حرب مُثلّجات بين إسرائيل والفلسطينيين بعد قرار «بن أند جيري» مقاطعة المستوطنات

يجد الإسرائيلي آفي زنغر، صاحب حق امتياز صناعة مثلجات «بن أند جيري» نفسه ومصنعه الصغير في قلب عاصفة سياسية بعد قرار الشركة الأمريكية الأم بمقاطعة مستوطنات الضفّة الغربيّة المحتلّة.
ويقول زنغر في مقابلة في مصنعه في قرية بئر توفيا الزراعية جنوب تل أبيب حيث يعمل 160 موظفاً في صناعة المثلّجات الصيفية «سنواصل البيع في أي مكان يرتبط بإسرائيل».

ترحيب فلسطيني بقرار «يونيليفر»

ويوم الإثنين الماضي أعلنت الشركة التابعة لمجموعة «يونيليفر» الأمريكية العملاقة، ومقرها فيرمونت، أنّها ستتوقف عن تسويق منتجاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وتحديداً الضفّة الغربيّة والقدس الشرقيّة، لعدم توافق ذلك مع «قيمها» الأمر الذي أغضب القادة الإسرائيليين.
ورحّب فلسطينيون بإعلان الشركة الأمريكية مقاطعة المستوطنات. وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي عبارة «بوظتي المفضلة» ودعوات لشرائها.
كما تناقل ناشطون على موقع «فيسبوك» صورة لرئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة يتناول مُثلّجات من صنع «بن أند جِريز» ويرسم بيده إشارة إشادة، تأكيداً على دعمه قرار المقاطعة.
كان يمكن لزنغر أن يكون سعيداً بهذه الدعاية المجانية، لكنّ إعلان الشركة الأمريكية أثار عاصفة من ردود الفعل الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى لسان المسؤولين، ما يهدّد سوق المُثلّجات التي يبيعها.
وتقاتل الحكومة الإسرائيلية بضراوة منذ سنوات حركة المقاطعة «بي دي أس» التي تدعو إلى مقاطعة اقتصادية أو ثقافية أو أكاديمية لإسرائيل بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وهدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي أجرى اتصالاً مباشراً بالرئيس التنفيذي لشركة «يونيليفر» التي تمتلك صانع الآيس كريم المشهور، بـ»عواقب وخيمة» جراء القرار.
وقال مكتبه «المقاطعة لم ولن تنجح، وسنكافحها بكلّ قوّتنا» مضيفاً «لدينا الكثير من المثلّجات، لكننا نملك بلداً واحداً».
وحضّ سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة غلعاد أردان، في رسالة يوم الثلاثاء الماضي، 35 ولاية أمريكية من إجمالي خمسين، على اتباع القوانين المناهضة لحركة المقاطعة التي أُقرّت لحظر مقاطعة إسرائيل.
وفيما وصف رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ المقاطعة بـ»شكل جديد من الإرهاب» اعتبرت السلطة الفلسطينية أنّ على هرتسوغ أن يشكر «بن أند جِريز» لأنهم «دقوا أجراس الإنذار». وأضافت «إما أن تسمع إسرائيل الرسالة وتعمل على إنهاء احتلالها، أو ستواجه مقاطعة كاملة».
ويخشى زنغر على مُثلّجاته التي يرغب في بيعها للفلسطينيين والإسرائيليين أينما تواجدوا، سواء في تل أبيب أم في مستوطنات أو أي مكان آخر. ويقول «لا يمكننا مقاطعة المواطنين الإسرائيليين لأسباب سياسية» موضحاً أن رفضه الامتثال لقرار الشركة الأم أدى إلى عدم تجديدها اتفاق التصنيع الذي ينتهي العام المقبل.
وبينما يستمر مصنع بئر توفيا بالعمل في الأشهر المتبقية قبل انتهاء العقد، يخشى الموظفون على مصيرهم.
وتقول إيليت داملاو (38 عاما) وهي مراقبة الجودة في المصنع، بأسف «أخشى على وظيفتي وعلى وظائف أصدقائي الذين يعملون هنا» مضيفة «ليس من السهل أن تكتشف فجأة أنك قد تفقد وظيفتك».
على مواقع التواصل الاجتماعي، وإثر دعوات أولية لمقاطعة العلامة التجارية العملاقة، وجّه الإسرائيليون نداءات عدّة لدعم الامتياز المحلي المعارض لقرار الشركة الأم.

«فصل السياسة عن المُثلّجات»

وأوضح موشيه وايزمان خلال زيارته مصنع المُثلّجات الأربعاء الماضي في مقابلة «جئت لأعبّر عن دعمي» للمنتج المحلي، بينما كانت زوجته وطفلاه (4 و13 عاما) يستمتعون بالتسوّق مع وفرة العروض. وأضاف الرجل القادم من بلدة أوفاكيم جنوباً «علينا أن نفصل السياسة عن المُثلّجات».
وأبدى البائع العامل في المصنع عومر غرانادا (19 سنة) دهشته، إذ «يأتي ناس أكثر من ذي قبل لشراء المثلجات دعماً لنا».
ويبقى زنغر، الذي حصل على حقّ امتياز شركة «بن أند جِريز» قبل 35 عاماً «متفائلاً» بأن تتراجع المجموعة الأمريكية عن قرارها، على غرار ما فعلت شركة «إير بي ان بي» قبل مدة.
وأعلنت حينها منصة تأجير المنازل والشقق عبر الإنترنت أنها تخلّت عن تقديم عروض في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلّة، قبل أن تتراجع عن قرارها.