بعد “عقوبة تأديبيّة” لنائب “الزحف العشائري” نجم جديد يجذب أضواء الشعبوية في الأردن.. اجتهادات في العودة للقبيلة ما قبل الدولة و”تحيّة عسكريّة” للشعب واحتقانات في الشارع وجلسة تصويت سريّة

واصل عضو البرلمان الأردني المناكف والمعارض أسامة العجارمة احتفالاته الشخصية وحتى تلك الاحتفالات المعنية بقواعده الانتخابية وبأبناء عشيرته نكاية باخفاق مجلس النواب وبإخضاع موقفه ودفعه للاعتذار الى زملائه من اعضاء المجلس بعد ما خالف النظام الداخلي وشتم  مجلس النواب في عبارة شهيرة  اثارت جدلا واسع النطاق منتصف الاسبوع الماضي.
ورغم تصويت مجلس النواب في جلسة سرية على عقوبة تأديبية خاصة ضد العجارمة بتجميد عضويته لمدة عام إلا أن الاخير بدأ يحظى بشهرة متزايدة مثيرا العديد من الزوابع الشعبوية ومستقبلا للمزيد من المؤيدين والأنصار.
 ورغم الوساطة التي قام بها عضو مجلس النواب خليل عطية  الا ان الانطباع العام وسط النواب او وسط فريق كبير من النواب قضي بأن العجارمة امتنع رغم إتاحة الفرصة له عن تقديم اعتذار مباشر من مجلس النواب ومن زملائه الذين أساء لهم لكنه بدلا من الاعتذار وجه تحية بيديه لجميع أعضاء مجلس النواب واعتبر بعض النواب أن توجيه التحية هي بمثابة اعتذار، الأمر الذي لم يقبل به النواب الذين اشتبكوا لفظيا في وقت سابق مع العجارمة.
العجارمة كان قد شتم مجلس النواب وخالف النظام الداخلي أثناء اعتراضه في جلسة خاصة على انقطاع التيار الكهربائي رابطا بين الامر وبين اعاقة الزحف العشائري الذي كان قد رعاه وطالب به نحو العاصمة عمان لأسباب سياسية ولأغراض التضامن مع قضية الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى.
  عبر نشاطه الإعلامي الإلكتروني ظهر النائب العجارمة في جملة مناكفة استعراضية وشعبوية مجددا فيما كان أبناء عشيرته قد هددوا بمساندته والوقوف في وجه اي شخص يمكن أن يحاول إخضاع النائب باعتباره ممثلا  للأمة والوطن.
 وظهرت فيديوهات مع موسيقى تصويرية والمقتضيات الفنية رافقت الحملة التي يقوم بها النائب العجارمة تجنبا لخيار معاقبته في الاعتبارات السلوكية والتأديبية بمعنى فصله من مجلس النواب أو تجميد عضويته لمدة عام وذلك طبعا قبل جلسة سرية إنتهت بعقوبة التجميد.
وكان رئيس مجلس النواب عبد المنعم العودات قد رفع الاربعاء جلسة لم تكتمل لأن النائب العجارمة رفض الاعتذار فيما كان  في وقت سابق العودات قد احال ملف العجارمة والاساءة المفترضة الى اللجنة القانونية للتحقيق فيها فيما عقدت جلسة التصويت بسرعة صباح الخميس.
 وأظهر النائب العجارمة سلوكا مناكفا للغاية لقيادة مجلس النواب وللعديد من المؤسسات الرسمية خصوصا بعد الاضطرار لتوفير غطاء أمني لانعقاد جلسة النواب ليوم الثلاثاء ويبدو أن النية تتّجه للتصعيد ايضا ضد عجارمة حيث أصر عدد كبير من النواب على محاسبته  والتحقيق معه بسبب طريقته في الاستعراض وطريقته في الإساءة لزملائه و المساس بهيبة مجلس النواب.
وتقرّر عقد جلسة نيابية خاصة تبحث قرار اللجنة القانونية التي أحيل إليها ملف العجارمة الشهير بمناكفاته والتي تثير ضجيجا واسع النطاق على المستوى المحلي خصوصا وأنه يكرر اللجوء إلى العباءة العشائرية والقبلية في خطاباته ذات البعد السياسي أو الوطني أو حتى المداخلات المعنية بقطاع الخدمات.
ولاحقا لإصراره على عدم الاعتذار زار العجارمة منطقته الانتخابية  واستقبل من خلال الالاف من المواطنين والانصار وشوهد يؤدي التحية الخاصة بالحياة العسكرية أمام الجمهور الذي استقبله وحمله على الأكتاف لإظهار الاحترام والتقدير في الوقت الذي تصاعدت فيه أسئلة حيوية وحساسة حول العلاقة بين القبيلة والدولة.
وبالتالي هذه الاستعراضات الهدف منها منع محلس النواب عمليا والأسباب عشائرية ومناطقية من اتخاذ  عقوبة ضد النائب العجارمة الذي تعهّد مواصلة مشواره والعمل على تحقيق الزحف العشائري للعاصمة عمان تنديدا بالاحتلال الإسرائيلي ونصرة لحقوق الشعب الفلسطيني كما صرّح أكثر من مرة.
 لكن يبدو أن تصرفات العجارمة تثير القلق على مستوى مراكز القرار في الدولة الأردنية ويبدو أن الضوء الأخضر صدر لإبعاد العجارمة بعملية نظامية قانونية من داخل مجلس النواب بعد ما ساهمت عباراته في تجريح جميع الأطراف بما في ذلك زملائه في المجلس الذين رفض الاعتذار لهم.

راي اليوم