ذا براون هيرالد: “التقدمية” في الجامعات الأمريكية تتوقف عندما يتعلق الأمر بالتضامن مع فلسطين

حصل تجمع طلابي في جامعة “براون” الأمريكية على توقيع أكثر من ألف توقيع على رسالة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تدين التصعيد الإسرائيلي العنيف ضد الفلسطينيين في جميع فلسطين التاريخية.

وقال تجمع “التضامن مع فلسطين” في افتتاحية نشرتها صحيفة “ذا براون هيرالد” إن رسالة تضامن “مجتمع براون” مع النضال من أجل التحرير الفلسطيني أدانت، ايضاً، عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين والاعتداءات الإسرائيلية على القدس، بما في ذلك حي الشيخ جراح، كما أدانت القصف الإسرائيلي للبنية التحتية في قطاع غزة.
وأشارت الافتتاحية إلى أن الرسالة، دعماً للتحرير الفلسطيني، دعت إدارة الجامعة إلى اتخاذ إجراءات تهدف إلى مقاطعة إسرائيل، وقد حصلت الرسالة أكثر من ألف توقيع من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا والموظفين والخريجين.
ويشير هذا العدد الكبير من الموقعين، إلى دعم قوي على مستوى الحرم لسحب الاستثمارات من الشركات التي تستفيد من “الفصل العنصري” الإسرائيلي وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وتعكس الرسالة، كما أوضحت الافتتاحية، مطالب استفتاء الطلاب الناجح لعام 2019 بشأن سحب الاستثمارات وتوصية اللجنة الاستشارية المعنية بسحب الاستثمارات، والتي تم تسليمها إلى رئيسة الجامعة كريستينيا باكسون.

وطالب التجمع بإعادة فتح قضية سحب الاستثمارات، وأكد التجمع على أن هناك مطالبة قوية من “مجتمع براون” على رفض التواطؤ مع مؤسسات تؤيد الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الرسالة إلى أن هذا الرفض مهم بشكل كبير خاصة مع إصرار الإدارات الأمريكية على تقديم دعم سنوي إسرائيل يتجاوز 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية، والغطاء الأيديولوجي لنظام الفصل العنصري، كما أشارت الرسالة إلى الاستخدام المتكرر لحق النقض “الفيتو” ضد القرارات التي تدين انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني.
وأوضحت أنه استشهد ما لايقل عن 256 فلسطينياً خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة في مايو، كما استهدفت إسرائيل المدارس والمستشفيات ومكاتب وسائل الإعلام، ولم يكن لدى الفلسطينيين فرصة لالتقاط أنفاسهم حتى قامت إسرائيل بقتل عائلات فلسطينية بأكملها.
ووسط هذا المشهد، لم تفشل إدارة جامعة براون، مثل غيرها من الجامعات الأمريكية والغربية، في سحب الاستثمارات من إسرائيل بل كانت تصريحات رئيسة الجامعة باكسون موجزة بشكل مخيب للآمال وغير كافية، ووفقا للافتتاحية، لم تدعم إدارة الجامعة طلابها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أصدرت رئيسة الجامعة بياناً يشجب “الزيادة الحادة في أعمال العنف والترهيب ضد اليهود”، وعلى الرغم من أن التجمع الطلابي قد رحب بالتعليقات المتعلقة بإدانة معاداة السامية إلا أنه عارض فكرة أن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية.
ولاحظت التجمعات الطلابية الأمريكية، بما في ذلك تجمع التضامن مع فلسطين في جامعة براون، أن هناك محاولة متعمدة للخلط بين الخطاب المعادي للصهيونية والعمل مع معاداة السامية، كما لاحظ التجمع أن الضجة التي قامت بسبب تزايد الأعمال المعادية للسامية مع الأحداث في فلسطين لم تكن مترابطة كما صورتها وسائل الإعلام، حيث اتضح من خلال دراسات أن سبعة فقط من بين 43 من الحوادث المزعومة بشأن معاداة السامية كان لها علاقة بما يجري في فلسطين التاريخية.

وتساءل التجمع عن سر قيام إدارات الجامعات الأمريكية برعاية كل الحملات التقدمية لمواجهة “العنصرية ضد السود” و” العنف ضد الآسيويين” و”الإسلاموفوبيا” والتمييز ضد المهاجرين والمثليين جنسياً وغير ذلك من أشكال التمييز، ولكنه لا ترحب بالتحركات التقدمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، أو المجتمع الفلسطيني في الولايات المتحدة.
وأكدت افتتاحية “ذا براون هيرالد” على أن الطلاب الفلسطينيين في الولايات المتحدة يشعرون بأنه تم التخلي عنهم، كما أكدت الافتتاحية على أن الطلبة لن يتقبلوا موقف إدارة الجامعة، وأنهم سيتحولون المسؤولية في إثارة جميع القضايا، بما في ذلك قمع المجتمع الفلسطيني في داخل وخارج الحرم الجامعي.
وأشار المقال إلى أن منظمة عمل الخريجين إضافة إلى المنظمات العمالية الأخرى قد أكدت تضامنها مراراً مع فلسطين