أثار رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا مفاجأة، بإعلانه أنه لن يترشح لرئاسة حزبه في الانتخابات الداخلية المقرر إجراؤها أواخر سبتمبر (أيلول)، وبالتالي سيعاد خلط أوراق السلطة بشكل كامل في اليابان.
وصرح سوغا للصحافيين بعد لقاء مع قادة الحزب “أريد أن أركز على الجهود المبذولة لمكافحة فيروس كورونا، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، لن أترشح لانتخابات” رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي يرأسه حالياً.
وأضاف “أدركت أنني لا أستطيع القيام بالأمرين معاً” أي محاربة فيروس كورونا والقيام بحملة لإعادة انتخابه رئيساً للحزب الليبيرالي الديمقراطي. وتابع “كان علي أن أختار”.
وقال المسؤول الثاني في الحزب توشيهيرو نيكاي الذي أعلن قرار سوغا في وقت سابق “بصراحة فوجئت. إنه أمر مؤسف حقاً. بذل كل ما بوسعه، لكن بعد التفكير ملياً اتخذ قراره”.
ومن المقرر أن يقود الفائز في الانتخابات الداخلية للحزب المقررة في 29 سبتمبر، والتي سيبدأ حملته في إطارها في 17 سبتمبر، الحزب إلى الانتخابات التشريعية المقررة خلال الخريف.
ولأن الحزب الليبرالي الديمقراطي (يمين قومي) يهيمن إلى حد كبير على الحياة السياسية اليابانية، يكاد يكون مضموناً أن يصبح زعيمه رئيساً للوزراء.
وكان سوغا (72 عاماً) يعتبر حتى الآن المرشح الأوفر حظاً لهذه الانتخابات الداخلية لتعيين المرشح الذي سيقود الحزب في الانتخابات التشريعية المقررة في الخريف، رغم تراجع شعبية حكومته إلى مستوى قياسي في استطلاعات الرأي.
ولم تكن حكومته تحظى في نهاية أغسطس (آب) سوى بـ26 في المئة من التأييد، وفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة “ماينيشي”، وهو مستوى متدن إلى حد قياسي. كما أشارت استطلاعات أجريت، أخيراً، إلى نسبة تأييد له بالكاد تتخطى 30 في المئة.
وتراجعت شعبية سوغا بشكل حاد منذ أشهر بسبب إدارته لأزمة الوباء الذي يواصل تفشيه في اليابان، وإصراره على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في طوكيو هذا الصيف أياً كان الثمن رغم معارضة غالبية شعب الياباني. كذلك، فإن البلاد تشهد منذ نهاية يونيو (حزيران) موجة قياسية من الإصابات كوفيد-19 مع تسجيلها قرابة 20 ألف إصابة يومية جديدة