بينهم السراج وقائد الدرك الجزائري السابق الفار.. دولة تبيع جوازات سفر لمسؤولين ومطلوبين أجانب

كشفت صحيفة “الغارديان” أن دولة “فانواتو”، وهي أرخبيل جزرة صغيرة يقع في المحيط الهادئ، تبيع جواز سفرها إلى رجال أعمال ومسؤولين سياسيين ومطلوبين بينهم من دول عربية، مشيرة إلى أن نحو 2000 شخص اشتروا “جوازات السفر الذهبية”.

وقالت الصحيفة البريطانية إن من بين الذين حصلوا على الجنسية رئيس وزراء ليبيا السابق فايز السراج وغالي بلقصير، قائد الدرك الجزائري السابق الفار، والذي كان أصدر قاض عسكري جزائري، أربعة أوامر بالقبض الدولي عليه بعدة تهم بينها تهمة “الخيانة العظمى”.

ويسمح نظام جوازات السفر الذهبية للأجانب شراء الجنسية مقابل 130 ألف دولار أمريكي، في عملية تستغرق نحو شهر، ويحدث ذلك دون أن تطأ أقدامهم البلاد على الإطلاق.

ويتم تسويق برنامج جوازات السفر الذهبية من قبل بعض الوكالات باعتباره الأسرع والأرخص والأكثر سهولة في العالم، ويمنح الجواز وصولا غير مقيد وبدون تأشيرة إلى 130 دولة بما في ذلك المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. وتعتبر فانواتو أيضا ملاذا ضريبيا، ولا تفرض ضريبة دخل أو ضريبة على الشركات أو الثروة.
ومن بين الذين حصلوا عليها كذلك مقربون من نظام بشار الأسد بينهم ابنة خالته ومحافظ سابق ورجل أعمال وضع اسمه على لائحة العقوبات الأمريكية.

وأوضح تحقيق الصحيفة أن محافظ ريف دمشق السابق “علاء إبراهيم” وزوجته ريم نجيب (ابنة خالة الأسد، وشقيقة العميد عاطف نجيب)، حصلا على جنسية فانواتو، مع أطفالهما الثلاثة، في أكتوبر 2020، أي قبل أقل من شهرين على إقالته من منصبه ومن ثم الحجز على أمواله.

ونقلت الصحيفة عن مدير وحدة الاستخبارات المالية في فانواتو، فلويد ميرا، قوله إن “إبراهيم قدّم إفادة خطية تثبت أنه غادر سوريا منذ أكثر من ست سنوات، عبر تصريح إقامة في لبنان، وأنه حصل على أمواله بشكل شرعي من خلال عمله في لبنان”، مؤكداً أن “وحدة الاستخبارات المالية بفانواتو ستواصل التحقيق”.

وأكد أن “إبراهيم كان يقيم في سوريا في الأشهر التي سبقت حصوله على الجنسية، بحسب وسائل إعلام النظام التي نقلت عنه قيامه بجولة في مخيمات النازحين” في ريف دمشق. كما أظهر تحقيق الصحيفة حصول رجل الأعمال السوري، عبد الرحمن خيتي، على جنسية فانواتو في كانون الثاني (يناير) 2021، قبل أسابيع قليلة فقط من فرض الولايات المتحدة عقوبات على عدد من الشركات التابعة له.

ونوهت الصحيفة إلى أن الشركات التي فرضت عليها العقوبات مملوكة بشكل مشترك إلى جانب شقيقه النائب في برلمان النظام الخاضع للعقوبات عامر خيتي، موضحة أنه تم التحقق من هوية عبد الرحمن من خلال ربطه بزوجته وارتباطهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

من جهته، قال رئيس مكتب ومفوضية فانواتو للمواطنة، رونالد وارسال، إنه “تم تقديم طلب عبد الرحمن خيتي قبل فرض عقوبات على عدد من أعماله، وفي الوقت الذي قدم فيه طلبه أمام لجنة الفرز ووحدة الاستخبارات المالية، لم تكن هناك نتائج سلبية ضده ووافقت الهيئة على طلبه”.

وذكر التحقيق أن قوانين فانواتو، تمنع مواطني سوريا والعراق وإيران واليمن وكوريا الشمالية من الحصول على الجنسية ما لم يتمكنوا من إثبات إقامتهم خارج هذه البلدان لأكثر من خمس سنوات.

وحقق برنامج جوازات السفر لحكومة فانواتو أكثر من 116 مليون دولار العام الماضي، وأصدرت فانواتو ما يقرب من 2200 جواز سفر في عام 2020، أكثر من نصفها (حوالى 1200) لمواطنين صينيين.

وبعد الصينية، كانت الجنسية الأكثر شيوعا للمتلقين هي النيجيرية والروسية واللبنانية والإيرانية، والليبية والسورية والأفغانية. وكان من بين المتقدمين 20 شخصا من الولايات المتحدة وستة أستراليين وبعض الأوروبيين. ومن بين الحاصلين عليها سياسي من كوريا الشمالية مشتبه به، ورجل أعمال إيطالي متهم بابتزاز الفاتيكان، وعضو سابق في عصابة دراجات نارية أسترالية سيئة السمعة، وأخوة من جنوب إفريقيا متهمون بقضايا تتعلق بالعملات الرقمية بقيمة 3.6 مليار دولار.

وردا على استفسارات حول قائمة أسماء الحاصلين على الجنسية، والتي اطلعت عليها “الغارديان”، قال فلويد ميرا، مدير وحدة الاستخبارات المالية في فانواتو “قرأت القائمة، ومعظم الأسماء ترتبط بهم مزاعم وتحقيقات معلقة، وإذا كانت هناك إدانات جوهرية ضد أي من هذه الأسماء، فقد يتم سحب جنسيتهم”.

وأضاف: “من الآن فصاعدا، ستجري وحدة الاستخبارات المالية عمليات تدقيق على الأسماء الواردة في القائمة. إذا كان لدى أي من هؤلاء الأشخاص إدانات جنائية، فستقوم الوحدة على الفور بإبلاغ مكتب المواطنة بالمعلومات المحدثة”.