أعلنت المقاومة المناهضة لـ”طالبان”مشاركتها في قتال “عنيف” ضد مقاتلين يحاصرون وادي بنجشير. وقال علي ميسم نظري وهو ناطق باسم الجبهة الوطنية للمقاومة التي تضم ميليشيات مناهضة لـ”طالبان” وأفرادا سابقين في القوات الأفغانية “هناك قتال عنيف في بنجشير”.
وأضاف “مسعود مشغول في الدفاع عن الوادي” في إشارة إلى أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود، وهو شخصية مقاومة للسوفيات ولحركة “طالبان” اغتاله تنظيم “القاعدة” في 9 سبتمبر (أيلول) 2001.
وأفادت الجبهة الوطنية للمقاومة في البداية عن خسائر كبيرة في صفوف “طالبان” مؤكدة أنها صدت الهجوم. وفي المقابل تفيد حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لـ”طالبان” بأن 31 من مقاومي بنجشير قتلوا.
ولكن من جهة أخرى، ذكرت أمس ثلاثة مصادر من “طالبان”، أن الحركة تسيطر حالياً على كامل أنحاء أفغانستان، بما في ذلك إقليم “وادي بنجشير” الذي لجأت إليه قوات من المعارضة، وذلك في وقت انطلقت فيه الاحتفالات بإطلاق كثيف للنيران في العاصمة كابول.
وقال أحد قادة “طالبان”، “بفضل الله عز وجل، نسيطر الآن على كل أفغانستان. هُزم مثيرو المتاعب، و”بنجشير” تحت سيطرتنا حالياً”.
وكان نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، أحد زعماء قوات المعارضة، قد أبلغ تلفزيون “طلوع” الإخباري، أن التقارير التي أفادت بأنه قد فر من البلاد غير صحيحة. وصرح أحد سكان “وادي بنجشير” لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف أن هذه المعلومات زائفة.
وقالت منظمة “إميرجنسي” الإيطالية غير الحكومية على تويتر إنها استقبلت في مستشفى تابع لها في كابول “أربعة جرحى وأربعة قتلى (…) نتيجة القتال في غلبهار” عند مداخل وادي بنجشير.
وكتبت مارتن فان بيجلرت من شبكة المحللين الأفغان أن “قوات طالبان تجمعت حول مدخل الوادي لكنها تعرضت لكمين وتكبدت خسائر”. وأضافت “فيما بدا أن الجانبين يسعيان بشكل أساسي إلى توجيه ضربات لتعزيز موقفهما في المفاوضات، دون بدء معركة شاملة، بدأت طالبان تستدعي تعزيزات من ولايات أخرى”.
وتعهّدت الجبهة التي أعربت عن أملها في الحوار مع طالبان، الدفاع عن الوادي الذي يحيط به مئات المقاتلين من طالبان. لكن هذه المحادثات فشلت، بحسب طالبان التي دعت الأربعاء مقاتلي المقاومة إلى الاستسلام دون قتال.
وقال أحمد مسعود الأربعاء “عرضت طالبان تخصيص مقعدين للجبهة الوطنية للمقاومة في الحكومة التي يريدون تشكيلها فيما نطالب بمستقبل أفضل لأفغانستان”. وتابع “لم نفكر حتى في” عرضها، مقدرا أن طالبان “اختارت أن تسلك طريق الحرب”.
وبنجشير المعقل المناهض لطالبان منذ فترة طويلة، هو واد مغلق ويصعب الوصول إليه في قلب جبال هندو كوش التي تقع نهايتها الجنوبي على مسافة 80 كيلومترا تقريبا شمال العاصمة كابول، وقد لجأ إليه نائب الرئيس السابق أمر الله صالح عدو طالبان اللدود