بقلم: د. زيد احمد المحيسن
يقول احد العلماء :- ابدؤوا باصلاح الأخلاق فانها اول الطريق .
النقد الموضوعي والبنّاء هو خير في شكله ومضمونه، وفي اطار التطور الطبيعي لدورة الحياة وتطور الناس وتغيير في العلاقات الانسانية والاجتماعية تشوب المؤسسات عامة ومؤسسات الحكم خاصة نوعا من التراخي والفساد.. ففساد الدول يهبط من اعلى الى الادنى، اما عملية الاصلاح فتصعد من الادنى الى الاعلى، واصلاح منظومة الحكم السياسية هو في الاساس خدمة للوطن وللشعب والحكم معا .
فالانسان الذي لا يتجدد يتبدد والدول التي لا تعمل على مراجعة امورها السياسية وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية بين الفينة والاخرى وبشكل دوري تضمحل وتزول، ولنا من عبر التاريخ خير واعظ .
الجميع في الوطن ينتظرون بفارغ الصبر ما سيتمخض عنه من مخرجات اصلاحية من قبل اللجنة الملكية للاصلاح، ويأملون في تحقيق ايجابيات كثيرة لتعديل المسيرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدنا، من اجل الولوج الى الالفية الثانية اكثر منعة وقوة واقتدارا، وقبل هذا وذاك اكثر ثقة بانفسننا وبمقدرتنا على تحدي الصعاب ورد العاديات عنا التي تحيط بنا من كل حدب وصوب .. فالاصلاح طبيعتة الموضوعية، وهو يجسد ثورة سلمية تبحث عن مواقع ومكامن الخلل في الدولة وتعالجها او تزيلها.. والاصلاح صراع بين ادعياء الاصلاح ودعاته، وبين من يؤمن صادقا بالاصلاح نهج حياة وديمومة للدولة، لهذا فالاصلاح يصبح حالة حقيقية عندما يستشعره المواطن تغييرا في سلوك المؤسسات ورجال الحكم، وفي التعامل اليومي معه ومع قضاياه
الاصلاح يمكن ان يؤتي ثمارة عندما نتوقف عن تدوير النخب نفسها على كافة المواقع وكأن ارحام الاردنيات لم تلد الا هم !
والاصلاح يمكن ان نتلمسه عندما نرى اصواتنا وافكارنا ونبضات قلوبنا تناقش داخل القبة وتتحول الى قضايا راي عام وتشرع لها القوانين والانظمة لمعالجتها
والاصلاح المنشود يكون عندما نأمن على انفسنا من قول كلمة الحق ولا نتابع ونلاحق امنيا وفي ظلمة الليل .. والاصلاح المطلوب يكون عندما لاتحل النقابات ولا منظمات المجتمع المدني بجرة قلم دون استناد الى دليل او قانون او نظام .. والاصلاح الذي اعني يتحقق عندما نرى مدنية الدولة بكافة عناصرها على ارض الواقع تشريعا وسلوكا وتطبيقا .. والاصلاح المنشود يتبلور
عندما يقول الصحفي كلمته امام الناس دون ان يُجر الى الغرف المظلمة بعد انتهاء اللقاء او اثنائه .
والاصلاح المأمول يتجسد واقعا عندما تسقط الاحكام العرفية التي لا مبرر لوجودها في الاصل ..والاصلاح الذي يريده الشعب يتحقق عندما يعلو الدستور ولا يعلى عليه من احد ..والاصلاح المطلوب هو ان نتحدث ولا نتوقع وجود ثالث يتنصت علينا – فعلينا اذا اردنا اصلاحا حقيقيا ان نفرق بين العمل الامني والعمل السياسي، وان لا تلعب الدولة على الهويات الفرعية – فهوية الدولة واحدة لا تقبل القسمة الا على نفسها فهي جامعه للوطن، وعلم الوطن هو العباية الضافية التي نستظل بها جميعا .
الاصلاح المأمول بحاجة الى اصلاحيين حقيقيين وليس الى رقاصين يغيرون وجوهم كل يوم الف مرة، وينتقلون من جهة الى اخرى طمعا في المغانم والمكاسب الانية .
وعليه، فالاصلاح اولا واخيرا بحاجة الى ان يكون المواطن فاعلا فية وشريكا حقيقيا وليس مجرد مفعول به ورقم ضريبي جاهز للحلب وقت الحاجة وغب الطلب .
البريد الإلكتروني: zaid.m1954@hotmail.com