بعضها فيه طرز لم تعد مستخدمة بسبب اختفاء القرى التي كانت تصنع فيها
في ثمانينيات القرن الماضي، خرجت مجموعة تتألف من 80 ثوباً تقليدياً مطرزاً، من الأراضي الفلسطينية إلى الولايات المتحدة مع نساء فلسطينيات، ولم تعد لثلاثة عقود تالية.
وعلى مر السنين، عملت لجنة الحفاظ على التراث الفلسطيني في واشنطن على الحفاظ على هذه الثياب، وعرضها في مختلف المدن الأميركية.
بحلول نهاية عام 2018، تعرّف ممثل للجنة إلى المتحف الفلسطيني في الضفة الغربية عبر تقرير تلفزيوني عنه، ليقوم بزيارته وتفقد مرافقه في وقت لاحق.
وعرضت اللجنة إعادة المجموعة للأراضي الفلسطينية والتبرع بها للمتحف ليحتفظ بها ويحافظ عليها.
العودة إلى فلسطين
وبمساعدة حملة تمويل جماعي، تمكن المتحف الفلسطيني من إعادة المجموعة إلى الضفة الغربية، وتوثيقها بشكل رقمي، وحفظها في منشأة يتم التحكم في درجة حرارتها لتصبح جزءاً من مجموعته الدائمة.
وأصبحت هذه القطع الفريدة من التراث الفلسطيني وتفاصيل رحلتها من الأراضي الفلسطينية إلى الولايات المتحدة وعودتها مرة أخرى، متاحة لجمهور عريض في معارض المتحف وأرشيفه الرقمي.
و”الثوب” الفلسطيني المطرز مكلف وثمين للغاية، وتحتفظ به النساء ضمن أثمن المقتنيات. وغالباً ما يشير تصميم الثوب والغرز المميزة له إلى المنطقة التي صنع فيها.
بعض الطرز لم تعد مستخدمة
وتقول مديرة المتحف الفلسطيني عديلة عايد، إن بعض الطرز لم تعد مستخدمة اليوم بسبب اختفاء القرى التي كانت تصنع فيها بعد عام 1948، وبسبب تطور قواعد الملبس أيضاً.
وأضافت، “في الحقيقة مجموعة الأثواب هذه أثواب تاريخية… العدد الأكبر منها لم يعد يحاك أو يخيط حالياً من قبل المرأة الفلسطينية. وتم نقل هذه المجموعة في أوائل ثمانينيات القرن الماضي إلى أميركا لمنع تعرضها للتلف والنهب. وهناك عدد من السيدات الفلسطينيات والعربيات المقيمات في أميركا، قررن الاحتفاظ بهذه المجموعة وصيانتها لتأسيس متحف فلسطيني في فلسطين، واحتفظن بالمجموعة على أحسن وجه وعرضنها في عدة مدن أميركية”.
ومضت قائلةً، “كثير من القُطب (الغُرز) والدرزات (أنواع التطريز) ومن أنواع الأثواب لم تعد تحاك، لأن القرى والأماكن الفلسطينية التي كانت تنتجها محيت من الخريطة خلال النكبة أو بسبب طبيعة الحياة الاجتماعية… والحياة العصرية ومتطلبات الزي الحديث وتغييره”.
تراث الأجداد
بهاء الجعبة، مدير مختبر الترميم، قال من جهته، “نحن نحافظ عليها… نرممها لأن جزءاً كبيراً منها بحالة سيئة وتحتاج للترميم وعمليات عناية خاصة”، مؤكداً أن مختبر الترميم سيحقظ الأثواب “لسنوات طويلة جداً”، تزامناً مع “إجراء معارض تراثية في فلسطين” وخارجها.
وعن أهمية الثوب التقليدي المطرز بالنسبة للنساء الفلسطينيات، تقول ميوفة عبد الفتاح جرادات من قرية سعير، “بالنسبة لي هذا عزي وشرفي، طبعاً أنا متمسكة به لأنه من أمي وجدتي وأجدادي”.