لماذا انتصرت الدبلوماسية التونسية في معارك الأشقاء وفشلت ضد كورونا؟

لا يختلف المراقبون حول الحراك الكبير الذي تقوم به الدبلوماسية التونسية على الصعيد الأممي، حيث تقدمت تونس -العضو غير الدائم في مجلس الأمن- خلال العامين الحالي والماضي بعدد كبير من المشاريع التي تدعم القضايا العربية، غير أن الحراك الدبلوماسي التونسي “لم يكن موفّقا” إلى حد كبير فيما يتعلق بجلب لقاحات كورونا، وهو ما دفع عددا من المسؤولين في وزارة الصحة للحديث عن انهيار المنظومة الصحية والتحذير من كارثة في البلاد.
وفور تسلمها لمقعدها غير الدائم في مجلس الأمن العام الماضي، تقدمت تونس، بجانب فلسطين وإندونيسيا، بمشروع قرار يدين “صفقة القرن”، قبل أن يتم تعديل المشروع ومن ثم سحبه بعد ضغوط كبيرة مارستها الولايات المتحدة.

وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، نشطت الدبلوماسية التونسية بشكل واضح حيث عقد مجلس الأمن عدة جلسات طارئة لبحث العدوان، كما وزعت تونس والصين والنرويج مشروع بيان يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل، ويطالب بعدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقبل أيام، قدّمت تونس مشروع قرار يدعو إثيوبيا إلى التوقّف عن ملء خزان سد النهضة، المشروع الكهرومائي الضخم الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل الأزرق، والذي يسبب نزاعاً بينها وبين دولتي المصبّ مصر والسودان.

ورغم أن الدبلوماسية التونسية نجحت بإقناع مجلس الأمن باعتماد المشروع الذي تقدمت به مع فرنسا حول إيقاف النزاعات المسلحة في زمن كورونا، ولكن يبدو أنها لم توفق بإقناع الأطراف الدولية بمساعدتها في جلب اللقاحات اللازمة لفيروس كورونا، فضلا عن الوتيرة البطيئة جدا التي تتم بها عملية التلقيح.
وتؤكد وزارة الصحة التونسية أن عدد اللقاحات التي وصلت البلاد حتى الآن يبلغ حوالي 2.1 مليون لقاح فقط، كما أن عدد التونسيين الذين استكملوا التلقيح (حصلوا على جرعتين) لا يتجاوز 623 ألفا (خمسة في المئة)، في بلد تعداده حوالي 12 مليون نسمة.

هذا الوضع الوبائي دفع نصاف بن علية الناطقة باسم وزارة الصحة التونسية للحديث عن قرب انهيار المنظومة الصحية في البلاد، في ظل بلوغ الإصابات عتبة العشرة آلاف يوميا، مع تسجيل عدد وفيات يبلغ حوالي 200 شخص، فيما أطلق الأطباء ومنظمات المجتمع المدني نداء استغاثة دولية من أجل التدخل العاجل وإنقاذ أرواح التونسيين، في ظل اتهام الحكومة بالتقصير الكبير في عملية التوعية واتخاذ الإجراءات الحازمة لإلزام المواطنين بارتداء الكمامات في الشوارع، فضلا عن النسق البطيء في عملية التلقيح