ماذا تقول رسائل فاوتشي عن تسرب كورونا من مختبر ووهان؟


كبير المستشارين الطبيين في البيت الأبيض ألمح للندم بشأن التقليل من الحاجة لارتداء قناع الوجه

إنجي مجدي صحافية

أثارت رسائل البريد الإلكتروني التي تم تبادلها مع أكبر متخصص في الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أثناء تفشي جائحة فيروس كورونا مزيداً من الأسئلة حول أصول الفيروس المميت، بعدما تكشف أن مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، ناقش مع زملائه عبر البريد الإلكتروني احتمال أن يكون الفيروس تسرب من مختبر مدينة ووهان الصينية، التي ظهر فيها المرض أولاً في أواخر 2019. 

ووفق إحدى الرسائل في فبراير (شباط) 2020، التي أرسلها طبيب أمراض جلدية وخريج كلية كورنيل يدعى مايكل جاكوبس، لفاوتشي، قال “نعتقد أن هناك احتمالاً بأن الفيروس قد تم إطلاقه من مختبر في ووهان، منطقة التكنولوجيا الحيوية في الصين”. وطلب جاكوب من فاوتشي مناقشة هذا الأمر بشكل أكبر، وتظهر الرسائل أن مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، مرر الرسالة إلى زميل آخر وكتب “الرجاء التعامل”. 

هذه الرسالة كانت واحدة من أكثر من 3200 صفحة من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بفاوتشي التي حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” وموقع “بارفيد” عبر قانون حرية المعلومات. 

وتظهر الرسائل أن كبير المستشارين الطبيين في البيت الأبيض تناول نظرية تسرب الفيروس من المختبر عدة مرات، فتضمنت رسالة في شهر أبريل (نيسان) 2020، بعنوان “المؤامرة تكتسب زخماً”، تسلمها فاوتشي من مدير المعاهد الوطنية للصحة، فرانسيس كولينز، رابطاً لمقال حول تسريب الفيروس. ووفقاً لموقع “بوسطن هيرالد”، فإنه تم تنقيح باقي رسالة كولينز ورد فاوتشي. 

رسالة مثيرة للجدل

وفي رسالة بريد إلكتروني أخرى في أبريل 2020، كتب مسؤول تنفيذي في “إيكو هيلث إليانز” EcoHealth Alliance ، وهي منظمة عالمية غير ربحية ساعدت في تمويل بعض الأبحاث في معهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات، إلى فاوتشي يشكره لاستبعاده نظرية المختبر، قائلاً “أردت فقط أن أقدم الشكر الشخصي نيابة عن موظفينا والمتعاونين، للوقوف علناً والقول إن الأدلة العلمية تدعم الأصل الطبيعي لـ”كوفيد-19″ من الخفافيش إلى الإنسان، وليس إصداراً مختبرياً من معهد ووهان لعلم الفيروسات”.

واعتبر عديد من المتخصصين في الصحة العامة أن تسريب الفيروس من معمل أمر غير مرجح. وتنص المعلومات الواردة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على ما يلي، “لا نعرف المصدر الدقيق للجائحة الحالية لمرض فيروس كورونا 2019 “كوفيد-19″، لكننا نعلم أنه جاء في الأصل من حيوان، من المحتمل أن يكون خفاشاً”.

لكن بعد أشهر من التقليل من هذا الاحتمال كنظرية هامشية، انضمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الشهر الماضي، إلى الضغط الدولي على الصين، لتكون أكثر انفتاحاً بشأن تفشي فيروس كورونا. ووجه بايدن أمراً لمسؤولي وكالات الاستخبارات الأميركية بـ”مضاعفة” جهودهم للتحقيق في أصول الجائحة، بما في ذلك أي احتمال بشأن تسرب الفيروس من مختبر ووهان.

ووفقاً لوسائل إعلام أميركية، كشفت مجموعة رسائل البريد الإلكتروني، التي احتوت في الغالب على دعوات لحضور مؤتمرات وطلبات ظهور إعلامي، أن فاوتشي لم يكن مقيداً أو خاضعاً للرقابة من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. وكتب فاوتشي في رسالة بريد إلكتروني في مارس (آذار) 2020 إلى زميل له، “لقد كنت صريحاً جداً في التصريح علناً أنني لست مكمماً أو قيد أي رقابة. أقول بالضبط ما أريد أن أقوله بناء على أدلة علمية… لا رقابة، لا قيد”. 

دفاع وندم

وبحسب “بوسطن هيرالد”، فإنه في بعض الردود على رسائل البريد الإلكتروني في وقت مبكر من الوباء، قال فاوتشي، إنه لا يوصي بارتداء القناع في المطار وأن السفر الداخلي آمن.

وفي مقابلة مع شبكة “سي أن أن”، الخميس، جادل فاوتشي بأن بعض رسائله أسيئ فهمها، ومن بينها رسالة البريد الإلكتروني التي تلقاها العام الماضي من مسؤول تنفيذي في شركة “إيكو هيلث إليانز”. لكنه في الوقت ذاته ألمح للندم على رسالة بريد إلكتروني في فبراير 2020، قلل فيها من الحاجة إلى ارتداء قناع الوجه (الكمامة).

وفي حين شكك فاوتشي، في تعليقات أدلى بها في مايو (أيار) الماضي، من أن يكون الفيروس نشأ بطريقة طبيعية، فإنه أشار خلال اللقاء مع “سي أن أن” إلى أن أصول الفيروس التاجي لا تزال غير مؤكدة قائلاً “لقد قلت دائماً، وسأقول لك اليوم، جون (المذيع)، إنني ما زلت أعتقد أن الأصل الأكثر ترجيحاً هو انتقاله من حيوان إلى إنسان، لكنني أبقى منفتحاً تماماً على أنه ربما كانت هناك أصول أخرى لذلك، قد تكون سبباً آخر، فقد يكون تسرباً في المختبر”.