المتحورة الجديدة تربك مستشفيات أستراليا وقطاع الطيران بين الصين والولايات المتحدة و”فايزر” و”موديرنا” يعلنان موعد إنتاج لقاحين مضادين
حذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 11 يناير (كانون الثاني)، من أن أكثر من نصف سكان أوروبا قد يصابون بالمتحورة “أوميكرون” من فيروس كورونا إذا استمرت وتيرة الإصابات الحالية.
وخلال مؤتمر صحافي، حذر مدير منطقة أوروبا في المنظمة هانس كلوغه، من أن “أوميكرون” تمثل “موجة مد جديدة من الغرب إلى الشرق تجتاح” المنطقة الأوروبية. وأضاف، “بهذه الوتيرة، يتوقع معهد القياسات الصحية أن يصاب أكثر من 50 في المئة من السكان في المنطقة بأوميكرون في الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة”.
وتضم المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية 53 بلداً وإقليماً بما فيها العديد من دول آسيا الوسطى، وأوضح كلوغه أن 50 منها أكدت إصابات بـ”أوميكرون”.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أفادت 26 دولة من تلك البلدان بأن أكثر من 1 في المئة من سكانها “يصابون بكوفيد-19 كل أسبوع” اعتباراً من 10 يناير، وأن المنطقة سجلت أكثر من سبعة ملايين إصابة جديدة بالفيروس في الأسبوع الأول من عام 2022.
وفي إشارة إلى بيانات جمعت خلال الأسابيع القليلة الماضية، قال كلوغه إن “أوميكرون” أثبتت أنها أكثر قابلية للانتقال و”قد مكّنتها الطفرات من الالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر، ويمكن أن تصيب حتى الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بالعدوى أو تلقوا اللقاح”.
وعلى الرغم من ذلك، شدد كلوغه على أن “اللقاحات المعتمدة تستمر في توفير حماية جيدة ضد الأشكال الحادة من الوباء وخطر الوفاة”.
وفي هذا السياق، قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت لقاحات “كوفيد-19” الحالية توفر حماية كافية ضد سلالة “أوميكرون”، حتى مع قيام الشركات المصنعة بتطوير لقاحات من الجيل التالي.
ضغوط في أستراليا
تحوم الإصابات بـ”كوفيد-19″ في أستراليا قرب مستويات قياسية اليوم الثلاثاء مع زيادة حالات العدوى بالمرض الناجمة عن المتحورة “أوميكرون” الأمر الذي شكل ضغطاً على المستشفيات التي تعاني بالفعل من خضوع العاملين للعزل بعد إصابتهم بفيروس كورونا.
وبعد النجاح في احتواء الفيروس خلال أغلب فترات الجائحة، تفشت “أوميكرون” بشكل سريع في أستراليا بعدما خففت السلطات إجراءات الحد من انتشار الفيروس مع تحقيق البلاد معدلات تطعيم عالية.
وسجلت أستراليا نحو 1.1 مليون إصابة منذ بدء الجائحة غير أن أكثر من نصف هذا العدد أصيب خلال الأسبوعين الماضيين بينهم 86 ألف حالة اليوم الثلاثاء.
وقال دانييل أندروز رئيس وزراء ولاية فيكتوريا في إفادة لوسائل الإعلام “هناك ضغط كبير على نظامنا الصحي”. وأضاف أن هناك نحو أربعة آلاف من العاملين في المستشفيات و400 من المسعفين يخضعون للعزل.
رحلات الطيران
على صعيد آخر، أمرت الصين بإلغاء أكثر من 24 رحلة جوية كانت قادمة من الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة بعدما أثبتت فحوص العديد من الركاب إصابتهم بـ”كوفيد-19″ عقب وصولهم إلى البلاد.
وألغت هيئة تنظيم الطيران في الصين ثماني رحلات جوية في المجمل آتية من الولايات المتحدة إلى شنغهاي بموجب قواعدها للحد من تفشي الجائحة.
كما ألغت إدارة الطيران المدني في الصين ما لا يقل عن 22 رحلة جوية أخرى كانت متجهة إلى الولايات المتحدة عبر شركات طيران صينية منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعدما جاءت فحوص عدد من الركاب إيجابية.
وقالت الولايات المتحدة إنها اضطرت لإلغاء رحلات جوية من سان فرانسيسكو إلى شنغهاي في 15 و19 و22 و26 يناير (كانون الثاني) الجاري.
رقم قياسي جديد في الولايات المتحدة
وسجلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 1.13 مليون إصابة بفيروس كورونا يوم الاثنين، في أعلى رقم يومي تسجله أي دولة في العالم بينما تواصل السلالة “أوميكرون” المتحورة من فيروس كورونا انتشارها من دون هوادة، وفق ما أظهر إحصاء لوكالة “رويترز”.
وكان الرقم القياسي السابق 1.03 مليون حالة في الثالث من يناير (كانون الثاني). ويُسجل عدد كبير من الحالات كل اثنين لأن العديد من الولايات لا تعلن عن الإصابات في عطلة نهاية الأسبوع. وارتفع متوسط سبعة أيام لعدد الإصابات إلى ثلاثة أمثال في أسبوعين ليتجاوز 700 ألف إصابة جديدة يومياً.
ولم تبلغ جميع الولايات عن الإصابات يوم الاثنين، لذلك من المرجح أن يكون الرقم النهائي أعلى حتى من ذلك.
أكد رئيس مختبر “فايزر” الاثنين أن نسخة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا معدة للتصدي للمتحورة “أوميكرون” ستكون جاهزة إذا لزم الأمر في مارس (آذار)، فيما أشار نظيره في “موديرنا” إلى التحضير للقاح سيكون جاهزاً في الخريف.
وقال ألبرت بورلا في تصريح لشبكة “سي أن بي سي” المالية الأميركية “لا أعلم ما إذا سنكون بحاجة للقاح كهذا، لا أعلم ما إذا سيستخدم ولا كيفية استخدامه، لكن سنكون جاهزين. المصنع بدأ الإنتاج بالفعل”.
وكان بورلا قد أشار في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أن شركته باشرت الإعداد لنسخة جديدة من اللقاح معدة خصيصاً للتصدي للمتحورة “أوميكرون”.
وأوضح بورلا “نأمل في التوصل إلى منتج قادر على توفير وقاية أفضل بكثير من الإصابات تحديداً، لأن الوقاية التي توفرها اللقاحات الحالية في حال تلقي الجرعة الثالثة تحول دون دخول (المصابين) المستشفى معقولة جداً”.
لكن لا يزال يتعين إجراء دراسات لتبيان ما إذا كان من الضروري تلقي جرعة رابعة.
من جهته، أشار المدير العام لـ “موديرنا” ستيفان بانسيل إلى أن مختبر الشركة يعد لجرعة إضافية خاصة بالمتحورة “أوميكرون” ستكون جاهزة في الخريف، وإلى أن التجارب السريرية ستبدأ “قريباً”.
وفي تصريح لشبكة “سي أن بي سي” قال بانسيل “نتباحث حالياً مع مسؤولين صحيين في العالم أجمع من أجل اتخاذ قرار بشأن ما نعتقد أنه الاستراتيجية الأفضل لإعطاء جرعة إضافية في خريف عام 2022”.
وشدد على أهمية المحافظة على التقدم الذي تم إحرازه في مواجهة الفيروس وحذر من خطورة خسارة هذا التقدم.
تشدد ياباني جديد
وستمدد اليابان إجراءات منع دخول جميع الوافدين الأجانب تقريباً أراضيها حتى نهاية فبراير (شباط) وستعيد فتح مراكز التطعيم الكبيرة في وقت يواجه الأرخبيل ارتفاعاً في معدلات الإصابة.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للصحافيين “سنواصل تطبيق سياسة مراقبة الحدود الحالية حتى نهاية فبراير مع اتخاذ الإجراءات اللازمة من وجهة نظر إنسانية ومراعاة المصلحة الوطنية”.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى بعض الاستثناءات الجديدة لأفراد العائلات اليابانية وكذلك الطلاب الذين يدرسون في اليابان، لكن لم ترد تفاصيل فورية من المسؤولين.
وقال كيشيدا إن الحكومة ستعيد أيضاً فتح مراكز التطعيم الكبيرة التي تديرها قوات الدفاع الذاتي، وستطلب من الحكومات المحلية إعادة فتح مواقع التلقيح الجماعي التابعة لها من أجل تسريع حملات الجرعات المعززة.
وفرضت اليابان إجراءات حدودية صارمة على القادمين من الخارج، مثل الحجر الصحي والاختبارات المتكررة.
ولكن على رغم هذه الجهود، تتفشى المتحورة “أوميكرون” محلياً وتشهد اليابان ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات بالفيروس.
وقال كيشيدا “على رغم أن “أوميكرون” تتسبب كما يُقال بنسبة منخفضة من الحالات الخطيرة، ولكن إذا ارتفع عدد الإصابات سيزداد عدد الحالات الخطيرة والضغط على النظام الصحي”، داعياً الناس إلى توخي اليقظة.
وكانت الحكومة قد أعلنت قيوداً جديدة للحد من تفشي الفيروس في ثلاث مناطق، ومنعت القوات الأميركية في اليابان عناصرها من القيام برحلات غير ضرورية خارج القاعدة لمدة أسبوعين بعد ظهور بؤر من الإصابات بين صفوف الجيش ومجتمعات مجاورة.
فرنسا تسجل متوسطاً يومياً قياسياً جديداً
أظهرت بيانات رسمية الاثنين أن فرنسا سجلت ما يقرب من 94 ألف إصابة جديدة بكورونا، مما دفع متوسط الإصابات الجديدة على مدى سبعة أيام إلى مستوى مرتفع جديد عند 269614، وهو اليوم الرابع عشر على التوالي الذي يشهد ارتفاعاً.
وعادة ما تشهد الإصابات الجديدة المسجلة يوم الاثنين من كل أسبوع انخفاضاً حاداً بسبب التأخر في الإبلاغ عن الإصابات في عطلة نهاية الأسبوع. وفي الأيام السبعة الماضية، تجاوز عدد الإصابات في اليوم الواحد 300 ألف حالة ثلاث مرات و296 ألفاً الأحد.
إصابة وزير خارجية إسرائيل
قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الاثنين إن الفحوص أثبتت إصابته بكورونا، لكنه بصحة جيدة. وأوضح متحدث رسمي أن لابيد، الذي يرأس أكبر حزب في الحكومة، رهن العزل في بيته.
وكتب لابيد على “تويتر” يقول “أشعر بأني على ما يرام لأني حاصل على التطعيم. إذهب واحصل التطعيم والتزم بالكمامة، وسنعبر تلك المرحلة معاً”.
تجنب السفر إلى كندا
نصحت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بعدم السفر إلى كندا بسبب ارتفاع عدد الإصابات بـ”كوفيد-19″.
ورفعت المراكز كندا لقائمة توصيات السفر من المستوى الرابع: “مرتفع جداً”، مطالبة الأميركيين بتجنب السفر إلى الجارة الشمالية.
ويدرج المركز حالياً نحو 80 وجهة حول العالم في قائمة المستوى الرابع. وكانت قد رفعت الاثنين جزر كوراساو إلى المستوى الرابع.
إيطاليا تشدد القيود على غير الملقحين
مارس رئيس الوزراء الإيطالي ماريو درغي ضغوطاً جديدة على غير المحصنين الاثنين، قائلاً إنهم سبب “معظم مشاكل” البلاد التي تشهد تفشياً قوياً للمتحورة “أوميكرون”.
وفقاً للإجراءات الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ الاثنين، لا يسمح لغير الملقحين بالذهاب إلى المطاعم أو السينما أو المسابح أو النوادي الرياضية أو استخدام وسائل النقل العام، في حين أعيد فتح المدارس.
ويتم فقط إعفاء الأشخاص الذين تم شفاؤهم أخيراً من فيروس كورونا من هذا الالتزام الذي يمثل تشديداً إضافياً للقيود المفروضة على غير المطعمين في مواجهة زيادة الإصابات، وبينهم الأطفال.
وقال ماريو دراغي في مؤتمر صحافي مساء الاثنين في وقت تسجل البلاد أكثر من 100 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة إن “معظم المشاكل التي نعرفها اليوم سببها الأشخاص غير المحصنين”، الذين “هم أكثر عرضة للإصابة بأشكال خطيرة من المرض” و”يزيدون الضغط على المستشفيات”.
كما أعلنت إيطاليا الأسبوع الماضي أن تلقي اللقاح سيكون إلزامياً للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة اعتباراً من 15 فبراير (شباط).
الرئيس المكسيكي يعلن إصابته للمرة الثانية
أعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الاثنين أنه أصيب بكورونا للمرة الثانية، مطمئناً مواطنيه إلى أنه يعاني من أعراض خفيفة.
وكتب الرئيس في تغريدة على “تويتر”، “أبلغكم بأنني مصاب بكوفيد-19، وعلى الرغم من أن الأعراض خفيفة فأنا سأمكث في العزل الصحي ولن أزاول سوى الأعمال المكتبية وسأتواصل عبر الفضاء الافتراضي”.
ولوبيز أوبرادور، البالغ من العمر 68 سنة، نادراً ما يضع كمامة وقد بدا عليه المرض صباح الاثنين خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إذ تحدث بصوت أجش، مؤكداً أنه يعتزم إجراء فحص كورونا على الرغم من اعتقاده أنه مصاب بالأنفلونزا فحسب.
وكان الرئيس المكسيكي أصيب بفيروس كورونا في يناير (كانون الثاني) 2021 وكانت أعراض المرض عليه يومها خفيفة أيضاً.
وتلقى لوبيز أوبرادور لقاح “أسترازينيكا” العام الماضي بالإضافة إلى جرعة معززة في 7 ديسمبر (كانون الأول). والمكسيك البالغ عدد سكانها 129 مليون نسمة تخطت في 8 يناير عتبة الـ300 ألف وفاة بـ”كوفيد-19″ منذ بدأت الجائحة.