اليمن: الحوثيون يصعّدون عسكريا ضد السعودية والجيش يعلن مقتل 200 مسلح للحركة وإسقاط سبع طائرات مسيرة

صعّد الحوثيون في اليمن عسكرياً ضد المملكة العربية السعودية لأول مرة منذ زيارة الوفد العماني إلى صنعاء مطلع الشهر الماضي، والذي كان يحمل مبادرة سعودية وأممية لوقف الحرب في اليمن، وعاد حينها دون نتائج تذكر بعد أكثر من أسبوع من التفاوض مع قيادات جماعة الحوثي.
وكشف التحالف العربي بقيادة السعودية ليل السبت- الأحد، عن إفشال خمس هجمات مسلحة لجماعة الحوثي على الأراضي السعودية، بواسطة أربع طائرات حوثية مسيّرة محملة بالمتفجرات، بالإضافة إلى صاروخ باليستي استهدفت جنوب الأراضي السعودية، وتحديداً منطقة جازان، وتـم اعتراضها وتفجيرها وإفشال هذا الهجوم الذي وصفه بـ(الإرهـابي).

وذكر التحالف في بيان له نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن «الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت ما مجموعه أربع طائرات مسيّرة (مفخخة) أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية تجاه المنطقة الجنوبية». وأوضح لاحقاً أن «الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات الحوثية الإرهابية تجاه جازان (جنوب السعودية)».
وأضاف أن «محاولات الميليشيات (الحوثية) العدائية لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين تم صدها وتدميرها(…) وتم اتخاذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والأعيان المدنية من المحاولات العدائية».
وعلّق مصدر سياسي يمني لـ«القدس العربي» على هذا التصعيد الحوثي، بقوله: «يبدو أن المفاوضات غير المعلنة بين السعودية والحوثيين وصلت إلى طريق مسدود، وأن الحوثيين قرروا التصعيد العسكري ضد الرياض لممارسة المزيد من الضغط عليها في محاولة إلى ليّ ذراعها لإجبارها على تقديم تنازلات أكثر».
وأوضح أن «الوساطة العمانية بين الجانبين وصلت إلى طريق مسدود ولم تنجح مسقط حتى الآن في إقناع جماعة الحوثي بالقبول بالمبادرة السعودية ومن ورائها مبادرة الأمم المتحدة، التي اشتغل عليها مبعوث الأمم المتحدة المغادر مارتن غريفيث لنحو ثلاث سنوات».
وأشار إلى أن جماعة الحوثي المدعومة عسكرياً ولوجستياً من طهران، مستميتة في إطالة أمد الحرب في اليمن لأطول فترة ممكنة، لشرعنة بقاء سيطرتها على المدن والمناطق اليمنية التي اجتاحتها وأحكمت سيطرتها عليها خلال الفترات الماضية، فيما ستجبرها أي مبادرة على التنازل عن بعض هذه المدن والمناطق بالإضافة إلى التنازل عن بعض المكتسبات التي حققتها عبر فوهات البندقية.
وتلجأ جماعة الحوثي بين الحين والآخر إلى إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات نحو أهداف حيوية في الأراضي السعودية، لإجبارها على الخضوع لمطالبها، حيث ترى أن الرياض هي البوابة الرئيسية لإجبار الحكومة الشرعية اليمنية على القبول بالشروط والبنود الحوثية لأي مبادرة سلام قادمة.

تصعيد مأرب

وجاءت هذه الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية بالتزامن مع تصعيد عسكري واسع قامت به الحركة على أغلب جبهات محافظة مأرب (170 شرقي صنعاء) والذي دفعت فيه بتعزيزات عسكرية كبيرة، وبشرية، وعتاد عسكري، خلال فترة إجازة عيد الأضحى، الذي صادف الثلاثاء الماضي، واستخدمت فيه الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة أيضاً، والتي سقطت بعضها في الأحياء السكنية لمدينة مأرب.
وأعلن قائد في الجيش اليمني، أمس الأحد، مقتل 200 مسلح حوثي وإسقاط سبع طائرات مسيرة للجماعة في مأرب. وجاء ذلك في بيان صادر عن اللواء الركن منصور عبد الله ثوابه، قائد المنطقة العسكرية الثالثة.
وقال ثوابه: «أفراد الجيش الوطني والمقاومة سطروا في مأرب ملاحم بطولية، خلال الأسبوعين الماضيين، وما زالوا يخوضون معارك ضد ميليشيات الحوثي، وبإسناد من طيران التحالف العربي». وأوضح أن «قوات الجيش والمقاومة تمكنت خلال الفترة نفسها من كسر عشرات الهجمات الحوثية، التي شنتها على مواقع بعدة جبهات في مأرب». وأضاف أن «ميليشيات الحوثي خسرت أكثر من 200 من عناصرها لقوا مصرعهم، بينهم قيادات ميدانية، إضافة إلى مئات الجرحى». وأفاد بأن «دفاعات الجيش أسقطت 7 طائرات مسيرة حوثية في مناطق متفرقة بأطراف محافظة مأرب الجنوبية والغربية».

عملية تبادل أسرى

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية أن وساطات قبلية تمكنت، صباح أمس الأحد، من إتمام عمليتي تبادل أسرى وجثامين قتلى لأكثر من 44 شخصاً، بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية من جهة وبين جماعة الحوثي من جهة أخرى، في محافظتي مأرب والبيضاء، وسط اليمن.
وقال موقع «لمصدر أونلاين» الإخباري المستقل: «نجحت وساطات قبلية في تنفيذ صفقتي تبادل أسرى وجثث بين ميليشيات الحوثيين والقوات الحكومية والمقاومة الشعبية في جبهتي مراد الصومعة بمحافظتي مأرب (شمال شرق) والبيضاء».
ونسب لمصدر عسكري قوله إنه «تم تبادل 9 أسرى حوثيين وجثة قتيل من الميليشيات (الحوثية) مقابل 9 أسرى من القوات الحكومية وجثة شخص، في جبهة مراد غرب جنوبي محافظة مأرب». موضحاً أن عملية «التبادل تمت في جبهات جبل مراد وعبر القنوات العسكرية».
وذكر المتحدث باسم مقاومة محافظة البيضاء، عامر الحميقاني، أن وساطة قبلية نجحت في إتمام عملية تبادل بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي لـ24 أسيراً وجثماناً من الجانبين. وقال: «تم تسليم ميليشيات الحوثي 10 أسرى وجثة واحدة، مقابل استلام المقاومة جثث 8 شهداء و5 أسرى ومختطفين من أبناء المحافظة».