بدأت مرافق سياحية أردنية تشهد حضور بعض السياح الأجانب، ولو بأعداد قليلة، لكنه مؤشر اعتبره عاملون في القطاع باكورة لاستئناف السياحة الوافدة.
وقال عاملون في القطاع السياحي الأردني أن مؤشرات تعاف ايجابية بدأت تظهر محلياً بعد تخفيف قيود كورونا المفروضة في البلاد منذ أكثر من عام ونصف العام، زادها قدوم المغتربين إلى البلاد بأعداد كبيرة.
وقال رئيس جمعية الفنادق السياحية، عبد الحكيم الهندي، إن نسب الإشغال في الفنادق بدأت بالتحسن عقب القرارات الحكومية المتعلقة بتخفيف الإجراءات الوقائية.
وبلغت نسب الإشغال 70 في المئة في بعض المواقع السياحية في البلاد، فيما كانت هذه النسبة لا تتجاوز 15 في المئة قبل نحو 3 أشهر في المواقع نفسها، بحسب جمعية الفنادق.
وأشار الهندي إلى أن الإشغالات واضحة حالياً في مختلف المرافق، سواء في الفنادق على اختلاف تصنيفاتها كالغرف والشقق الفندقية، مبيناً أن النسبة الأعلى من السياح القادمين هي من قبل المغتربين، مع وجود نسبة من السياحة الخليجية.
وذكر أن الفنادق استقبلت الحجوزات بنسبة تلائم الوضع الصحي لاتباع البروتوكولات المعتمدة من الجهات المختصة، مبينا أن القطاع يحتاج إلى عامين للعودة إلى مستويات ما قبل بدء الجائحة.
وتوقفت السياحة الأجنبية الوافدة إلى الأردن بشكل كلي منذ مارس/آذار 2020، مع فرض الحكومة قيوداً على حركة الطيران والعبور عبر الحدود.
وقال الهندي “الجهات المعنية في القطاع تعمل حاليا على تجهيز بُنيته التحتية للعمل بكامل طاقته، كما كان عليه سابقا بكل المقاييس حال سمحت الظروف بذلك”.
وكان وزير السياحة والآثار، نايف الفايز، قد قال الشهر الماضي إن أعداد السياح العرب والأجانب القادمين إلى البلاد “مبشرة وواعدة”، لافتا إلى أن الأعداد تشهد زيادة بشكل ملحوظ شهراً تلو الآخر.
وأضاف أن بلاده “اتخذت العديد من الإجراءات ضمن الإمكانات المتاحة، للتخفيف من تداعيات الجائحة على القطاع، كما أنشأت الحكومة حساباً مستقلاً للمخاطر السياحية للتخفيف من آثار جائحة كورونا على القطاع”.
وقال ان القطاع السياحي من أول القطاعات التي وصلت إلى النسب الأعلى في تلقي المطعوم ضد كورونا، بنسبة وصلت إلى 90 في المئة من إجمالي العاملين فيه.
من جهته، قال رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر، نزار استيتية، أن تخفيف القيود المرتبطة بكورونا ساهم بشكل طفيف في تحسين الطلب على السياحة في الأردن.
وأوضح أن القطاع بدأ يشهد حجوزات من جنسيات مختلفة، لكن أغلبها لأفراد وليس لمجموعات ولفترات بقاء متفاوتة، فيما تتركز أغلب نشاطاتهم على زيارة المواقع السياحية والأثرية في الأردن.
إلى ذلك، قال نقيب أصحاب السيارات السياحية، صالح جلوق، أن فترة عيد الأضحى وما بعدها شهدت ارتفاعا في نسب الإشغال للسيارات السياحية بشكل جيد، مقارنة بتوقف كامل خلال الفترة السابقة.
إلا إن عددا كبيرا من السيارات خرجت من السوق بعد بيعها من قبل أصحابها لسداد ديونهم، بحسب جلوق، ألذي أوضح أن عدد السيارات العاملة في القطاع قبل كورونا كان يتراوح بين 13.6 ألف سيارة فيما هو حاليا ما بين 8 آلاف إلى 9 آلاف فقط.
وتراجع الدخل السياحي في الأردن خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2021 بنسبة 59.6 في المئة على أساس سنوي، مقارنة بالفترة المقابلة من 2020.
وبحسب بيانات صدرت عن البنك المركزي الأسبوع الماضي بلغت قيمة الدخل السياحي للبلاد حتى نهاية مايو/أيار 316.7 مليون دينار (446.5 مليون دولار)، مقابل 784 مليون دينار (1.1 مليار دولار) على أساس سنوي.
كما أظهرت البيانات تراجع السياحة الوافدة خلال الفترة بنسبة 44 في المئة على أساس سنوي.
وكان دخل الأردن من السياحة انخفض العام الماضي إلى مليار دينار (1.4 مليار دولار) من 4.1 مليارات دينار (5.7 مليار دولار) في 2019.