“سباق مع الزمن”.. هذه خطة صانعي اللقاحات لمواجهة “أوميكرون”

ترجمات – أبوظبي

مع موجة القلق التي أحدثها متحور فيروس كورونا الجديد المعروف باسم “أوميكرون”، يسابق صانعو اللقاحات الزمن من أجل تطوير منتجاتهم لمواجهة أحدث تهديد للوباء الذي يؤرق العالم منذ أكثر من عامين.

وكشف تقرير لشبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية أن شركات تصنيع اللقاحات تعمل حاليا على إنتاج جرعات “محدثة”، خشية أن يكون “أوميكرون” الذي انتشر حاليا في عشرات الدول، أكثر مقاومة للقاحات المعروفة حاليا.

وأوضح التقرير أن “معظم اللقاحات الحالية مصنعة بتقنية مرنة بما يعني سهولة تحديثها”، مشيرة إلى أن لقاحي “فايزر” و”موديرنا” هما الأيسر من حيث إمكانية التعديل عبر استبدال الحمض النووي بهما لمطابقة الطفرات الجديدة.

وقال ميكائيل دولستن رئيس البحث والتطوير الطبي في “فايزر” لوكالة “أسوشيتيد برس”، إن الشركة تتوقع أن يكون لديها لقاح خاص بـ”أوميكرون” في مارس المقبل.

كما تتوقع شركة “موديرنا” أن تنجح في خطوة مشابهة خلال فترة تتراوح بين شهرين و3 أشهر، بحيث تنتج لقاحا مضادا لـ”أوميكرون” جاهزا للاختبار، كما أن مصنعي اللقاحات الآخرين يفعلون الأمر ذاته عبر تقنيات مختلفة، بما في ذلك “جونسون آند جونسون”.

يشار إلى أن شركتي “فايزر” و”موديرنا” نجحتا بالفعل في تحضير جرعات تجريبية لمواجهة متحوري كورونا “دلتا” و”بيتا”.

ورغم أن خبراء يشككون في جدوى هذا التطوير لأن “أوميكرون” قد لا يكون المتحور الأخير لكورونا، حيث إن الطفرات سمة مميزة للفيروسات بشكل عام، فإنهم يشجعون مثل هذه الخطوات لأهميتها في معرفة سرعة الشركات في إنتاج لقاحات معدلة وفقا للطفرات التي تطرأ على الفيروس.

وحسب إي جون ويري عالم المناعة في جامعة بنسلفانيا الأميركية، فإن “أوميكرون دق جرس الإنذار حتى لو اتضح أنه إنذار خاطئ. سيكون من الجيد فعلا معرفة ما إذا كان صانعو اللقاحات بإمكانهم تحديث منتجاتهم. احصل على لقاح جديد وكن جاهزا”.

ويبدو من السابق لأوانه التأكد من أن اللقاحات الحالية ستصمد أمام “أوميكرون”، حيث صدرت تلميحات مختلفة خلال الأيام الأخيرة بشأن ذلك.

فعلى سبيل المثال، أشارت اختبارات معملية أن جرعتين من لقاح “فايزر” قد لا تمنعان عدوى المتحور الجديد، لكن بإمكانهما تقديم الحماية من الأعراض الشديدة للمرض، فيما قد تكفي جرعة ثالثة للقيام بالأمرين معا.

ويراقب العلماء حول العالم سلوك “أوميكرون” للحصول على إجابات أفضل بشأن مقاومة للقاحات، فيما شكلت منظمة الصحة العالمية لجنة علمية مستقلة لتقديم المشورة بشأن فعالية اللقاحات ضد المتحور الجديد، وما إذا كانت هذه اللقاحات بحاجة فعلا إلى تعديلات.

وقبل وقت قصير من رصد “أوميكرون” لأول مرة في جنوب إفريقيا، اعتبر أوغور شاهين الرئيس التنفيذي لشركة “بيونتك” التي تشارك “فايزر” صنع لقاحها، أن انخفاض فعالية اللقاحات أمام “أوميكرون” ليس بالأمر الهين، مشيرا إلى إمكانية ظهور متحور آخر حيث “ليست لدى الشركات استراتيجية متفق عليها” لمواجهة طفرات الفيروس.

ويبدو قرار تعديل اللقاحات صعبا بالفعل، فالفيروس يتحرك أسرع من العلم وفقا للخبراء.