بدأت الحكومة الأردنية التلميح لموجة ثالثة من فيروس كورونا مطالبة بالانتباه والحذر بعد أقل من أسبوع على تطبيق برنامج فتح القطاعات الاقتصادية ضمن ما سمي محليا بالصيف الآمن فيما تشتكي الفعاليات الاقتصادية والتجارية من بطء وضمور الإجراءات.
وبعد غياب ملحوظ عن الساحة الإعلامية صرّح وزير الاتصال الناطق الرسمي صخر دودين بأن موجة الفيروس الثالثة قادمة لا محالة معتبرا أن الرهان على المواطن والالتزام بالوقاية الصحية مع التطعيم هو الأساس.
وأشار الوزير دودين إلى ما أسماه بمؤشرات علمية تظهر بأن الموجة الثالثة في الطريق.
ولوحظ بأن هذا التعليق بقي على المستوى السياسي للحكومة ولم يصدر عن وزير الصحة أو مسؤول ملف كورونا في الوزارة ولا حتى عن اللجنة الوطنية للأوبئة التي لا يعرف عنها الأردنيون شيئا منذ تصدّعت وحصلت فيها انسحابات واستقالات قبل عدّة أسابيع.
وشهدت الساحة الأردنية غيابا ملحوظا لخبراء الوباء ولم يصدر بعد شيء محدد ومنذ عدّة أسابيع عن المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية في الوقت الذي خرجت فيه البلاد من الموجة الثانية بأقل الخسائر الممكنة وعولجت فيه مشكلات اللقاح والتطعيم وتقترب عملية التلقيح من معدل مليوني مواطن ومقيم ومن نسبة 20 بالمئة.
ولم يصدر عن الوزير دودين ما يفسر تصريحه المفاجئ والواثق من عودة الموجة الثالثة للفيروس حيث لا تعرض الحكومة بياناتها وتحليلاتها وحيث تسريبات غير مؤكدة عن احتمالية العودة لمراقبة قطاعات اقتصادية تم فتحها على أكثر من نحو وفي أكثر من مسار والاستعداد لخطة طوارئ لاحتمالات الموجة الثالثة.
ويبدو أن خلايا الأزمة وغرف العمليات درست الاحتمالات والسيناريوهات الأسوأ في الوقت الذي توفّرت فيه للقطاعات الصحية الأردنية خبرات متراكمة في الاشتباك مع الفيروس.
ومنذ نحو أسبوعين يتم الإعلان بين الحين والآخر عن رصد إصابات من المتحور الهندي تحديدا دون الكشف عن طبيعة وخلفية ووصوله إلى المجتمع الأردني وحيث تشير آخر الأرقام الرسمية إلى أن متحور الفيروس الهندي رصدت حالات تتجاوز 327 حالة منه في الأردن.
وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت برنامجها باسم الصيف الآمن وعادت إلى الانفتاح وفتحت غالبية القطاعات بشروط صحية مسبقة وبهدف إنقاذ ما يمكن انقاذه من الموسم الاقتصادي والتجاري لكن احتمالات تعرّض المملكة للموجة الثالثة التي عاشتها عدّة دول في الجوار وفي الإقليم قرعت في الأردن جرس الإنذار مبكرا حيث تعقد اجتماعات تقييمية على مستوى المراكز السيادية وخلايا الأزمة.
ويلاحظ هنا بأن كل معطيات الاشتباك مع مؤشرات الموجة الثالثة من فيروس كورونا تحصل فيما تغيب عن الساحة اللجنة الوبائية لصالح تنامي حضور وزير الصحة الدكتور فراس الهواري ومساعده لشؤون كورونا الدكتور عادل البلبيسي.
راي اليوم