د. أسمهان ماجد الطاهر
أن مفهوم الإصلاح السياسي من أكثر المفاهيم تداولاً من قبل المثقفين والسياسيين، ولقد دخل المصطلح في خطاب الدولة وقوانين الانتخابات والأحزاب.
وقد تم طرح مفهم تمكين الشباب تحت مظلة حوارات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية. وقد جاء عمل اللجنة في ظل مجموعة من التحديات الكبيرة التي تواجه الشباب في الأردن منها الفقر والبطالة ونقص تمكينهم كشباب.اللجنة الملكية تسعى جاهدة نحو مجموعة من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقد حتمت المرحلة حدوث التغيير بمعطياتها الجديدة التي على رأس أولويتها مشاركة أكبر فئة ممكنة من الشباب في الأردن بالحياة السياسية والحزبية والانخراط في الانتخابات البرلمانية.
لقد واكب التحديث رغبة بالتوجه نحو تقليل الفئة العمرية التي يحق لها المشاركة في الانتخابات البرلمانية، في قانون الانتخابات الجديد قيد العمل.وبوجهة نظري لا بد من إعداد استراتيجية عمل واضحة وبرنامج بالتشارك بين الجهات المهتمة بالشباب من وزارة الشباب والهيئة الأعلى للشباب ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الثقافية التي تملك برامج خاصة بإعداد الشباب والتنمية السياسية.
لا بد من البحث عن برنامج شامل واعتماده لإعداد الشباب قبل إدماجهم في الأحزاب في تهيئة ديناميكية تواكب العصر وتمكن الشاب من الدخول نحو الحياة الحزبية والسياسية بخطى واثقة.على أن يكون هذا البرنامج يعمل وفق استراتيجية سياسية شاملة لتبادل المعرفة ومشاركة الشباب.
لقد بات يقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني عبء إيجاد برامج واضحة الأهداف، للتنمية السياسية حتى يتم انتقاء المناسب منها، وتلك هي الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح لتمكين الشباب للعب أدوار نشطة في المشهد السياسي في المرحلة المقبلة.
إن التصور القائل بضرورة تمكين الشباب من خلال برنامج خاص موجه للشباب هو ما سيضمن كبح مشكلة استبعادهم من التواجد في الساحة السياسية.
في حقيقية الأمر لا يوجد نهج بمقاس واحد يناسب الجميع عند التفكير في تمكين الشباب، من الضروري الاعتراف بأن التنوع النوعي والقدرة على توجيه الشباب نحو الاتجاه الذي يتناسب مع فكرهم وقدراتهم هو ما يضمن النجاح في الخطوات المستقبلية.لابد من وجود برنامج تنمية سياسية يستهدف الشباب ويمكن من الحصول على أفضل مخرجات من استراتيجية تمكين الشباب.
يتمتع الشباب في الأردن بقدر جيد من الكفاءة، وإذا تم إعدادهم سيلعبون دورًا مُهِمًّا في المشاركة بتصميم السياسات.إن تمكين الشباب من الانخراط في السياسات الوطنية الأوسع. تبدأ من نقطة الإعداد.لقد كشفت الدراسات الحديثة أن المشاركة الهامشية للشباب وعدم الاستشارة في صنع القرار السياسي لا يمكن أن تشكل تمكينًا حقيقا ولا بأي درجة.
إن البرامج الواضحة في التنمية السياسية هي ما يخلق الآثار الحاسمة لتنفيذ سياسات تمكين الشباب على المستوى الوطني، فوجود المسارات الواضحة هي الخطوة الأولى لضمان تمكين الشباب.على الجمعيات الثقافية أن تقوم بدورها كمؤسسات مجتمع مدني للمساهمة في تمكين الشباب وذلك من خلال القيام بدور نشط في عملية التوعية والإعداد والتأثير في صنع القرارات.
إن وجود برامج وطنية للتنمية السياسة في مؤسسات المجتمع المدني هو ما يخلق تأثير كبير في ردم الفجوة التي تحول دون تمكين الشباب على الصعيد المحلي.وفي خطوة لاحقة يبدأ العمل على المشاركة في البرامج الاجتماعية الإقليمية والدولية.
كل ما يحدث من تغيير يجب أن يواكبه تحديث استراتيجية تمكين الشباب الوطنية بما يتلاءم مع المخرجات التي سيفرضها التحديث الجديد لقانون الانتخابات والأحزاب السياسية.
إن تمكين الشباب في نهاية المطاف هو ما يخلق الالتزام ويجعل المساءلة استحقاق من قبل جانب صانعي السياسات، فالتمكين ضروري لمشاركة الشباب في عمليات صنع القرار السياسي على المستوى الوطني والمحلي.
حمى الله الأردن
a. altaher @youthjo.com