تركيا والإمارات تواصلان إصلاح العلاقات

أجرى الرئيس التركي أردوغان اتصالاً هاتفياً نادراً بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد

تشهد العلاقة التركية – الإماراتية، التي مرّت بأسوأ مراحل التوتر خلال الأعوام القليلة الماضية، ازدهاراً في خطوات التواصل بين الدولتين الشرق أوسطيتين، إذ أعلن مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بيان، أنه تحدث هاتفياً إلى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مؤشر جديد على تحسن العلاقات.

وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أيضاً، إن “العلاقات بين الدولتين والقضايا الإقليمية نُوقشت في المحادثات”، دون أن يتم تحديد أي تفاصيل.

انفراجة الزيارة الرفيعة

هذه المكالمة لم تأتِ مفاجئة، فقد مهّدت لها عدة إشارات، كانت آخرها زيارة أجرها وفد إماراتي إلى أنقرة، شهدت اجتماعاً نادراً مع مسؤول إماراتي رفيع المستوى في 18 أغسطس (آب) الحالي.

وأجرى الرئيس التركي محادثات حينها مع رئيس الوفد، طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني. وقال أردوغان، إن اللقاء ناقش الاستثمارات الإماراتية في تركيا، متوقعاً أنه في حال سارت المفاوضات بشكل جيد سيكون لأبوظبي استثمارات ضخمة في بلاده. وأكد أردوغان أن التواصل مع أبوظبي في الآونة الأخيرة أحرز بعض التقدم.

وسبق الزيارة اتصال هاتفي بين وزيري خارجية تركيا والإمارات قبل أشهر، تزامن مع ظهور مؤشرات إيجابية على تراجع حدة التوتر والخلافات بين البلدين، وأقدم الجانبان على عدد من الخطوات، منها تخفيف الإمارات بعض القيود التي فُرضت على التجار ورجال الأعمال الأتراك، واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، وتخفيف قيود منح التأشيرة من قبل الإمارات، إضافة إلى تسمية أنقرة سفيراً جديداً لدى أبوظبي، وقبوله من قبل الأخيرة، وترافق ذلك مع تخفيف حدة التصعيد الإعلامي بين البلدين.

تركيا… بتوترات أقل

تحركت أنقرة لتخفيف التوتر مع عديد من القوى المحيطة بها في شأن الصراع في ليبيا والنزاعات الخليجية الداخلية والمطالبات المتنافسة بالسيادة في مياه شرق البحر المتوسط.

وانتقدت تركيا العام الماضي سياسات الإمارات في الشرق الأوسط بسبب دعمها حكومة المشير حفتر في ليبيا، فيما انتقدت الإمارات وعدة دول أخرى الإجراءات العسكرية التركية في البلد ذاته، عبر دعمها حكومة السراج، وهو ما زاد حدة التوتر بين تركيا وجيرانها العرب.

وأقدمت تركيا على خطوات مشابهة مع مصر بعد سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي من الحكم في أحداث 30 يونيو (حزيران) 2013 إثر احتجاجات شعبية.

وبعد مضي سنوات على القطيعة بين البلدين، عادت المباحثات الثنائية بينهما في أبريل (نيسان) الماضي، إذ زار وفد تركي مصر وأجرى مباحثات على مستوى نائبي وزيري الخارجية في البلدين، ووصفت بـ”المشاورات الاستكشافية”. وقالت عنها مصر إنها كانت “صريحة ومعمقة”.

وأوقفت السلطات التركية ثلاث قنوات تلفزيونية مصرية معارضة مقرها إسطنبول. ووصف وزير الإعلام المصري أسامة هيكل، حينها، القرار التركي بـ”البادرة الطيبة، التي تخلق مناخاً ملائماً لبحث الملفات محل الخلاف بين الدولتين على مدار السنوات الماضية”.

وشهدت علاقات أنقرة بالرياض تحسناً هي الأخرى بعد أن شابها كثير من التوتر، خاصة بعد مقتل جمال خاشقجي، الذي استغلته تركيا لشن حملة ضد السعودية، وحاولت تدويل القضية، ولكنها عدلت عن موقفها في أبريل (نيسان) الماضي. وبحسب تصريحات المتحدث باسم أردوغان، إبراهيم كالين، فإن أنقرة تسعى لإصلاح العلاقات مع الرياض من خلال برنامج عمل إيجابي، موضحاً أن تركيا تحترم نتيجة محاكمة سعودية أجريت العام الماضي للقتلة، واصفاً إياها بـ”المحاكمة العادلة”.

عربيهاندبندنت