من تكونين! ..

د.أسمهان ماجد الطاهر

يقول أحد الكتاب “المسافات تخلق الإبداع، بعكس ما يظن الناس، من يعرف كيف يبتعد، من يجرؤ على الابتعاد، من يخطو قليلًا إلى الوراء لا تباغته الحياة”أريد الرحيل بعيدا أحب التجول وحيدة مثل السحاب الذي يطفو على الوديان والتلال الشامخة، كالنجوم العالية التي يلمع وميضها في الأفق.أريد أن أعيش عزلتي البرية، أتسلق الشوق، لأرى مدى اتساع العالم، وأكتشف جزء من نفسي. أعثر على سري الذي يختبئ داخل قلبي. السماء زرقاء، والريح تغني بأعلى صوت من حولي. وجمال الطبيعية يتباهى أمامي مثل الطاووس، يجدد الدهشة والشغف بداخلي.أريد أن يمر الوقت متسلسلًا بلا مبالاة. تركت الساعات والأيام والسنوات تنزلق بعيدًا عني. كل ما أريده هو الاستيقاظ بقلب ينبض بنفس النغمة. الهدوء في النهار، نوم عميق. راحة البال، البراءة، والتأمل هما كل ما أريد.في الليل تتوهج أضواء قوس قزح أمامي، وأنا أقف وأتأمل وكأنني في حلم جميل. الحلم كذبة لذيذة قد تجعل قلبك يحكم الكون ويضع قوانين جديدة له. هدوء الكون من حولي يحرك إحساسي، تمر من أمامي كل الأصوات والمشاهد، مكالمات بعيدة، مكالمات قريبة. حنين يناديني لكنني لم أستطع إحضار عواطفي معي. اسمحوا لي أن أعيش، غير مرئي، غير معروف. لم أعد أريد أن أكون كما يريدون لي أن أكون – لا أرغب برؤية ما يراه الآخرون. قررت أن أنسى، وأصمت، ذلك الصمت الشاحب الغير مبالي.‏لا أريد سماع لغة مقيدة بالسلاسل، تشبه روح اعتادت أن تعيش العمر أسيرة، مستسلمة لمن ‏استعبدها.فجاءة قررت كسر القيود المثبتة حولها معلنة بصراحة أريد أن أتنفس الحرية.لم أعد أبالي بشمس الظهيرة. قدري مكتوب براحة كفي فيه النبوءات والكلمات. أرسم بيدي بكل ثقة الخطوط والدروب والرموز.أعيش بسكينة وردة برية، يليق بها أن تملك الضوء الذي لا ينطفئ، العطر الذي لا ينضب. يحق لها أن تكون وردة لا تذبل، وماء عذب.نعم؛ يليق بها كامرأة أن تكون كل الأشياء السعيدة التي لا يمكن أن يعبرها الحزن. مر الليل من أمامها فسالها من تكونين أجابت: “‏أنا مجرد كاتبة تحاول أن تخترع نفسها كل يوم”، ولذا فأنا امرأة تلامس الخيال وتتقن اختزال المسافات.a. altaher@youthjo. com