المدفوعات الرقمية توفر وسيلة للانتقال نحو اقتصادات متكاملة

تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان منطقة فريدة بكل معنى الكلمة، ففي حين يتمتع كل سوق بمجموعة من العناصر المميزة والفريدة التي تشكل ملامح هويتها، تتبلور هذه الاختلافات والانقسامات والتعقيدات على مستوى مختلف تماماً في هذه المنطقة. بدءاً من وسائل الدفع وصولاً إلى العملات والثقافة واللوائح التنظيمية والبنية التحتية – تختلف جميع هذه العوامل بين دولة وأخرى.

ولذلك، بينما توفر المدفوعات الرقمية وسيلة للانتقال نحو اقتصادات متكاملة بشكل أكبر، تبقى أمامنا عقبة تتمثل بتوفير خدمات الدفع الرقمية هذه عبر الحدود. وستلعب مسألة التغلب على هذه العقبة دوراً محورياً في إطلاق العنان للمكاسب الكبيرة التي يمكن أن تعقب ذلك.

ومن أبرز الجوانب الجديرة بالملاحظة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان، مقدار ديناميكية مشهد المدفوعات وما يشهده من تغير متواصل. فقد شهد هذا التوجه تسارعاً ملحوظاً بفعل التأثيرات التي حملتها جائحة كوفيد-19. أضف إلى ذلك أن التركيبة السكانية للمنطقة تضم شريحة واسعة من الشباب، الذين يبدون رغبة حقيقية بالتغيير وقدرة كبيرة على التكيف مع واعتماد وسائل الدفع الجديدة عند ظهورها.

ومنذ بداية تفشّي الجائحة، قمنا بإجراء استطلاع شمل سكان المنطقة بالشراكة مع Visa لإعداد بحثين. وتظهر بياناتنا انخفاضاً بنسبة 80% في استخدام المبالغ النقدية في المنطقة منذ بداية الجائحة. وعلاوة على ذلك، نشهد انخفاضاً مستمراً في تفضيل المدفوعات النقدية على أساس سنوي في جميع أنحاء المنطقة. وينتشر هذا الانخفاض على نطاق واسع، إذ يتجلى بشكل خاص في البلدان التي لطالما اعتمدت على التعاملات النقدية. ففي باكستان على سبيل المثال، غيّر 13 مليون شخص تفضيلاتهم من الدفع النقدي عند الاستلام إلى المدفوعات الرقمية على مدار الاثني عشر شهراً الماضية.

ومن المثير للاهتمام في هذا التوجه، أننا ببساطة لا نشهد تغييراً “قسرياً” في السلوك بسبب البروتوكولات الأولية ذات الصلة بالجائحة حول المنطقة. وبدلاً من ذلك، شهدت عقلية المستهلك تحولاً حقيقياً ومتنامياً حتى في ظل العودة النسبية إلى الوضع الطبيعي بفضل تخفيف إجراءات الإغلاق وإطلاق حملات التطعيم، لاسيما في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.

ولطالما علمتنا التجارب السابقة أن الأساليب الجديدة سرعان ما تحل محل نظيراتها القائمة مسبقاً في المنطقة، ويمكن بالتالي أن تتغير الديناميكيات بسرعة بالنسبة للتجار. ولمعرفة ما يعنيه هذا على أرض الواقع، يتعين علينا أن نعود بضع سنوات إلى الخلف، حين كان التجار الذين قدموا فقط خدمة الدفع النقدي عند التسليم يخسرون فقط نسبة تتراوح بين 5 و10% من حجم الأعمال المحتمل. واليوم، يمكننا أن نقلب هذه المعادلة رأساً على عقب.

ولمواكبة التوجهات متسارعة التغيير، ينبغي للتجار أن يكونوا على أهبة الاستعداد للاستحواذ على حصتهم السوقية والحفاظ عليها. وفي مثل هذه المنطقة التي تتحرك بخطى متسارعة، لا يعتبر الوقوف دون حراك خياراً مطروحاً.

في شركة Checkout.com، نقدم للتجار قدرات المدفوعات التي يحتاجون إليها لتعزيز نموهم. فمنصة المدفوعات الموثوقة والقائمة على التكنولوجيا السحابية التي نوفرها تتمتع بتصميم يضمن توفير أعلى مستويات المرونة، إذ نتيح للتجار إمكانية الوصول إلى جميع العملات المحلية واعتماد وسائل الدفع المحلية الشائعة بسرعة عبر واجهة برمجة التطبيقات الموحدة والمتكاملة، وبالتالي الوصول إلى أحدث وأنسب وسائل الدفع بمجرد توفرها. ونقدم أيضاً نماذج دفع بديلة (APMs) محلية. وعلاوة على ذلك، كانت الشركة أول مزود لحلول الدفع يطلق خدمة “مدى” عند طرحها في المملكة العربية السعودية. كما تقدم خدمة “فوري” في مصر و”كيو باي” في قطر و”كي نت” في الكويت. ولا يقتصر الدور المحوري الذي يلعبه توفير هذه الخدمات على الاستئثار بحصة سوقية كبيرة، إذ يعتبر هذا النوع من التوطين الفعلي للخدمات بمثابة ركن أساسي لكسب الثقة و الولاء للعلامة التجارية في المنطقة.

ويعد استشراف المستقبل واستباق ديناميكيات السوق من أبرز الأسباب التي دفعتنا للاستثمار في خدمة “تمارا” القائمة على مفهوم “اشتر الآن وادفع لاحقاً”. وكما تظهر الدراسة البحثية التي قمنا بإجرائها، سجلت الحلول القائمة على مفهوم “اشتر الآن وادفع لاحقاً” نمواً هائلاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الأشهر الـ 12 الماضية. فقد استخدم ربع سكان المنطقة خيار “اشتر الآن وادفع لاحقاً” خلال ذات الفترة، كما تعتزم نسبة 53% من السكان استخدام هذا الخيار خلال الأشهر الـ 12 القادمة. ويعتبر هذا الالتزام بالتركيز على المستقبل سبباً لاستمرارنا باستطلاع السوق لنكون على استعداد تام لمواكبة وسائل الدفع الرقمية التي لم تظهر بعد.

لكن اعتماد أفضل التقنيات لا يكفي لتجاوز كافة التحديات والتعقيدات التي تواجه التجار في مثل هذه المنطقة الحيوية والمتنوعة. يتعين علينا أيضاً عدم إغفال العنصر البشري الذي يلعب دوراً حاسماً في إيجاد الحلول المناسبة لهذه التحديات والتعقيدات. يتعامل فريق الخبراء لدينا مع التحديات اليومية المتعلقة بالمدفوعات والإصدار واللوائح التنظيمية، حيث نقدم المساعدة المطلوبة لتجاوز هذه التعقيدات وتمكين التجار من تحقيق النمو وتوسيع أعمالهم عبر الحدود بكل سهولة.

وتلعب العلاقات دوراً مهماً في هذه المنطقة، ربما أكثر من أي مكان آخر في العالم. ويتمتع فريق Checkout.com بعلاقات راسخة وقوية مع الشركاء المحليين ويمكن له مشاركة فوائد هذه الأفكار المتعمقة والعلاقات الوطيدة مع التجار. وتجسّد الشراكات التي تجمعنا مع البنوك المصدرة في جميع أسواق المنطقة خير مثال على ذلك، حيث تمكننا هذه العلاقات من تحسين معدلات قبول المدفوعات الخاصة بالتجار لدينا.

وتكمن روعة مزاولة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مدى تنوعها وما تنطوي عليه من تفاصيل غنية، ولهذا يحتاج التجار إلى الدعم والمشورة المتخصصة التي يمكن للشريك الموثوق تقديمها. ولهذا السبب، نقدم للتجار خدماتنا على مدار الساعة ضماناً لتمكينهم من تحقيق أقصى إمكانات المدفوعات وتحقيق النمو لأعمالهم بشكل جيد في المستقبل. ويا له من مستقبل رائع تنتظره منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان.

حمّل تقرير Checkout.com الجديد للحصول على معلومات حصرية حول كيفية تلبية الشركات لتوقعات المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان.