كورونا حول العالم وسلالات جديدة

الفيتنام تكتشف سلالة جديدة “تنتشر بسرعة في الهواء”

الروس يشعرون بالارتياب ويرفضون تلقي لقاح “سبوتينك-في” و”الصحة العالمية” تعتبر أن السياسة “تسمم” التحقيق

مدينة صينية تغلق حيا بالكامل بسبب تفشي فيروس كورونا

نقلت صحيفة فن إكسبريس الإلكترونية عن وزير الصحة الفيتنامي نجوين ثانه لونج قوله، اليوم السبت، إن بلاده اكتشفت سلالة جديدة من فيروس كورونا، وهي مزيج من سلالة كوفيد-19 الهندية والبريطانية وتنتشر بسرعة عن طريق الهواء.

وبعد نجاح احتواء فيروس كورونا معظم العام الماضي تتصدي فيتنام حالياً لتفشٍ ينتشر بسرعة أكبر. وأصيب نحو 3600 شخص بكورونا في 31 من بين 63 من مدن وأقاليم فيتنام منذ أواخر أبريل (نيسان) فيما يمثل أكثر من نصف إجمالي الإصابات في البلاد. وقال لونج، “بعد إجراء التسلسل الجيني على مرضى تم اكتشافهم حديثاً اكتشفنا سلالة جديدة وهي مزيج من الهند والمملكة المتحدة “. ونقلت فن إكسبريس عن لونج قوله، “إن فيتنام ستعلن عن السلالة المكتشفة حديثا للعالم قريباً”.

وفي سياق ذي صلة، حذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من أن السياسة تعرقل جهود الكشف عن مصدر وباء كوفيد-19، مشددة على أن العلماء بحاجة إلى المساحة التي تمكنهم من أداء عملهم لحل اللغز.

وقال مدير عام برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين للصحافيين “نطلب بفصل العلم عن السياسة وبأن نُترك لإيجاد الإجابات التي نحتاجها في أجواء مناسبة وإيجابية”. وحذر من أن “هذه العملية برمتها تتعرض للتسميم من السياسة”.

وتواجه المنظمة التابعة للأمم المتحدة ضغوطاً متزايدة لإجراء تحقيق جديد ومعمق أكثر بشأن منشأ فيروس كورونا، لكنها لم تضع حتى الآن إطاراً زمنياً لذلك.

انتظار تحقيق نهائي

وأمر الرئيس الأميركي جو بايدن أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة بالتحقيق حول ما إذا كان وباء كوفيد-19 ظهر في الصين من مصدر حيواني أم نتيجة حادث مختبر.

وتمثل الخطوة مؤشراً على نفاد صبر جهات دولية عديدة بانتظار تحقيق نهائي لمنظمة الصحة العالمية بشأن كيفية انتشار الوباء الذي أودى بأكثر من 3,5 مليون شخص حول العالم.

كما ضغط الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأخرى خلال اجتماع جار للدول الأعضاء في منظمة الصحة من أجل الحصول على توضيحات حيال الخطوات المقبلة التي تنوي الهيئة الأممية اتخاذها لكشف الغموض حول منشأ كورونا، وهو أمر أساسي من أجل تجنب أوبئة مستقبلية.

لكن منظمة الصحة العالمية أعلنت، الجمعة، أنها لا تزال بانتظار توصيات فريق من خبراء منظمة الصحة التقنيين بشأن طريقة المضي قدماً.

وأفادت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية فاضلة شايب الصحافيين أن “الفريق التقني سيعد مقترحاً بشأن الدراسات المقبلة التي سيتوجب إجراؤها وسيرفعه إلى المدير العام”. وتابعت “سنعمل بعد ذلك مع الدول الأعضاء بشأن الخطوات المقبلة”، مشيرة إلى عدم وجود إطار زمني لذلك.

وأرسلت منظمة الصحة العالمية، أخيراً، فريقاً من الخبراء الدوليين إلى ووهان بؤرة الوباء الأولى في الصين في يناير (كانون الثاني)، بعد أكثر من عام على ظهور أولى الإصابات بكوفيد-19 في المدينة أواخر 2019، للمساعدة في التحقيق لكشف مصدر الوباء.

لكن تقريرهم الذي نشر أواخر مارس (آذار) بعد تأخير طويل، لم يتضمن أي استنتاجات ثابتة واكتفى الخبراء الدوليون والصينيون بطرح سلسلة نظريات رتبوها بناء على مدى احتمال صحتها وفق اعتقادهم.

وجاء في التقرير أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن يكون الفيروس انتقل من الخفافيش إلى البشر عبر حيوان وسيط، بينما صنف نظرية تسرب الفيروس من مختبر بأنها “مستبعدة بدرجة كبيرة”.

انتقادات لغياب الشفافية

وواجه التحقيق والتقرير انتقادات لغياب الشفافية والقدرة على الوصول إلى المعلومات الضرورية ولعدم تعمقه بشكل أكبر في نظرية تسرب الفيروس من مختبر إذ خصصت 440 كلمة فقط ضمن التقرير للتطرق إلى هذه الفرضية ودحضها.

كما واصل مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الإصرار بأن جميع الفرضيات مطروحة وهناك حاجة لمزيد من التحقيق.

واكتسبت نظرية تسرب الفيروس من مختبر متخصص في هذا المجال في ووهان مزيداً من الزخم في الولايات المتحدة، أخيراً، بعد ما اعتُبرت طويلاً بأنها مجرد نظرية مؤامرة يمينية فيما رفضتها بكين بشكل قاطع.

وأكد عدد من العلماء الدوليين البارزين وجوب التعمق في الفرضية ودراستها علمياً بشكل أكبر. وقال راين “لدى كل دولة وكيان حرية التمسك بنظرياتها الخاصة بشأن المصدر.. إنه عالم حر”.

لكنه اشتكى من أن النقاش بشأن عملية البحث عن مصدر الفيروس ودور منظمة الصحة العالمية فيها يزيد من صعوبة التركيز على الجانب العلمي. وقال “وضع منظمة الصحة العالمية في موقع كهذا أمر غير منصف بالنسبة للعلم الذي نمارسه”.

وتابع “يضعنا ذلك كمنظمة، بصراحة، في موقع من المستحيل على أساسه إيصال جميع الإجابات التي يريدها العالم”.

الروس يرفضون تلقي لقاح “سبوتينك-في”

بعد أشهر من بدء حملة التلقيح المتثاقلة على الرغم من رفع معظم القيود الصحية، تدق السلطات ناقوس الخطر، إذ إن موجة إصابات جديدة تبدو قريبة. وقال الرئيس فلاديمير بوتين، الأربعاء، “أبقوا في أذهانكم أن اللقاح الروسي هو الأكثر موثوقية، والأكثر أماناً اليوم”.

من جهته، أبدى رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبانين استغرابه لأن “الناس ما زالوا يموتون ولا يريدون تلقي اللقاح!”. وتلقى نحو 11 مليون شخص جرعتين من اللقاح من أصل أكثر من 146 مليون روسي.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أنه فيما تنتشر طوابير الانتظار الطويلة لتلقي اللقاحات في العالم، يتردد الروس في ذلك، فهم ينظرون بحذر إلى اللقاح والجهات التي طورته.

في الساحة الحمراء، يمكن لسكان موسكو أن يتلقوا اللقاح مجاناً ومن دون موعد في متجر غوم الفاخر، على غرار مراكز تجارية وحدائق كثيرة. لكن هنا كما في أماكن أخرى، يكاد لا يتقدم أحد لتلقي اللقاح.

وبحسب استطلاع حديث أجراه معهد ليفادا المستقل، فإن أكثر من 60 في المئة من الروس الذين شاركوا في الاستطلاع قالوا، إنهم لا ينوون تلقي اللقاح. 

مثلجات وهدايا

ولجذب الرافضين، تقترح السلطات المثلجات أو هدايا أخرى وحتى ألف روبل (11 يورو) للمتقاعدين، إذ إن بوتين وضع هدف بلوغ المناعة الجماعية في الخريف المقبل، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويشرح عالم الاجتماع أليكسي ليفينسون من معهد ليفادا أن الروس ببساطة لا يؤمنون “بأن اللقاح تمكن من تخطي كافة التجارب” ويخشون “آثاراً جانبية” محتملة علماً أنهم يسيئون تقدير مخاطر المرض.

ويضيف أن روساً كثراً شهدوا على مدى عقود الدعاية السوفياتية ثم الروسية، يعتبرون أن “الأهداف السياسية” للكرملين الذي أراد إعلان التوصل إلى لقاح أولاً، “لها قيمة أكبر من الصحة العامة” بالنسبة إليه.

ويوضح ليفينسون أنه كذلك في صيف عام 2020، “تم تجاهل (المخاطر الصحية) بشكل علني بهدف تنظيم التصويت على تعديلات الدستور” التي تسمح لبوتين بالبقاء رئيساً حتى عام 2036.

ويرى عالم الاجتماع أن “الريبة حيال السلطات والقطاع الطبي” الذي شهد إصلاحات خلال سنوات 2000، فضلاً عن انعدام الثقة في إحصاءات الوفيات غذت هذا الرفض.

وأعلنت روسيا أنها طورت ثلاثة لقاحات، “سبوتنيك-في” هو الأكثر استخداماً منها، والوحيد الذي تم تقديم طلبات لترخيصه في الخارج.

تراجع الإصابات في فرنسا

أعلنت فرنسا أن عدد من يعالجون في وحدات العناية المركزة بسبب الإصابة بكوفيد-19 انخفض بواقع 102، مسجلاً 3104 حالات، الجمعة، بينما تراجع العدد الإجمالي لمن يتلقون العلاج في المستشفى بسبب المرض بواقع 669 مريضاً إلى 17272.

ويقل الرقمان بشكل كبير في الأسابيع الماضية على الرغم من أن الحكومة خففت تدريجاً من إجراءات العزل العام وحظر التجوال.

وسجلت فرنسا 11268 إصابة جديدة مما رفع الإجمالي إلى خمسة ملايين و640 ألفاً. وشكلت الزيادة بين أسبوع وآخر بنسبة 1.2 في المئة أقل نسبة منذ بداية الجائحة.

كما أعلنت وزارة الصحة، الجمعة، عن تسجيل 125 وفاة جديدة بالمرض منها 27 في دور للرعاية على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

“إغلاق كامل” في ماليزيا

أعلن رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين، الجمعة، عن فرض “إغلاق كامل” في أنحاء البلاد بدءاً من يونيو (حزيران) مع بلوغ أعداد المصابين بفيروس كورونا مستويات قياسية.

وقال محيي الدين، إن الإغلاق الأشد صرامة الذي سيبدأ من الأول وحتى 14 يونيو سيطبق على كل الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية ولن يُستثنى من ذلك إلى الخدمات الضرورية.

وتزايد انتشار كوفيد-19 في الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا في الأسابيع الأخيرة، ويعود السبب جزئياً إلى السلالات المتحورة من الفيروس التي تنتقل بسرعة شديدة.

وأوضح محيي الدين في بيان أنه “في ضوء الارتفاع الأخير في أعداد الإصابات اليومية الذي أظهر اتجاهاً تصاعدياً على نحو كبير، أصبحت قدرة المستشفيات في أنحاء البلاد محدودة في معالجة مرضى كوفيد-19”.

وسجلت ماليزيا 8290 إصابة جديدة بفيروس كورونا، الجمعة، وهو رابع يوم على التوالي تسجل فيه الإصابات أعداداً قياسية ليصل العدد الإجمالي إلى 549514. كما سجلت 61 وفاة جراء الفيروس.

الصين تسجل 16 إصابة جديدة

قالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، اليوم السبت، إن بر الصين الرئيس سجل 16 إصابة جديدة بكوفيد-19، الجمعة، ارتفاعاً من سبع حالات قبل يوم.

وذكرت اللجنة في بيان، أن 14 من الحالات الجديدة واردة من الخارج.

وقالت، إن عدد الإصابات الجديدة التي لا تظهر عليها أعراض بلغ 14 نزولاً من 26 إصابة قبل يوم. ولا تصنف الصين تلك الإصابات على أنها حالات إصابة مؤكدة.

ويبلغ حالياً إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 في بر الصين الرئيس 91061 في حين لا يزال عدد الوفيات ثابتاً عند 4636.

أغلقت السلطات الصينية مدينة قوانغتشو، جنوبي الصين، أحد الأحياء وأمرت السكان بالبقاء في منازلهم، اليوم السبت، للخضوع لفحص فيروس كورونا بعد زيادة عدد الإصابات بالفيروس، الأمر الذي أزعج السلطات.

وأبلغت مدينة قوانغتشو، وهي مركز تجاري وصناعي يقدر عدد سكانها بحوالي 15 مليون نسمة، عن 20 إصابة جديدة خلال الأسبوع الماضي.

ورغم أن عدد الإصابات يعد ضئيلا مقارنة بآلاف الحالات اليومية في الهند المجاورة، لكنه أزعج السلطات الصينية التي اعتقدت أنها وضعت المرض تحت السيطرة.

ونقلت صحيفة “غلوبال تايمز” الرسمية عن السلطات الصحية قولها إن انتشار العدوى كان “سريعا وقويا”، وفقا لوكالة الأسوشيتد برس.

وتم تطبيق أمر الاختبار الصادر اليوم السبت على سكان 5 شوارع في منطقة ليوان بوسط مدينة قوانغتشو، الواقعة إلى الشمال من هونغ كونغ.

كما تم إغلاق الأسواق المفتوحة ومراكز رعاية الأطفال وأماكن الترفيه، إضافة إلى حظر تناول الطعام داخل المطاعم، في حين تم إبلاغ المدارس بوقف الحضور الشخصي للطلاب

وصدرت أوامر للمواطنين في أجزاء من 4 مناطق مجاورة بالحد من النشاط في الهواء الطلق.

يشار إلى أن الصين تبلغ عن عدد قليل من الحالات الجديدة كل يوم، لكنها تقول إنها تعتقد أن جميعهم تقريبا أصيبوا في الخارج.

وبلغ العدد الرسمي للوفيات في البر الرئيسي 4,636 من أصل 91,061 حالة إصابة مؤكدة.

واليوم السبت، أبلغت لجنة الصحة الوطنية عن حالتين جديدتين من العدوى المحلية في قوانغتشو و14 حالة في أجزاء أخرى من البلاد قالت إنها جاءت من الخارج.

وتقول وسائل الإعلام الحكومية إن معظم الإصابات الأخيرة في قوانغتشو يعتقد أنها مرتبطة برجل يبلغ من العمر 75 عاما تم اكتشاف إصابته في 21 مايو بسلالة ظهرت لأول مرة في الهند. وعاش معظم الآخرين معا أو حضروا مأدبة عشاء مع الرجل.

وانتشرت هذه العدوى إلى مدينة نانشان القريبة، حيث تم الإبلاغ عن حالة واحدة مؤكدة جديدة وحالتين بدون أعراض اليوم السبت بعد اختبار أشخاص من قوانغتشو، وفقا لصحيفة غلوبال تايمز.

يشار إلى أن السلطات الصحية في الصين أعلنت اليوم أن عدد من تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا في الصين بلغ 603 ملايين شخص.

الجدير بالذكر أيضا، أنه تم الإبلاغ في دولة فيتنام المجاورة، عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا، تنتشر بسرعة عن طريق الهواء.

ونقلت صحيفة “فن إكسبريس” الإلكترونية عن وزير الصحة الفيتنامي نجوين ثانه لونغ قوله، إن بلاده اكتشفت سلالة جديدة من فيروس كورونا، وهي مزيج من سلالة كوفيد-19 الهندية والبريطانية، وتنتشر بسرعة عن طريق الهواء.

وقال لونغ: “بعد إجراء التسلسل الجيني على مرضى تم اكتشافهم حديثا، اكتشفنا سلالة جديدة وهي مزيج من تلك التي ظهرت في الهند والمملكة المتحدة”، حسبما نقلت “رويترز”.