عندما “يغيب” الأردن ويفقد “سحره الفلسطيني”

كيف إستفاد “اليمين الإسرائيلي” وخسر طاقم أوسلو مع عمان؟ “التقصير ” شمل “مكونات الضفة والقطاع وديمغرافيا 1948 و”مصارحات” غير مسبوقة في العمق وأنباء عن “صحوة بيروقراطية” في الطريق

”راي اليوم”

ما الذي تريده او تستطيع فعله حكومة الاردن من ومع المكون العربي في الكيان الاسرائيلي بصورة حصرية في ظل اشتداد موجة الخوف من عودة بنيامين نتنياهو؟

ما الذي تستطيع حكومة عمان فعله لكي تعود الى دائرة التأثير في معادلة الضفة الغربية؟

سؤالان في غاية الاهمية تفجرا وسط النخب والمؤسسات الاردنية  ظرفيا بعد الزيارة التي قام بها رئيس وزراء اسرائيل المؤقت مائير لابيد الى عمان قبل اكثر من 3 اسابيع ونتج عنها مساحة من التأمل المشترك والبحث في تقليص الفجوة مع نفوذ وحضور بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست نوفمبر المقبل.

ونفس الاسئلة ترددت في اوساط الحكومة الاردنية بعدما لاحظ الجميع ما سمي بأزمة الازدحام الشديد على الجسور والمعابر قبل نحو 3 اسابيع ايضا حين اعتبر سياسيون محليون كثر أن دخول دولة شقيقة مثل المغرب على خط مسالة في عمق الاختصاص الاردني مثل ازمة الجسور والمعابر مع طاقم السفارة الامريكية في عمان مسالة من الصعب انكار الازعاج الناتج عنها.

عاملان يقول مراقبون سياسيون واعضاء في البرلمان الاردني انهما مؤثران  في التوصل الى خلاصة كانت المؤسسات الحكومية الاردنية تتجاهلها بالعادة.

فكرة تلك الخلاصة ان الاردن يفقد سحره وتأثيره في مكونات الشرائح الاجتماعية الفلسطينية وانه يخلي الساحة من ربع قرن تقريبا في الضفة الغربية تحديدا لطاقم السلطة وأوسلو والرئيس محمود عباس وبدون فوائد ومكاسب تذكر فيما لا يجدد أدواته في التواصل مع قادة ورموز البنية الديمغرافية العربية في اسرائيل المحتلة لعام 1948.

نفض الغبار عن ملف سمي بـ “الغياب الاردني السياسي والمؤسساتي”.

وتمكن بعض صناع القرار من طرح اسئلة ها الغياب عن عمق الجغرافيا والشعب الفلسطيني على طاولة القرار وفي اجتماعات تقييمية سياسية.

ونتجت خلاصات عن هذه التقييمات لا تعلنها الحكومة الاردنية لكنها تقر بان الاردن الذي كان بالعادة طرفا فاعلا جدا مع قادة المكونات الاجتماعية في فلسطين المحتلة يفقد أوراق تأثيره الكلاسيكية القديمة ويقتصر حضوره على عدد قليل جدا من قدامى الوجهاء والمخاتير في محافظات مثل الخليل ونابلس والقدس فقط دون متابعة الأجيال المؤثرة لا في قطاع غزة ولا حتى في حركة ومنظمات حركة فتح الشبابية والطلابية في الضفة الغربية خلافا لان الخلية التي إشتغلت في الموضوع توصلت الى خلاصة اضافية فكرتها ان عمان تطوعت بفقدان تأثيرها ليس بالضفة الغربية فقط.

ولكن بعمق المجتمع العربي في فلسطين التاريخية حيث توفيت شخصيات كانت تتبادل المشورة مع عمان او خرجت من المعادلة وحيث لا يوجد علاقات واتصالات مع جيلين على الاقل في ذلك المجتمع.

برز ادراك في الاثناء بان الغياب او السبات الرسمي هنا وان كان هدفه النبيل تعزيز السلطة الفلسطينية انتهى بإضعاف المكونات الفلسطينية والدور الاردني لصالح اليمين الاسرائيلي واحيانا لصالح فصائل المقاومة.

والخلاصة التي قررت بعناية وحسب مصدر مأذون تحدث لـ”راي اليوم” ان الوصاية الاردنية جراء كل ذلك ضعفت واليمين الاسرائيلي المتطرف المعادي للأردن اصبح جزءا من تركيبة دولة الكيان العميقة وتصدعت العلاقات مع العمق الاسرائيلي بالنتيجة ودخل سعوديون واماراتيون بقوة على خط عقارات القدس وملأت بعض الاطراف مثل تركيا والحركة الاسلامية الفلسطينية الفراغ التي تركته الوصاية بالمسجد الاقصى من خلال لجان المرابطين.

 مع مؤسسات الضفة الغربية الاكاديمية والعلمية والشبابية  الاتصالات والعلاقات بالمعادلة الصفرية وفي قطاع غزة الاردن موجود فقط عبر المستشفى الميداني وبالمحصلة هذا الفراغ ثمة ادراك اليوم انه نتج عنه مخاسر استراتيجية كبيرة  تجعل استعادة هوامش المناورة مسالة اصعب.

تلك اشارات خلاصة تستطيع “راي اليوم” ان تؤكد ان اطراف القرار الفاعلة في دولة الاردن اليوم توصلت اليها بعد نقاشات صريحة وجريئة بعنوان “فهم كلفة وفواتيرغياب الاردن عن الساحة الفلسطينية”.

لندن – خاص بـ”راي اليوم”: