أكد خبراء وبائيون واستشاريو جهاز تنفسي، ان الجرعة المعززة ضرورية خاصة للفئات المعرضة للأخطار وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، مشيرين بهذا الخصوص إلى أن مركز الأوبئة الأميركي أقر الجرعة المعززة فيما تريثت منظمة الصحة العالمية بإقرارها لحين تحقيق التوزيع العادل للقاحات بين الدول.
لكن هؤلاء الخبراء يتساءلون عن “الدراسات التي اجريت على الجرعة المعززة ومتى يجب ان يتم تلقيح المواطنين بها، وما هي الفئات والأعمار؟، ولماذا بمطعوم واحد هو فايزر؟”.
وقال خبير الوبائيات عبد الرحمن المعاني بينما تواصل غالبية دول العالم عمليات إعطاء جرعتي لقاح كورونا تتجه بعض الدول لإعطاء جرعة ثالثة معززة لزيادة مناعة مواطنيها، مشيرا الى ارتفاع منسوب التساؤلات في المملكة حول ضرورة تلقي الجرعة المعززة وما هي الفئات المستهدفة التي يجب أن تتلقى المطعوم؛ وهل تتوفر حماية إضافية للأشخاص المطعمين بالجرعتين.
وأضاف، تشير بعض الدراسات أن المناعة التي يكتسبها الأشخاص من اللقاحات تقل تدريجيا مع الوقت كما أن الجرعات المعززة ليست أولوية في الوقت الحالي إلا لحالات صحية معينة، وعليه فالمطلوب استكمال تطعيم الفئات المستهدفة التي لم يتم تطعيمها.
وقال، من المؤكد أن هناك فئات من المواطنين ذات مناعة متدنية بحاجة إلى جرعة ثالثة معززة من اللقاح، ومن الضروري أن تقوم وزارة الصحة بتحديد الأمراض التي تؤثر على المناعة مثل مرضى السرطان والفشل الكلوي وزراعة الأعضاء والايدز وغيرها من الأمراض التي تضعف المناعة.
ويشير المعاني الى أنه لا توجد لغاية الآن دراسة علمية واضحة ومثبتة تبين فترة المناعة خصوصا مع انتشار فيروس المتحور “دلتا”، فهناك من الخبراء من يقول إنها تستمر من 6- 12 شهرا إلا أن دراسات أظهرت ان المناعة المكتسبة من اللقاح تخف وتقل معها الأجسام المضادة.
وأعرب عن اعتقاده بأن إعطاء جرعة ثالثة معززة للمواطنين في المملكة ليست أولوية في الوقت الحالي، لأن الأولوية هي لاستكمال الفئات المستهدفة التي لم يتم تطعيمها لغاية الآن.
وأوضح أن الحاصلين على المطعوم سيبلغ 4.5 مليون شخص في بداية الشهر المقبل، واذا ما تابعنا أرقام الحملة الوطنية للتطعيم فإن ما تم تسجيله من المواطنين هو 3.8 مليون والذين تلقوا الجرعة الأولى 3.3 مليون والجرعة الثانية 2.8 مليون، مشيرا الى أن الفرق بين من تم تسجيله على المنصة ومن تلقى الجرعه الأولى حوالي 500000، وهناك 40 % من فئة كبار السن لم يتم تطعيمهم حتى الآن.
من جانبه قال استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية حسام أبو فرسخ ان الجرعة الثالثة تزيد من الأجسام المضادة بأكثر من 500 مرة لكن السؤال الذى يجب أن يطرحه أصحاب نظرية الجرعة الثالثة، هو “هل هناك دراسات على الإنسان تبين أن أخذ الجرعة الثالثة يعطي حماية أكثر؟”.
وأشار أبو فرسخ إلى أن مناعة جسم الإنسان للفيروسات معقدة ولا تقتصر على قياس نسبة الأجسام المضادة، موضحا انه في علم الفيروسات معلوم أن هناك بعض الفيروسات التي أصبنا بها سابقا لن تصيبنا لاحقا رغم عدم وجود أجسام مضادة في الوقت الحاضر في أجسامنا ولكن خلايا الذاكرة المناعية والخلايا التائية تقوم في هذا المقام بتحفيز المناعة عندنا ثانية عند الإصابة الجديدة”.
وأوضح انه لا يوجد أي دراسة تؤكد أن الجرعة الثالثة تحمي الأفراد أكثر حتى وإن كان نسبة الأجسام المضادة أكبر بكثير، وكذلك لا توجد دراسة غير منحازة تبين أن نسبة الأجسام المضادة في الجسم تدل على علاقة وثيقة بالمناعة من “كورونا”.
وبين انه ورغم انتشار سلالة “دلتا” ومحاولة التهويل بها، نجد أن الوفيات وإدخال المستشفيات لا تتناسب مطلقا مع الموجات السابقة فى الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأشار إلى انه لا يقلل من خطر “كورونا” ويؤيد بشدة أخذ اللقاح ولمن تجاوز 12 عاما، لكنني أعارض وبشدة فلسفة العلم لصالح شركات اللقاح وابتزاز الدول والأفراد عن طريق التهويل من سلالات جديدة وبقوانين جديدة لا تحمل الطابع العلمي الحقيقي.
من جهته قال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية محمد حسن الطراونة لـ “الغد” ان هناك مطاعيم موجودة حول العالم تحتاج الى جرعة معززة مثل الانفلونزا والمكورات الرئوية كل 5 سنوات وهو ليس جديدا.
وأضاف، غير ان ظهور متحور “دلتا” حول العالم وسرعة انتشاره أدى إلى أن يفكر العالم بخيارات مثل الجرعة الثالثة المعززة ووافق مركز السيطرة على الأمراض في أميركا على اعطاء هذه الجرعة لكن منظمة الصحة العالمية لم تجز حتى هذه اللحظة اعطاءها قبل تحقيق التوزيع العادل للقاحات بين الدول.
بدوره أعرب استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية محمد حسن الطراونة، عن اعتقاده بضرورة إعطاء جرعة ثالثة معززة في الأشهر الثلاثة المقبلة وأن نبدأ بالأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة والأمراض المزمنة وكبار السن.
وأشار الطراونة إلى أن هذا أمر علمي بحت، لافتا إلى إن الخلط بين اللقاحات اثبت جدواه عالميا وخاصة استرازينيكا وفايزر على ان تكون الجرعة الأولى من استرازينيكا والثانية من فايزر إضافة إلى جرعة ثالثة معززة من فايزر على أن يكون مر على الجرعتين من ثمانية إلى تسعة أشهر قبل الجرعة المعززة.
بدوره قال أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة، مسؤول ملف كورونا عادل البلبيسي إن الجرعة الثالثة المعززة ستكون للأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.
وأضاف، خلال تصريحات صحفية، إن كل من يخضع للعلاج يكون لديه تقرير بحالته المرضية وسيتم تحديد مراكز في المحافظات لاعطاء هذه الجرعة خلال الأسبوع الحالي، مبينا أن الجرعة ستكون من نفس نوع اللقاح الذي تلقاه الشخص.