رغم “الأخبار السعيدة”.. تغيرات درامية تضرب العملات الرقمية

عبد الحليم حفينة

بعد فترة من التراجع والإنهيار في سوق العملات الرقمية خلال شهر مايو الماضي، شهدت الأيام الأولى من شهر يونيو تغيرات دراماتيكية، بالتزامن مع جملة من الأخبار السعيدة التي أعادت الأسهم الخضراء إلى مؤشرات متابعة حركة العملات الرقمية.

وبحسب موقع “كوين ماركت كاب” المتخصص في تحليل العملات الرقمية، فإن الأيام السبعة الأخيرة، حتى ظهر الأحد 6 يونيو، شهدت ارتفاعا ملحوظا في نمو معظم العملات الرقمية الشهيرة؛ وصل عدد العملات الرقمية المتداولة إلى 10.296 عملة بإجمالي قيمة سوقية 1.645 تريليون دولار.

وصعدت عملة “البتكوين” بحوالي 1.5 بالمئة، وصعدت عملة “إيثيريم” بنحو 13 بالمئة، أيضا عملة “بينانس” صعدت بقيمة قاربت 20 بالمئة، في حين صعدت عملة “دوجكوين” بقيمة تجاوزت عتبة الـ 20 بالمئة.

هذا الصعود الأخير والمفاجئ جاء مدفوعا بجملة من الأسباب والعوامل، يرصدها لموقع “سكاي نيوز عربية” الخبراء والمحللين الاقتصاديين.

“غوغل” و”أبل”

أحد الأخبار التي دفعت بصعود العملات الرقمية، إعلان منصة “كوينباس”، الثلاثاء الماضي، عن بطاقة تُمكِّن المستخدمين المدرجين في القائمة البيضاء من استخدام العملات المشفرة للدفع على “أبل باي” و”غوغل باي” مع كسب ما يصل إلى 4 بالمئة من مبلغ الدخل.

في هذا الشأن يقول الخبير الاقتصادي أحمد معطي إن منصة “كوينباس” أحد أكبر منصات تداول العملات الرقمية في العالم، وهي مدرجة في البورصة الأميركية، مشيرًا إلى أن خبر السماح لعملاء المنصة بالشراء من شركتي “غوغل” و”أبل” يعد خبرًا إيجابيًا لمن يعملون في سوق العملات الرقمية.

لكن معطي يشير إلى أن هذا الاتفاق بين “كوينباس” وعملاقي التكنولوجيا لا يعتبر اعتراف منهما بالعملات المشفرة، منوهًا إلى أن التعاملات بين كوينباس وغوغل وأبل سوف تكون بالدولار الأميركي، بمعنى أن العميل يقوم بعملية الشراء بالعملة المشفرة عن طريق كوينباس، ثم تقول المنصة بتحويل قيمة العملة إلى الدولار الأميركي والدفع لـ “غوغل” و”أبل”.

ويردف: “هذا الخبر كان سيمثل فارقًا جوهريًا إذا كانت “كوينباس” ستقوم بالدفع بالعملات الرقمية، لكن لأنها تدفع بالدولار فالتأثير محدود”.

إيلون ماسك

يضيف الخبير الاقتصادي إلى أن هناك عوامل أخرى دفعت صعود العملات الرقمية مؤخرًا، مثل تدوينة إيلون ماسك عن الدوجكوين؛ إذ تضمنت تدوينته إشارة إيجابية إلى دوجكوين، الأمر الذي عزز من قيمتها السوقية.

أيضًا من ضمن العوامل التي دعمت عملة دوجكوين إتاحتها من قبل منصة “كوينباس” الخميس الماضي، وهو ما يفتح لها مجالًا أكثر اتساعًا للتدوال، بحسب ما يرى معطي.

كما يشير أيضًا إلى أن هناك عامل مهم لا يمكن إغفاله، وهو إدراج صندوق بيتكوين تحت رمز المؤشر BTCE في بورصة أكويس في لندن وباريس بداية يوم 7 يونيو.

ويختم الخبير الاقتصادي حديثه بقوله: “هذه العوامل ساعدت العملات الرقمية بكل تأكيد على الصعود خلال الأيام الماضية، لكنها في نفس الوقت لم تسترد كامل عافيتها منذ تجاوزت عملة البيتكوين عتبة 60 ألف دولار ثم وصولها إلى نحو 35 ألف دولار. مؤكدًا أن ارتفاع القيمة السوقية لجميع العملات لم يتخط حاجز الـ 2 في المئة مؤخرًا.

ثقافة الثراء السريع

من جانبه يرى الباحث الاقتصادي محمد عبد الرحيم أن سوق العملات الرقمية متذبذب للغاية، فلا توجد معايير واضحة لهذا السوق، فلا يوجد معيار علمي لصعودها وهبوطها، فهو سوق متأثر بالأخبار فقط.

ويضيف عبد الرحيم أن السياق الطبيعي لتداول العملات، أن تصدرها الحكومات، وتكون وسيط مقبول للتداول بين الجمهور، وبالتالي يتم تداولها على هذا الأساس؛ لافتًا إلى أنها ليست عملة بالمعنى المتعارف عليه ولا يمكن بناء اقتصاد دولة اعتمادًا عليها.

ويشدد الباحث الاقتصادي على ضرورة الحذر من التعامل مع هذا النوع من العملات، خاصة أنها مجرمة من معظم البنوك المركزية في العالم، مرجعًا سبب تدافع البعض نحو الاستثمار في هذا المجال إلى الرغبة في الثراء السريع.

واختتم عبد الرحيم قائلًا: “كثير من الشباب لديهم ثقافة الثراء السريع، وهي ثقافة سلبية، خاصة أننا نعيش في دول نامية تحتاج إلى العمل الدؤوب من أجل النهوض الاقتصادي”.