تجاذب فلسطيني حول عباس وعريضة تطلب إقالته وأخرى تتمسك به


السلطة ترفض الهجوم على رئيسها وتندد بـ”حملة مشبوهة تهدف إلى خدمة الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه”

خليل موسى مراسل @kalilissa ‏

رفضت السلطة الفلسطينية حملةً يقودها مئات الأكاديميين الفلسطينيين للمطالبة بعزل الرئيس محمود عباس من كل مناصبه، بسبب ما رأوا أنه “فشل مشروعه السياسي، وتحويله عملية أوسلو المرحلية إلى نظام دائم، وجعله السلطة مؤسسة ديكتاتورية يحكمها فرد واحد”.
واعتبر وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، أن الحملة “مشبوهة، وتهدف إلى تضليل الطريق، وتشويه الحقيقة، وتشتيت الانتباه”، مضيفاً أن “الشعب الفلسطيني تصدى لمثل هذه المؤامرات بوعيه، وسيبقى سداً منيعاً أمام أي محاولات تهدف إلى خدمة الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه”.
وصرح أبو سيف لإذاعة “صوت فلسطين” الرسمية، بأن “الشعب الفلسطيني وقيادته، ومنظمة التحرير، سيواصلون الدفاع عن حقوقهم المشروعة، ولن يلتفتوا إلى مثل هذه المؤمرات، التي لطالما أثبت شعبنا أنه لن يلتفت اليها، وسيبقى سداً منيعاً أمام كل من يحاول تشتيت أهدافنا نحو الحرية والاستقلال”.
وتطالب العريضة التي أطلقها أكاديميون وشخصيات فلسطينية عامة، تقيم معظمها خارج فلسطين، ووقع عليها أكثر من 2700 شخص، بـ”نزع ما تبقى من شرعية عن الرئيس عباس، والمطالبة باستقالته أو إقالته الفورية من مناصبه القيادية كلها: رئاسة السلطة، ورئاسة منظمة التحرير، ورئاسة حركة فتح”.
وعزت العريضة تلك المطالبات إلى “ثلاثة عقود من الفشل الذريع للرئيس عباس، وتراجع قضية فلسطين، وتآكل الحقوق الفلسطينية”، محملةً إياه مسؤولية “تجميد وإفشال حركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية وتغييبهما بشكل كامل عن ساحة النضال وتمثيل الفلسطينيين”.
وبحسب العريضة فإن عباس “حول عملية أوسلو المرحلية ومقامرتها الخطرة، إلى نظام دائم”، بالإضافة إلى “تحويله السلطة الفلسطينية إلى مؤسسة ديكتاتورية يحكمها فرد واحد”.

وأشارت العريضة إلى أن الرئيس عباس “يتحمل المسؤولية عن عدم إنهاء الانقسام لكونه الشخصية القيادية الأولى للشعب الفلسطيني، وإهماله لأي مشروع أو أفق نضالي وحدوي جدي وحقيقي”.
نسبة الرضا
وأشار استطلاع للرأي أجراه “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية” إلى أن نسبة الرضا عن أداء الرئيس عباس تبلغ 32 في المئة، بينما تصل نسبة عدم الرضا إلى 65 في المئة. وأظهر الاستطلاع أن 68 في المئة من المستطلعة آراؤهم يطالبون باستقالة الرئيس، فيما يريد 26 في المئة، بقاء الرئيس في منصبه.

“تجديد العهد”
وبعد خروج العريضة إلى العلن جددت مؤسسات وبلديات وفعاليات ونقابات ومثقفون في محافظتي جنين وطوباس “العهد والبيعة للرئيس محمود عباس، رئيساً لدولة فلسطين، رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية، والممثل الشرعي والوحيد لكافة أبناء شعبنا في الوطن والشتات”.
وأكدت عريضة وقعت عليها مؤسسات ونقابات وبلديات ومجالس قروية وأندية رياضية ومثقفون وفصائل منظمة التحرير “دعم الرئيس عباس المؤتمن على الثوابت، ورأس الشرعية الفلسطينية”.
وشدد موقعو العريضة على “التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، حامية المشروع الوطني، والقرار الوطني المستقل، والبيت الجامع وخط الدفاع الأول في مواجهة التحديات ومؤامرات التصفية والاقتلاع”.

ورفض الكاتب السياسي محمد هواش فكرة العريضة المناهضة لعباس ومضمونها ولغتها، معتبراً أن من يقف خلفها “أطراف تريد الانتقام، وتنتظر الفرصة للقضاء على رئيس منتخب”. وأشار هواش إلى أن “الحديث عن عزل الرئيس عباس غير مناسب، ولا تكون الدعوة لعزل أي رئيس إلا عندما يرتكب الخيانة العظمى”، مضيفاً أن “التغيير يكون عبر صناديق الاقتراع والانتخابات”.
واعتبر هواش أن عباس تعرض خلال السنوات الأربع الماضية إلى “ضغوط أميركية وإقليمية غير مسبوقة لتصفية القضية الفلسطينية”، قائلاً إنه “تمكن من التصدي لها بأداء ممتاز”.
وبدلاً من الدعوات إلى العزل، طالب هواش بإجراء الانتخابات وتوفير الفرص المناسبة لإجرائها.