واشنطن تواجه صعوبات في إحياء مسار المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل

محمد دراغمة

أكد مسؤولون فلسطينيون ودبلوماسيون غربيون في تصريحات ، الأحد، أن الإدارة الأميركية تواجه صعوبات كبيرة في إعادة إحياء مسار اتلمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، في حين تركز حالياً على “تطوير علاقاتها مع الجانب الفلسطيني وتحسين شروط حياة الأفراد”.

وكشف دبلوماسي غربي ، أن المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط هادي عمرو “يواجه صعوبات كبيرة في جسر الهوة بين مطالب الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني “طالب بإعادة إحياء الاتفاقات السابقة، وفي مقدمتها احترام وتوسيع الولاية الأمنية والمدنية الفلسطينية، ووقف الإجراءات أحادية الجانب، وبخاصة الاستيطان وفتح المطار وغيرها، فيما طالب الجانب الإسرائيلي بوقف الإجراءات الفلسطينية في محكمة الجنايات الدولية، ووقف دفع مخصصات مالية لأسر الشهداء والأسرى، وتغيير المناهج المدرسية”.

وقال الدبلوماسي، إن الجانب الإسرائيلي “رفض إظهار أي مرونة تجاه المطالب الفلسطينية”، لافتاً إلى اشتراطه “وقف مقاضاة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية أولاً”.

وأكد أن عمرو اقترح عقد لقاءات بين وفود فنية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في هذه المرحلة، لبحث تطبيق الجوانب الحياتية في الاتفاقات، مثل الجمارك والشؤون المدينة والمياه والنشاط الاقتصادي، مشيراً إلى أنه “ينتظر الردود”.  

علاقات أميركية فلسطينية

في غضون ذلك، قال مسؤولون فلسطينيون، إن الإدارة الأميركية تعمل على تطوير العلاقات “الأميركية – الفلسطينية” في هذه المرحلة، من خلال زيادة الدعم المالي المقدم للفلسطينيين، وإعادة فتح القنصلية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

وأشار مسؤول شارك في اللقاءات التي عقدها عمرو، إلى أن الإدارة “تستعد لإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس في سبتمبر المقبل، وأنها تعمل على تذليل بعض العقبات مع الجانب الإسرائيلي، فيما سيستغرق إعادة فتح مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن بعض الوقت لوجود بعض العوائق القانونية”.  

ويأتي ذلك في وقت اختتم فيه المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، الجمعة، زيارته إلى فلسطين وإسرائيل، استمرت أسبوعاً.

وقال بيان صحافي للسفارة الأميركية في القدس، إن مساعد وزير الخارجية الأميركي، ناقش مع المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين والفلسطينيين، قضايا حقوق الإنسان وسيادة القانون والتنمية الاقتصادية والطاقة والمياه والتعاون الإقليمي، وأيضاً الحاجة الملحة للإغاثة الإنسانية في غزة.

وأضاف البيان أن تركيز الولايات المتحدة ينصب حالياً على “تحسين الوضع على الأرض، والعلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهما أمران مهمان في حد ذاتهما، كما أنهما مهمان أيضاً كوسيلة للتقدم في نهاية المطاف نحو سلام شامل”.

وفي إشارة إلى الصعوبات التي واجهها في المسار السياسي، قال البيان: “وجد عمرو أن اجتماعاته مع ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص كانت مفيدة بشكل خاص لفهم الاحتياجات التفصيلية، ووجهات النظر والاقتراحات لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين من خارج الحكومة”.

وفي مايو الماضي، عقد المبعوث الأميركي، سلسلة لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين في رام الله، من بينها لقاء مع الرئيس محمود عباس، ولقاء آخر منفصل مع رئيس الوزراء محمد اشتية، ولقاء مع ثلاثة من مساعدي الرئيس.

وكشف مسؤول فلسطيني أن عمرو أبلغ الرئيس عباس بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعطي أولوية لـ”تحقيق التهدئة، ووقف التصعيد” في هذه المرحلة، وأنها تستعد لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، بعد تحقيق هذا الهدف”.

الشرق