أعلنت حركة طالبان، الجمعة، أنّها استولت على قندهار، ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، ما يترك العاصمة فقط وبعض الجيوب حولها تحت سيطرة قوات الحكومة الأفغانية.
وأعلن متحدث باسم طالبان عبر حساب موثق على تويتر أنه “تم فتح قندهار بالكامل. المجاهدون وصلوا إلى ساحة الشهداء في المدينة”. وقد أيّد أحد سكان المدينة هذه المزاعم بقوله لوكالة فرانس برس إنّ القوات الحكومية يبدو أنّها انسحبت جماعيّاً إلى منشأة عسكرية خارج المدينة.
وقال مسؤولون أفغان إن مقاتلي طالبان اجتاحوا مدينة هيرات عاصمة ولاية بادغيس شمال غرب أفغانستان.
وتخلت قوات الأمن عن مدينة “قلعة ناو” بعد قتال قصير، وتتمركز الآن داخل قاعدة عسكرية على بعد كيلومتر واحد من وسط المدينة، بحسب عضو مجلس الولاية عبدالعزيز بك وعضو البرلمان عن الولاية أمير شاه نيبزاده.
وقلعة ناو التي يبلغ عدد سكانها 77 ألف نسمة هي العاصمة الإقليمية الثانية عشرة التي تسقط في أيدي طالبان في أقل من أسبوع.
وأكد ثلاثة سياسيين محليين أن مسلحي طالبان اجتاحوا هيرات، ثالث أكبر مدينة في أفغانستان.
وقال عضو مجلس الولاية غلام حبيب الهاشمي والنائبة رحيمة جامي ، التي تمثل الولاية في البرلمان إن المسلحين سيطروا على مقر الشرطة ومكتب الحاكم وسجن المدينة. وأكد مصدر ثالث طلب عدم نشر اسمه النبأ.
وأضاف الهاشمي أن مقاتلي طالبان أطلقوا سراح جميع السجناء من سجن المدينة، وأن كبار المسؤولين الحكوميين بمن فيهم الحاكم لجأوا إلى منطقة المطار ، بحسب جامي.
ويقع معبرا إسلام قلعة وتورجوندي الحدوديان، وهما مهمان اقتصاديا للبلاد، في ولاية هيرات، التي تشترك في حدود طويلة مع إيران. وسيطر المتمردون بالفعل على الموانئ التجارية.
وجرت اشتباكات عنيفة عند احدى بوابات المدينة منذ بداية الشهر الجاري. وكانت قوات موالية لزعيم مناهض لطالبان وسجين للحركة في وقت من الأوقات وهو أمير إسماعيل خان، قوة المقاومة الرئيسية ضد المتمردين.
وسقط أكثر من 90% من مناطق الولاية أيضا في قبضة طالبان.
واشتكى سياسيون محليون من أن الجيش عجز عن حماية المدينة أمام هجمات طالبان.
وفي أنحاء البلاد، انقضت طالبان على قوات الأمن الأفغانية بشكل كاسح، وتعرضت موارد الجيش للاستنزاف، ما أثار مخاوف بشأن مصير العاصمة كابول.
وفي وقت سابق، اجتاح المسلحون عاصمة ولاية غزني الواقعة جنوب شرق البلاد.
وفي مدينة غزني، سيطر المسلحون على أهم المكاتب الحكومية واقتحموا السجن المركزي للولاية، وفقا لعضوي مجلس الولاية ناصر أحمد فقيري وأمان الله قمران.
واتهم العضوان، حاكم الولاية بالتوصل لاتفاق مع طالبان للتخلي عن المدينة، التي تتقاسم مع الولاية في الاسم.
وفرت قوات موالية للحكومة مدينة غزني، وتتمركز حاليا على قمة تل يبعد 15 كيلومترا، وفقا لعضو بمجلس الولاية.
وتقول تقارير إعلامية إن طالبان رافقت حاكم الولاية وهو في طريقه نحو كابول، لكن تم اعتقاله إلى جانب بعض المسؤولين الآخرين. وأكدت وزارة الداخلية اعتقاله.
ويقدر عدد سكان غزني بنحو 180 ألف نسمة، وتقع على طريق مهم يربط بين أكبر المدن في البلاد.
ونظرا لقربها من كابول، سعت طالبان مرات عديدة إلى إخضاع المدينة لسيطرتها.
وإلى جانب غزني، انتهكت طالبان أيضا هدنة وقعتها مع قوات الأمن في ولاية بادغيس، حيث استأنفت الهجمات في عاصمة الولاية مدينة قلعة ناو، وفقا لأعضاء مجلس الولاية.
كما استولت طالبان على المطار في مدينة شبرغان عاصمة ولاية جوزجان بشمال البلاد، وفقا لأعضاء بمجلس الولاية.
وأفاد مسؤول بأن قوات الأمن صدت هجوما لطالبان على ضواحي مدينة مزار الشريف بشمال البلاد.
كما وردت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة في ولاية قندهار بجنوب أفغانستان، وهي أيضا ثاني أكبر مدينة أفغانية يحقق فيها المسلحون تقدما.
وأمرت الولايات المتحدة بإجلاء جزئي للموظفين الدبلوماسيين من أفغانستان مع استمرار هجوم طالبان ، فيما تعود قوات أمريكية بشكل مؤقت إلى كابول للمساعدة في الانسحاب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في مؤتمر صحافي “هذا ليس إخلاء كامل. في الوقت الحالي تظل السفارة مفتوحة وسنواصل وجودنا الدبلوماسي على الأرض”.
وأضاف أن المجتمع الدولي لن يعترف بحكومة أفغانية جديدة إذا استولت على السلطة بالقوة.
وقالت وكالة برس اسوشييشن البريطانية أيضا إنه سيتم نشر حوالي 600 جندي في أفغانستان لمساعدة المواطنين البريطانيين على مغادرة البلاد.