ضرورة التنسيق الفلسطيني الأردني المصري

كثيرة هي القضايا المتفجرة في العالم العربي التي تستدعي المتابعة، والكتابة حولها:
ـ الأزمة الحادّة في لبنان، وما يعانيه الشعب اللبناني جرّاءها، وما تنطوي عليه من تهديد جدّي لكيان الدولة اللبنانية، وحياة اللبنانيين ذاتها.
ـ الأزمة المتواصلة في تونس منذ ثمانية أشهُر، والتي بلغت في مطلع هذا الأسبوع، (ليلة الأحد/ الإثنين) ذروة جديدة، دفعت الرئيس التونسي، قيس سعيِّد، الى اتخاذ إجراءات حازمة، شملت إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتجميد عمل البرلمان التونسي، وتوليه شخصياً رئاسة السلطة التنفيذية لمدة شهر، اضافة الى سلسلة لاحقة من قرارات لا تقل عنها أهمية، الأمر الذي دفع كثيرين لترديد تعبير: «تونس على صفيح ساخن».
ـ زيارة رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، لواشنطن، وإعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، «انتهاء المهمّة القتالية» للقوات الأمريكية في العراق مع حلول نهاية العام الحالي.
ـ اوضاع كل «المغرب العربي» من الصراع في ليبيا وعلى ليبيا، الى الخلافات وتبادل الإتهامات بين الجزائر والمملكة المغربية، حول العديد من القضايا والملفّات.
ـ تفجّر قضية «بيغاسوس» (بفضل تعاون 17 مؤسسة صحافية عالمية رئيسية) واصدارها تقريراً شاملاً حول برنامج تجسس إسرائيلي، تم بيعه للعديد من دول العالم، أبرزها انظمة حكم عربية، وما يبدو حتى الآن وكأنه بداية لمسلسل متعدد الحلقات من فضائح عابرة للدول والقارات.
ـ حروب المياه في المنطقة العربية، التي بدأت من تحويل مجرى نهر الأردن، وقاد الى حرب حزيران/يونيو 1967؛ الى إقامة تركيا، لسدود عديدة عند منابع ومجرى نهري دجلة والفرات، مع إجحاف بحقوق سوريا والعراق كدولتي ممر ومصب؛ وصولاً الى إقامة إثيوبيا في أيامنا لـ«سد النهضة» وما في ذلك من إجحاف خطير بحقوق السودان ومصر كدولتي ممر ومصب لنهر النيل.
كل واحد من هذه العناوين المقلقة جداً، جدير بالمتابعة والتدقيق. لكن ما يسبقها، (على أهميتها) بالنسبة للشعب الفلسطيني، هي زيارة الملك الأردني، عبدالله الثاني، لأمريكا، ومباحثاته مع الرئيس بايدن، ومع لجان الكونغرس، والعديد من مراكز الأبحاث الأمريكية المتخصصة بقضايا المنطقة، إضافة الى وسائل الإعلام الرئيسية هناك.
في محاولة لتفسير الإهتمام الفلسطيني الشديد، بزيارة الملك عبدالله الثاني لواشنطن، وما أجراه هناك من مباحثات، يكفي أن نذكر سببين:
1ـ العلاقات الفلسطينية الأردنية المتشعبة والمتداخلة بفعل «دكتاتورية الجغرافيا» التي جعلت من الشعبين الفلسطيني والأردني علاقات توأمة، وليست فقط علاقات شعبين شقيقين في عالم الأمة العربية الواحدة.