جاء مهاجرا من الأردن في عمر الخمسين عاما. قادته الصدفة، ليحصل على فيزا الهجرة إلى أستراليا خلال 45 يوما، ليأخذ قرار الهجرة ويحقق حلمه بتعليم ابنه تعليما أفضل، ويؤسس مستقبلا له ولعائلته في سيدني.
يسرد ميخائيل حداد قصة هجرته لـ إذاعة أس بي أس عربي 24 قائلا ” إنه كان يعمل مسؤولا لخدمات الركاب في مطار الملكة علياء الدولي ليصادف راكبا أستراليا يعاني من مشكلة بسبب محتويات في أمتعته، فقام بواجبه المهني والإنساني وحلها بكل هدوء.”
لكن الراكب الأسترالي أصر على طلب الحصول على هاتف ميخائيل فأعطاه الرقم بتردد.
واكتشف أن المسافر كان أحد مسؤولي السفارة الأسترالية بعد أن أرسلت السفارة له خطاب شكر على حُسن تعامله. لاحقا، دعته السفارة في مناسباتها المتعددة، ومن باب المجاملة ورد الجميل دعا أعضاء السفارة للعشاء في منزله ليلتها حدثت اللحظة الفارقة في حياته.
يتذكر ميخائيل ذلك اليوم جيدا ساردا التفاصيل وفق رصد خبرني بقوله” كان هو وزوجته وابنه وابنته في استقبال أعضاء السفارة في منزله الجميل الكبير بموقعه المميز في عمان، وأثناء العشاء سأله مسؤل السفارة عن أبنائه ودراستهم، فأخبره ميخائيل أن ابنته الكبرى أماني تدرس العلوم السياسية والاقتصاد في الجامعة وابنه فيصل بانتظار نتائج الثانوية العامة”.
في هذه الأثناء، عرض عليه موظف السفارة متسائلا لما لا يُهاجر إلى استراليا ليكمل الأبناء التعليم هناك ويؤمن مستقبلهم التعليمي والمهني. ويصف ميخائيل تلك اللحظة” لم آخذ الموضوع بجدية كوني في مركز مهني جيد ولست بحاجة مادية للهجرة ” وعمره في ذلك الوقت 50 عاما.
إلا أن موقفا حدث بعد ذلك بوقت بسيط غيَّر مصير حياته وهو “نجاح ابنه في الثانوية العامة بمعدل عال يؤهله لدراسة الحقوق، لكن الجامعة لم تقبل ابنه بسبب أن معدله لايؤهله للدخول لتخصص الحقوق رغم أن من حصلوا على معدلات أقل بكثير انتسبوا إلى نفس التخصص بسبب الواسطة والمحسوبية وهذا الأمر أشعره بالظلم والألم”.
تشاور مع زوجته وتقدم بطلب الهجرة إلى السفارة الأسترالية من باب التجربة فقط بناء على طلب أصدقائه من أعضاء السفارة وحصل عليها خلال 45 يوما فقط. وبعدها بدأت رحلة الهجرة إلى استراليا.
يقول ميخائيل “وصلنا سيدني يوم 2 سبتمبر أيلول عام 1987 كان الجو ربيعا وسيدني مغمورة باللون الأخضر وألوان الورود الزاهية، واصفا لحظة الاستقبال في المطار “كان في استقبالنا أقاربي وهم كثر في سيدني”.
ويضيف أن زيارته الأولى كانت تفقدية لبدء تعليم ابنه الذي قبلته إحدى الجامعات الاسترالية بدون أي عقبات، وبقي في حيرة من أمره بين الاردن حيث عمله وابنته التي تكمل الماجستير في العلوم السياسية وبين البقاء مع زوجته وابنه في سيدني إلى أن أخذ قرار البقاء في سيدني بمجرد انتهاء ابنته من دراستها في الأردن .
وفي رحلة الاستقرار والبحث عن عمل في عمر الخمسين أوضح ميخائيل ” لم أكن بحاجة للبحث عن عمل لأنني كنت في وضع مالي جيد جدا”، لكن رغبة منه في العمل في نفس المجال تقدم لأكثر من وظيفة في إدارة الفنادق والمستشفيات في سيدني ودائما ما كان يقابل بالرفض.
إلى أن صارحه أحد المدراء في إحدى الشركات قائلا له” مؤهلاتك عالية وخبرتك كبيرة وتوظيفك تهديدٌ لمواقعنا”. بعدها افتتح مطعما للأكلات الإيطالية في سيدني لمدة سبع سنوات، وليبدا مشروعا صغيرا آخر للبقالة الذي أغلقه لاحقا لعدم التفرغ، ليبدأ مع ابنه في تأسيس مكتب للإستيراد والتصدير.
وعن مسيرة حياته بعد ذلك، يقول:” بقيت مشرفا على أعمالنا الخاصة إشرافا فقط، و تعرفت لاحقا على عميد الصحفيين في ذلك الوقت المرحوم بطرس عنداري وبدأت كتابة مقالات متنوعة من وحي الواقع الأسترالي والعالم العربي “.
وفيما إذا كانت هذه الموهبة مخفية في البلد الأم وظهرت فجأة في المهجر قال حداد ” كتبت مقالات كثيرة في الأردن لكبرى الصحف الأردنية ودائما يتم رفضها بسبب الخط التحريري المتحفظ في الصحافة العربية، خاصة وانني صريح في فكري وآرائي” .