تتوسع حالة الترقب والانتظار والتحفز النخبوي السياسي في الاردن لرصد ملامح ما يمكن ان يتغير او يحصل بعد مقابلة هامة جدا في واشنطن مع الرئيس الامريكي جو بايدن وبحضور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.
وبعيدا عن الاجندة السياسية والاقليمية والدولية وكذلك الاجندة المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين يمكن القول بان جميع المفاصل الاساسية في مراكز القرار الاردنية بانتظار انجاز هذه الزيارة التي لم يعلن عنها بصفة رسمية قطعية بعد وبانتظار رصد ما يمكن ان يتغير في خطط الاردن في الاسابيع القليلة الماضية و قبل نهاية العام الحالي بعد تلك الزيارة.
الاطلالة الملكية الاردنية على مراكز القرار في واشنطن والولايات المتحدة الامريكية وفي بعض المؤسسات التابعة للبيت الابيض والادارة الديمقراطية مهمة جدا في الكشف عن بوصلة الانحيازات والاتجاهات في المرحلة المقبلة خصوصا وان التفاعلات حادة جدا في كل من العراق وسورية ولبنان وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة.
بعيدا عن القضايا و الملفات الاقليمية الاعتقاد سائد وسط السياسيين الاردنيين بان الزيارة الملكية الوشيكة الى البيت الابيض مهمة جدا وقد تساعد في توضيح الكثير من الملابسات المتعلقة بخطط ومشاريع الحكومة الاردنية في المرحلة المقبلة وسط هوس الإنتظار والترقب.
وهي زيارة تنضج في الوقت الذي شكل فيه الملك الاردني لجنة عريضة لتحديث المنظومة السياسية في البلاد وقوامها ٩٢ شخصية ووظيفتها وضع خطة للإصلاح السياسي بشكل اساسي بما في ذلك ملفي قانون الانتخاب والاحزاب وملف الادارة المحلية اضافة الى تمكين الشباب والمرأة واجراء تعديلات دستورية تناسب تدشين موسم الاصلاح السياسي بنسخته الجديدة التي ظهرت بالتزامن مع عودة الادارة الديمقراطية في واشنطن وإظهار بعض اركانها إهتماما بملف الاصلاح الاردني الداخلي.
وتم تكليف رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي بادارة هذه اللجنة لكن الرهان على اللجنة وما يمكن ان تنجزه اعتبر سياسيا طوال الوقت جزء من خطة التجهيز للجولة الملكية الاردنية الحالية في عمق مؤسسات الولايات المتحدة.
وبعيدا عن لجنة الاصلاح و عن ملفات الاقليم ذات البعد الدولي وطويلة الامد يمكن القول بان خارطة النخبة المحلية في عمان بانتظار ايضا صدور او صعود الدخان الابيض لتقرير مصير العديد من المسؤولين في المرحلة المقبلة ويبدو ان الاردن مقبل لاغراض تجهيز او تهيئة البيئة المحلية لما سينتج من توصيات وقرارات عن اللجنة الملكية للاصلاح للتعامل مع وقائع جديدة.
وبهذا المعنى ينتظر عدد من كبار المسؤولين بشغف نهاية المفاوضات والحوارات والاتجاهات التي سترتسم بعد القمة الاردنية الامريكية حيث توقعات كبيرة بان يتخذ الملك بعد عودته الى عمان خطوات اساسية في مجال التغيير وتدشين خطط للنهوض الاقتصادي والتنمية السياسية وتقديم وجوه شابة وجديدة الى الادارة العليا في الدولة اضافة الى تغييرات في مناصب ووظائف عليا حسب التقديرات الاولية حتى الان .
تلك مسائل تشغل نادي كبار السياسيين والموظفين في الاردن والاعتقاد عموما كبير بان الانتهاء من برنامج عمل متقدم جدا للزيارة الملكية الحالية للولايات المتحدة قد يتبعه سلسلة خطوات واجراءات على الصعيد الداخلي ايضا ، الامر الذي يفرح بعض المسؤولين ويقلق البعض الاخر بطبيعة الحال.
راي اليوم