الاقتصادي في الإمارة.

كما سجّل قطاع العقارات مستويات نمو لافتة خلال الفترة الماضية، بحيث أصبحت دبي قبلة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.

وشهدت عقارات دبي تحسّناً كبيراً في جاذبيتها الاستثمارية مع ارتفاع العائد الاستثماري من تأجيرها بفضل الإجراءات المحفزة.


قال مسؤولون ومديرون إن استراتيجية التسويق السياحية في دبي تركزت في مجالات عدة، استهدفت مختلف شرائح الزوّار حول العالم، مستفيدة من تمتع المدينة بمقومات سياحية هائلة وبنية تحتية متطوّرة، تتكامل مع ما تقدمه المدينة من عروض وأنشطة وفعاليات تجعلها وجهة مفضلة للزيارة على مدار العام، لافتين إلى أن هذه الاستراتيجية أسهمت في وضع دبي على خارطة أكبر وأبرز الوجهات السياحية في العالم، والخيار المفضل لدى ملايين الزوّار كل عام.

وذكروا، لـ«الإمارات اليوم»، أنه إلى جانب العمل الدؤوب على تنويع الأسواق ورفع طاقة الغرف الفندقية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، تركزت السياسات الترويجية على استهداف سياحة العائلات والترفيه، إلى جانب سياحة الأعمال والمؤتمرات، فضلاً عن السياحة الطبية، وغيرها من القطاعات، بما في ذلك الأحداث الرياضية والثقافية، كما توسعت العروض السياحية التي تستهدف العائلات والأطفال بشكل كبير، مشيرين إلى أن السياحة في دبي تُعدّ قاطرة الاقتصاد غير النفطي وجاذباً رئيساً للاستثمار الأجنبي.

مقومات وبنية تحتية

وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم، إن «قطاع السياحة في دبي حقق نمواً ملحوظاً بنسبة 5.1% في عام 2019، حيث رحّبت الإمارة بأكثر من 16.73 مليون زائر دولي، وذلك مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2018، لتتجاوز بذلك معدّل نمو السياحة العالمية الذي توقعته منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة».

وأضاف كاظم أن «دبي نجحت في تعزيز مكانتها وجهة منافسة لمثيلاتها من المدن العالمية الأخرى، وكذلك زيادة جاذبيتها ومرونتها مستلهمة ذلك من رؤية وتوجيهات قيادتنا الحكيمة، الرامية إلى جعلها الوجهة الرائدة للأعمال والاستثمار والسياحة».

وتابع: «نجحت دبي في ترسيخ مكانتها على خارطة السياحة العالمية، حيث تتمتع دبي بمقومات سياحية هائلة وبنية تحتية متطوّرة، تتكامل مع ما تقدمه المدينة من عروض وأنشطة وفعاليات تجعلها وجهة مفضلة للزيارة على مدار العام. فيما نتعاون مع شركائنا لتقديم العديد من التجارب الممتعة، والعروض الترويجية، وكذلك باقات الإقامة الفندقية، والأنشطة والفعاليات الترفيهية، التي تسهم جميعها في جعل دبي وجهة مفضلة للزيارة خلال فصل الصيف».

وبيّن أن «دبي تواصل تقديم كل ما هو جديد ومميز، لتجعل من كل زيارة تجربة فريدة من نوعها، وتمكنت المدينة من افتتاح المزيد من مناطق الجذب السياحي والوجهات الترفيهية، التي تسهم في زيادة جاذبيتها لشرائح مختلفة من الزوّار».

وجهة مفضلة

وقال كاظم إن «دبي حافظت على مكانتها وجهة مفضلة للزيارة، مع استمرار الحملات التسويقية العالمية الناجحة، التي تطلقها دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي على مدار العام. وتحافظ دبي على مكانتها الدولية وجهة أولى بالنسبة للمسافرين حول العالم، حيث تشرك في حملاتها التسويقية شخصيات مشهورة ومؤثرة تسهم في إظهار جاذبية دبي، وما تتميز به من مقومات سياحية، إلى جانب ما تقدمه من تجارب فريدة».

وبيّن أن «هناك كثيراً من الاستراتيجيات والخطط التنموية، التي من شأنها الإسهام في جعل دبي مدينة المستقبل، وكذلك تعزيز مكانتها وجهة عالمية للاستثمار والأعمال والسياحة. ولعل من أبرزها، خطة دبي الحضرية 2040، التي تهدف إلى وضع خريطة متكاملة لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة في دبي، يكون محورها الإنسان وهدفها الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التنافسية العالمية للإمارة، وتسهم في توفير خيارات متعددة للمواطنين والمقيمين والزوّار».

وأضاف كاظم: «تواصل دبي إطلاق مبادرات لتخفيف الإجراءات وتسهيلها بهدف استقطاب المسافرين، سواء بهدف السياحة أو الأعمال، إضافة إلى البرامج الأخرى التي تشجع على الإقامة والحياة في دبي، بما فيها التأشيرات»، مشيراً إلى إنجاز مهم يضاف إلى الإنجازات العالمية لدبي باختيارها من قبل الرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات، الوجهة الأولى عالمياً لاجتماعات الجمعيات الدولية، وذلك وفقاً للتقرير الصادر عن الرابطة، لافتاً إلى أن «دبي استطاعت جذب اهتمام منظمي الاجتماعات والمؤتمرات، وكذلك مسؤولي الجمعيات والمنظمات الدولية لتنظيم الفعاليات فيها».

الاقتصاد غير النفطي

من جانبه، قال المدير التنفيذي لفندق «بلازو فيرساتشي دبي» ومؤسس شركة «بلازو للضيافة»، منذر درويش، إن «دبي عملت في وقت مبكر على تطوير اقتصادها غير النفطي، حيث كان قطاع السياحة من المستفيدين الرئيسين من هذا التوجه، وجذب هذا القطاع عدداً من مشغلي الفنادق الدولية، الذين حرصوا على افتتاح علاماتهم الفندقية العالمية في دبي».

وبيّن درويش أنه «إلى جانب العمل الدؤوب على تنويع الأسواق ورفع طاقة الغرف الفندقية في دبي، تركزت السياسات الترويجية على استهداف المزيد من شرائح الزوّار، بما في ذلك العائلات وسياحة الترفيه، إلى جانب سياحة الأعمال والمؤتمرات، فضلاً عن السياحة الطبية، وغيرها من القطاعات، كما توسعت العروض السياحية التي تستهدف العائلات والأطفال بشكل كبير».

وقال إن «دبي عملت أيضاً خلال السنوات الأخيرة، على جذب الأحداث الرياضية والثقافية الكبرى. وفي أغسطس 2016، افتتحت الإمارة (أوبرا دبي) في وسط مدينة دبي، وأصبحت الأنشطة السياحية الثقافية ذات شعبية متزايدة في المدينة في السنوات القليلة الماضية»، مشيراً إلى أنه «من النتائج الطبيعية الرئيسة والإسهام في تطوير السياحة الثقافية في دبي، لجوء العديد من الفنانين من جميع أنحاء العالم إلى عرض أعمالهم بشكل منتظم في معارض دبي».

شرائح الزوّار

ولفت درويش إلى أن «تعزيز سُمعة دبي مركزاً إقليمياً للأحداث الرياضية الدولية كان محور اهتمام الجهات المعنية في دبي، ويمكن إرجاع هذا الجهد إلى إنشاء مجلس دبي الرياضي في نوفمبر 2005»، مشيراً إلى أن «دبي تستقبل كل عام أعداداً متزايدة من الزوّار بغرض السياحة الرياضية».

وذكر درويش: «في عام 2013 اختيرت دبي ثاني أفضل مدينة في العالم، في مجال تنظيم الأحداث والفعاليات الرياضية، خلال المؤتمر الدولي السابع لإدارة الأحداث الرياضية، بمشاركة عدد كبير من المنظمات والاتحادات الرياضية الدولية، وهي تستضيف أبرز الفعاليات الرياضية والفنية العالمية، في مقدمتها: كأس دبي العالمي للخيول، أغلى سباقات الخيول في العالم، و(دبي ديزرت كلاسيك للغولف)، وبطولة دبي للتنس، وطواف دبي للدرّاجات الهوائية».

المنتج السياحي

من جهته، قال المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، إن «إسهام القطاع السياحي في اقتصاد دبي، إلى جانب السفر والطيران، حقق نتائج مذهلة على امتداد السنوات الماضية، في ظل سياسات واضحة المعالم، استهدفت تحقيق تكامل الخدمات المقدمة لزوّار الإمارة، بدءاً من خيارات سفر مباشرة ومرنة إلى وجهات ترفيهية استثنائية، وتجارب سياحية تلائم مختلف متطلبات الزوّار».

وبيّن العوا أن «دبي فرضت نفسها بقوة على خارطة السياحة العالمية، وبدت علامة سياحية شهيرة بحد ذاتها، يقصدها الملايين من السياح سنوياً»، لافتاً إلى أن «الطلب على المنتج السياحي شهد معدلات نمو كبيرة».

وأشار إلى أن «السياحة الطبية هي مجال نمو رئيس آخر، ففي أوائل عام 2016، حيث تم الإعلان عن خطة دبي في مجال السياحة العلاجية، وتم إطلاق العلامة التجارية الرائدة (تجربة دبي الصحية)، لتعزيز مكانة دبي الرائدة في قطاع السياحة الصحية على الخارطة العالمية».

مركز عالمي

إلى ذلك، قال رئيس شركة «العابدي»، القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي: «من المجالات الرئيسة الأخرى لتطوير السياحة، سوق المعارض والمؤتمرات والمعارض، التي توسعت بسرعة في دولة الإمارات، حيث استحوذت إمارة دبي على الحصة السوقية الأكبر للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض في المنطقة».

وذكر العابدي أن «دبي استطاعت جذب اهتمام منظمي الاجتماعات والمؤتمرات، وكذلك مسؤولي المنظمات الدولية لتنظيم الفعاليات فيها، بفضل المقومات التي تمتلكها من بنية تحتية، وسهولة الربط الجوي، كونها مركزاً عالمياً للمال والأعمال، إذ تسهم فعاليات الأعمال بدور مهم في استقطاب الزوّار من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب إسهامها وأثرها الاقتصادي الكبير»، مشيراً إلى أن «مركز دبي التجاري العالمي لعب دوراً رئيساً في تنويع اقتصاد دبي، وعمل على خلق أثر اقتصادي أوسع، مرسخاً مكانة دبي مركزاً عالمياً للتجارة وسياحة الأعمال».

وذكر أن «مزيداً من الشركات الكبرى حول العالم اتخذت من دبي خلال السنوات الماضية، وجهة مفضلة لها لإقامة أنشطتها وفعالياتها»، لافتاً إلى أن «التسوّق حجر الزاوية في سوق السياحة بدبي، ولايزال قطاع التجزئة محورياً لاستراتيجية النمو في الإمارة، ويضم القطاع العديد من الأحداث السنوية التي تركز على البيع بالتجزئة، مثل مهرجان دبي للتسوّق».

مدينة حيوية

في السياق نفسه، قال المدير العام لشركة «العوضي للسفريات»، أمين العوضي: «ينطوي أحد أكبر التحولات الجارية حالياً في قطاع السياحة بدبي، على جذب حصة أكبر من زوّار السوق المتوسطة، فهناك عدد كبير من الفنادق، فئة النجوم الثلاثة والأربعة، قيد الإنشاء حالياً».

وبيّن أن «دبي تتمتع بالعديد من مقومات الجذب السياحي، كما أنها تحتضن كثيراً من الوجهات الترفيهية، فضلاً عن كونها من أكثر الوجهات السياحية أماناً في العالم».

ولفت إلى أن «دبي من أولى الوجهات التي أعادت فتح أسواقها وتقديم الخدمات في مختلف مرافقها»، مشيراً إلى أن «القطاع السياحي، الذي يُعدّ أحد أعمدة اقتصاد دبي، حقق خلال فترة ما بعد الجائحة، معدلات أداء قوية، حيث كشفت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي عن مواصلة قطاع السياحة في الإمارة، أداءه القوي منذ بداية العام الجاري، مع استمرار النمو محققاً نتائج إيجابية للغاية خلال الفترة من يناير إلى مايو 2022، التي استقبلت دبي خلالها أكثر من 6.17 ملايين زائر دولي، بزيادة قدرها 197%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي».

وبيّن العوضي أن «استراتيجية التسويق السياحية في دبي تركزت في مجالات عدة، تستهدف كل واحدة منها شرائح من الزوّار من مختلف أسواق العالم»، مشيراً إلى أن «هذه الاستراتيجية أسهمت في وضع دبي على خارطة أكبر وأبرز الوجهات السياحية في العالم، والخيار المفضل لدى ملايين الزوّار كل عام».

تنوّع الخيارات

بدوره، قال المدير الإقليمي لـ«مجموعة فنادق حياة» في دبي والمدير لعام لفندق «غراند حياة»، فتحي خوجلي، إن «القطاع السياحي في دبي، خلال العقود الأخيرة، حقق قفزات نوعية من حيث معدلات تدفق السياح الدوليين وأعداد المنشآت والغرف الجديدة، فضلاً عن التنوّع الهائل في خيارات الترفيه والمرافق والوجهات الجديدة التي استقطبت اهتمام الملايين حول العالم»، لافتاً إلى أن «القطاع حظي باهتمام بالغ من قبل حكومة دبي، خلال السنوات الماضية، من خلال توفير بيئة تشريعية وبنية تحتية جذابة للاستثمارات السياحية، فضلاً عن تطوير دائم للتسهيلات المقدمة للمستثمرين، فضلاً عن الزوّار».

وبيّن أن «تأسيس شركة (طيران الإمارات)، والتطوّر الهائل الذي شهده مطار دبي الدولي، ليصح أكبر معبر للنقل الجوي في العالم، كان له دور أساسي في زيادة جاذبية دبي وجهة سياحية لمختلف شرائح الزوّار حول العالم»، مشيراً إلى أن «السياحة تعدّ أكثر القطاعات التي شهدت نمواً هائلاً في السنوات الماضية، لتصبح رافداً أساسياً في نمو اقتصاد دبي».

وذكر أن «إسهام السياحة لا يقتصر على الإقامة الفندقية فقط، فالعائدات التي يحققها القطاع بشكل مباشر وغير مباشر تضع الإمارة في قائمة أكبر الوجهات السياحية في العالم، من حيث معدل إنفاق الزوّار»، مشيراً إلى أن «قطاع السياحة يساند العديد من القطاعات الأخرى، بما في ذلك الطعام والتسوّق والترفيه والنقل الجوي».

وأضاف: «لعب قطاع السياحة أيضاً دوراً بارزاً في نشاط القطاع العقاري»، لافتاً إلى أن «العديد من السياح الذين قدموا إلى دبي، اختاروها في ما بعد، وجهة استثمارية لهم، من حيث شراء عقارات أو اختيار المدينة، وجهة للعيش والعمل».


نمو متواصل في المنشآت والغرف

نجحت حكومة دبي في تنشيط السياحة، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في الفنادق وغيرها من أماكن إقامة الزوّار، ووصل إجمالي الغرف الفندقية الجديدة، التي تم افتتاحها في دبي خلال 12 شهراً في الفترة الممتدة بين أبريل 2021 وأبريل 2022، إلى 12 ألفاً و324 غرفة، بمعدل 1027 غرفة جديدة شهرياً، وذلك وفقاً لبيانات صادرة عن دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي. وبحسب تلك البيانات، التي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، فقد وصل عدد الغرف الفندقية في دبي، بنهاية أبريل 2022، إلى 140 ألفاً و363 غرفة فندقية، مقابل 128 ألفاً و12 غرفة فندقية في نهاية أبريل 2021، بنسبة نمو جاوزت 9.6%.

دبي الأولى عالمياً في استقطاب الاستثمار السياحي

حلّت دبي في المركز الأول عالمياً في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر والمشروعات في مجال السياحة، واستأثر قطاع السياحة في دبي بنحو 6.4 مليارات درهم (1.7 مليار دولار) من الاستثمار الأجنبي المباشر، مع 30 مشروعاً من مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر، خلال عام 2021، وذلك بحسب بيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر، التي نشرتها مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي. كما توّج عام 2021 مسيرة ناجحة، امتدت على مدار خمس سنوات متتالية منذ عام 2017، حافظت خلالها دبي على تقدمها على مدن عالمية، مثل لندن وباريس وشنغهاي، على صعيد استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، إلى القطاع السياحي، بإجمالي 83.5 مليار درهم (22.8 مليار دولار) عبر 205 مشروعات على مر السنوات الخمس.

إنفاق الزوّار الدوليين

أفادت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بأن إنفاق الزوّار الدوليين في إمارة دبي، وصل إلى 21 ملياراً و800 مليون دولار (80 مليار درهم) خلال عام 2019، قبل الجائحة، مقابل 21 ملياراً و375 مليون دولار (أكثر من 78.6 مليار درهم) في عام 2018، لتستحوذ مدينة دبي وحدها على نحو 27% من إجمالي حجم الإنفاق في دول منطقة الشرق الأوسط مجتمعة والمشمولة في البيانات، وعددها 10 دول. وذكرت المنظمة أن إمارة دبي واصلت تسجيل معدلات كبيرة في حجم إنفاق الزوّار الدوليين خلال السنوات الماضية، حيث ارتفع من نحو 8.5 مليارات دولار (31 مليار درهم) في عام 2010 إلى 21.8 مليار دولار (أكثر من 80 مليار درهم) في عام 2019. ويعرف إنفاق الزوّار الدوليين أيضاً بـ«إيرادات السياحة الدولية»، يشمل مدفوعات الزوّار لقاء السلع أو الخدمات التي يتلقونها في الوجهة السياحية المقصودة.

تأثير اقتصادي وقيمة مضافة للقطاعات الأخرى

تُعدّ السياحة قطاعاً اقتصادياً مهماً في اقتصاد دبي، ويشمل تعريف السياحة في الحسابات القومية لدبي أنشطة خدمات الإقامة والطعام (المطاعم والفنادق). وفي عام 2019، حققت أنشطة خدمات والإقامة والطعام قيمة مضافة مقدارها 20.5 مليار درهم وأسهمت بنسبة 5.1% مـن الناتج المحلي الإجمالي (بالأسعار الثابتة). وبحسب التقرير الاقتصادي لإمارة دبي تلعب السياحة أيضاً دوراً مهماً، لكنه غير مباشر في زيادة القيمة المضافة للقطاعات الأخرى ذات الصلة، مثل: الطيران والمطارات وقطاعات النقل البري والبحري والتشييد. وركزت حكومة دبي على السياحة، وحوّلت الإمارة إلى مركز للأعمال في المنطقة ووجهة ترفيهية مهمة، وهي تعمل على زيادة المؤتمرات والمعارض والسياحة الطبية أيضاً.