قصة تحالف الإسلاميين والليبرالين في الأردن؟ ومن يشكل الحكومة القادم؟ التجربة المغربية تسطع وترتيبات إقليمية..والمحافظون ينتظرون

عصام مبيضين
هل هناك ملامح تتبلور  وهي – قيد التشكل- في وجود اتفاق غير مرئي  بين (النيوليبرالية) والليبرالية واليسار المتمدن وبعض المحسوبين على التيار الإسلامي وغيرهم؟ وذلك لإيصال خطوط السكك المقطوعة، وإمكانية قيام تحالف براغماتي استراتيجي (التقاء المصالح) قد يصل بهم لتشكيل حكومة بأغلبية برلمانية بعد الانتخابات النيابية الحزبية القادمة من الاتجاه الإسلامي، وشركاء آخرين من الأحزاب الأخرى او تزكية احد الاسماء، وفق بعض التجارب الديمقراطية في دول عربية أخرى.
البعض (طاش) على شبر ماء، ودخل في لعبة الأسماء والرتوش والعناوين، ولم يغص في التفاصيل، وقراءة ما وراء الخبر والأبعاد القادمة، ويفكك المجريات، والخلفيات ويربط خيوط العلاقات والأسرار، والتحالفات والشلل السياسية والمرجعيات والمشارب، والمستجدات، ويعرف من الماضي البعيد، والمستقبل القريب ، ويصل إلى استنتاجات علمية حول الصراع و تنازع دوائر النفوذ السياسي، وحول الشكل القادم للحكومة وهندسة تقاسم الوظائف، وإصلاح وتطوير ونسج التشريعات القادمة، وتوزيع غنائم ثمار الإصلاح السياسي، وقطف النتائج المتوقعة، من قوانين الانتخابات (وجراحات في العظم) وانقلاب الدوائر الانتخابية،وخلع الصوت الواحد وظهور قانون (3) اصوات والحصص والمغانم ،وتوزيع المقاعد والمكتسبات على الأحزاب وغيرها في طريق تشكيل الحكومة القادمة بالتشاركية.
إذن التحالف غير المرئي يجرى طبخه على نار هادئة؛ حسب المعطيات والتسريبات برعاية أممية، وربما لم يتبلور بعد، وهو ينتظر الزخم والدعم الأكبر، والتوقيت والزمن الجميل للولادة الشرعية؛.. بانتظار اللحظة المناسبة خوفًا من استفزاز المتربصين لتحالف الاتجاهات (النيوليبرالية) والليبرالية واليسار المتمدن والإسلام (المودرن) المروض الحديث ،وفق مناخات العصر،حيث أن كل الخطوط تصل مع بعضها إقليميًا ودوليًا لتتلاقى المصالح ويصل الجميع إلى نقطة التلاقي؛ ضمن ترتيبات محلية بنكهة إقليمية ودولية.
والبعض وقف طويلا، ويحلو له الربط ونسج الافكار عبر نظرية المؤامرة مع وجود  ترتيبات دولية من طبخةً سياسيةً في صفقة (منصور عباس- نفتالي بينيت) لتشكيل ائتلاف حكومي جديد؛ من أجل هزيمة نتنياهو تحوطًا لترتيبات قادمة في المنطقة .
 وهناك من يريد ويعمل بكثافة بكل الوسائل على إخراج حركة حماس من قرقعة السلاح إلى منابر لعبة السياسية والانتخابات (من البندقية إلى الباقات البيضاء والمنبر والإعمار)
 وعلى العموم؛ فإن على الطاولة أوراق أممية تنفذ هناك خطط متوسطة المدى لتطبيق مشاركة الإسلامين في حكومة برلمانية او تزكية الاسم لرئيس الوزراء  القادم ؛( تجربة حكومة مضر بدران 1989 ) بعد خلع قانون الصوت الواحد ،واستنباط وتطبيق التجربة المغربية وممارسة اللعبة الساسية حزب العدالة والتنمية الإسلامي( سعد العثماني- عبد الإله بن كيران ) وتشكيل حكومة من سنوات طويلة تتقاسم الزاوية وتعدد الأدوار.
وتنطلق الفلسفة الجديدة  حول تعميم التجربة قيام حكومة إسلامية براغماتية في بعض الدول ضمن فلسفة أنهم أشخاص اكتسبوا مشروعيتهم من الحراك الديمقراطي، أو من برنامجهم وصناديق الانتخابات ووعودهم والموضوع؛ والبرامج  ممارسة على أرض الواقع وتطبيق ولا نستطيع معاكسة إرادة الناس.
بينما الرافضون يؤكدون أن الإسلاميين ،لا يقبلون الحوار، وتقاسم الحكومة مع اتجاهات سياسية اخرى، وستفشل التجربة حيث يرفضون والاستماع الى الرأي الآخر، وبعضهم خارج العصر لا يستطيعون التعامل مع  المستجدات  الطارئة، دون عباءة سيطرة الأيديولوجيا  والمنهج  لهذا التجربة محكومة بالفشل . 
وفي السياق؛ فإن السؤال هل الحزب الديمقراطي الحاكم في امريكا حسب بعض الأدبيات (أوباما كلينتون بايدن بريجنسكي ) يدعون لتقديم نسخة محسنة واقعية من الإسلاميين عصرية براجماتية مسحوبة من عظم التشدد؟ لإعطائهم فرصة الحكم بالتشارك مع قوى سياسية بارزة ( دعه يعمل، دعه يمر) مع وجود آراء فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية؛ تؤكد وجود دليل على أن الإدارات الديمقراطية كان لها موقفًا يدعم أو يحابي الجماعات الإسلامية .صحيح أن هذه الإدارات لا ظهر ميلًا نحو أو تتبنى المواجهة الأيديولوجية مع الإسلاميين.
من الناحية النظرية؛ تذهب اراء اخرى إن برامج وأفكار الحزب الديمقراطي؛ هي الأبعد ما تكون عن أيديولوجية الإسلاميين؛ لأنها برامج يغلب عليه الطابع الليبرالي واللاديني في الكثير من الأحيان.
 وأمام خطوط التحالف الجديد المرسوم على تحليق مظلة الإصلاح ضمن الترتيبات الدولية والإقليمية؛ يجب فكفكه كل الملفات وتهدئة الجبهات وحل المشكلات وضعها على الطاولة ، يجب أن ينكفئ، ويتراجع التيار المحافظ في الأردن والبيروقراطي، وربما يظل الجلوس على أطلال الماضي هو الخيار ، فطيران الاصلاح المعولم سيحلق ولن يحمل من يبقى على الارض يلطم ويتحسر ويقف على الإطلال( لزوم ما لايلزم) .
وهناك شكل جديد وعباءة يجب أن يدخل فيها، والخاسرون -برأيي هولاء- سيتجاوزهم الزمن، وإن التيار الجديد وجماعة اليسار المتمدن وتيار الليبرالي مصطفى حمارنة مروان المعشر ينطلق بقوة ويتمدد، وقد أصبحت الساحة له منفردةً تقريبًا؛ لتطبيق الرؤى التي ظل ينادى فيها ، وجلبة الإصلاحات ،حيث جمع حمارنة وزراء سابقون وومسؤولون وكتاب ومريدون وطامحون وحالمون (كتلة حرجة) مع أشخاص مقربين وآخرين موزعين على مختلف المواقع المهمة بمواقع صنع قرار  ، وتلاقي ذلك وقد رصد وجود بروز تيار اسلامي براغماتي  صاعد له حضور على الساحة مع البروباغندا  ،ومعتدل يتحدث لغة العصر قادر على المناورة في صراعه التاريخي مع الدولة، ومستعد لخلع عباءة الماضي، الايدلوجي والانطلاق بالقطار الجديد للجلوس لتفاهمات على قاعدة تقاسم السلطات  
وتؤكد أدبيات  الليبراليين واليسار المتمدن؛ بتصريحات أن الأردن يحتاج إلى مقاربات وسياسات أخرى للانتقال إلى مراحل جديدة، ، والجهاز الإداري خرِب، مع اللجوء للمحاصصة لإدارة البلاد، وخلق زعامات، وشراء ذمم على حساب الموازنة العامة للدولة.وسط ذلك؛ يستبعد البعض سيناريوهات تحالف الليبراليين والإسلاميين والقفز الى النتائج قبل المقدمات وان هذة احلام طوباوية برأيهم من المبكر الحديث عنها واستباق النتائج ،ورغم التحذير من التحالف الجديد ، ولكن نشطاء التيار الليبرالي أن الأخطر والأسوأ؛ أن من يقودون عملية الإصلاح لا يؤمنون به،ولكن وامام كل ذلك لنعترف بسيطرة التيار واليسار المتمدن باجنداتة وجماعات ضغط محلية بتشبيك دولي من وراء البحار و يتحدث عنها البعض ، وتراجع التيار البيروقراطي والمحافظ والليبرالية الاصلاحية بفعل الهزات الارتدادية والعوامل الاقتصادية واختفاء منظومة الرعاية وبروز اقتصاد السوق والتيار الليبرالي ، حيث يبحث عن دور في زمن افتراضي زمن المشمشية كل الظروف مواتية.
فالدولة اليوم وجدت نفسها مع المنظمات المرتبطة (التمويل الأجنبي) ماوراء البحار وتمسك رقبتها بالتقارير التي ترسلها المنظمات لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والدول الأوربية وامريكا لهذا المطلوب ممارسة المرونة السياسية والتحمل لان التشبيك قوي ويؤلم في الخاصرة.
وفي النهاية الخطوط تتشكل والاراء تتقاذف الكثير من الممارسات التي لا تعبر عن خلفية تاريخية أو أيديولوجية مؤسسة وواضحة بشكل يحسم في طريقة الحكومة القادمة وآليات تدبير الصراع السياسي،فالتجربة حديثة والنظرية والى اين سائرة الامور دعونا ننتظرلاكتمال الطبخة والصفقة دوليا وإقليميا ومحليا فكل الاحتمالات واردة بقادم الايام