“هجوم عنيف” على نتنياهو من أقرب مؤيديه بعد قرار وقف النار

قال نواب يمينيون في إسرائيل، بمن فيهم بعض الحلفاء المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن وقف إطلاق النار، الذي أُقر مساء الخميس، “سيضر إسرائيل بشدة”.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، دخل حيز التنفيذ في الساعة 11 مساءً بتوقيت غرينتش (الثانية فجر الجمعة بتوقيت القدس).

“نتنياهو من رعى حماس”

ووصف أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، وقف إطلاق النار بأنه “فشل آخر لنتنياهو”. 

وقال في تصريحات للقناة الـ 12″ الإسرائيلية، إن “حماس كانت في وضع يسمح لها بتهديد إسرائيل بسبب التساهل السابق للحكومة تجاه الحركة”، وإن “وقف إطلاق النار يمكن أن يعززها”، مضيفاً أن “الشخص الذي رعى حماس، ومكّنها من الوصول إلى ما هي عليه اليوم، هو نتنياهو”.

في حين حذّر زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو من أنه “إذا تضمن اتفاق وقف إطلاق النار تنازلات بشأن القدس، فإنه يمكنه نسيان تشكيل الحكومة”.

وقال سموتريتش على حسابه في “تويتر”: “إنني أمنحك حالياً الفضل في إدارة الحملة العسكرية، لكن إذا تضمن الاتفاق تفاهمات مع حماس، صراحة أو ضمنياً بخصوص القدس، يمكنك أن تنسى تشكيل حكومة”، داعياً نتنياهو إلى “عدم الاستسلام بشأن جبل الهيكل، أو خطط لطرد فلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية”.

كما غرد سموتريتش وجميع نواب حزبه الخمسة الآخرين، برسائل متطابقة وقالوا فيها: “لا لوقف إطلاق النار. نعم لانتصار حاسم”.

وأشار إيتمار بن غفير، الذي يرأس حزب “قوة يهودية”، إلى أنه “لا يمكنه دعم نتنياهو، إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس”.

وتابع في بيان: “سكان الجنوب أقوياء وعازمون، لكن الحكومة الإسرائيلية للأسف ليست كذلك (…) أخجل الليلة من الحكومة الإسرائيلية، وأعتقد أن وقف إطلاق النار بصق في وجه سكان الجنوب”، مضيفاً أن “وقف إطلاق النار، استسلام للإرهاب والضعف، وعلى رئيس الوزراء أن يفهم أننا لن نقبله بأي ثمن”.

أما نائب وزير الأمن العام غادي يفركان من حزب “الليكود” الذي يرأسه نتنياهو، فغرّد على حسابه في “تويتر” قائلاً: “وقف إطلاق النار دون إعادة جثث الجنود الذين أسرتهم حماس في 2014، ومدنيان إسرائيليان محتجزان حالياً لدى الجماعة كان مكافأة للإرهاب”.

وأضاف: “على الحكومة الإسرائيلية واجب أخلاقي بإعادة أبنائنا الآن، يمكن لإسرائيل أن تطلق سراح آلاف الإرهابيين في المستقبل إذا لم ننتهز الفرصة الآن”.

من جهته، انتقد جدعون ساعر زعيم حزب “الأمل الجديد” اليميني، خطة الحكومة الإسرائيلية، قبل ساعات من تصويت مجلس الوزراء بهذا الشأن، قائلاً إن “وقف إطلاق النار سيضر بشدة بالردع الإسرائيلي ضد حماس، والجماعات المسلحة الأخرى”، وفق ما أورده موقع “تايمز أوف إسرائيل”.

وأضاف أن “وقف النشاط العسكري الإسرائيلي من دون فرض أي قيود تمنع تسليح حماس وتقويتها، ومن دون عودة الجنود والمدنيين المحتجزين في غزة، سيكون فشلاً سياسياً سيدفع ثمنه لاحقاً”.

“عديمة الفائدة”

وكشف تقرير إسرائيلي أن وزراء في الحكومة الإسرائيلية، وجهوا انتقادات شديدة اللهجة لأداء المؤسسة الأمنية في القتال الأخير مع غزة، وذلك خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، التي عقدت مساء الخميس، وبحثت وقف إطلاق النار.

وادعت الحكومة الإسرائيلية، تحقيق “إنجازات كبيرة” في الحرب على قطاع غزة، في بيان رسمي صدر عن رئيسها بنيامين نتنياهو، أعلن فيه “قبول المقترح المصري لوقف إطلاق النار”.

ورغم ذلك، أشارت صحيفة “هآرتس” إلى قلق نتنياهو والوزراء الأعضاء في الكابينيت من انتهاء “العملية العسكرية” على غزة، وسط أجواء تعكس انتصاراً لـ”حماس”.

ووجه وزراء في الكابينيت انتقادات حادة للاستخبارات الإسرائيلية، التي وصفت بـ”عديمة الفائدة”، وذلك لـ”عجزها عن طرح أهداف من شأنها تغيير واقع الهجوم الإسرائيلي على القطاع، وقيل خلال الجلسة إن العدوان الذي دام 12 يوماً وراح ضحيته 232 فلسطينياً، لم يحقق أي نتيجة عملياتية ناجحة”.

“الانتخابات الإسرائيلية”

وكان نتنياهو أمر بانعقاد مجلس الوزراء الأمني ​​رفيع المستوى مساء الخميس، لمناقشة العمليات العسكرية الجارية في غزة وكذلك الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الجهات الأجنبية للتوسط في وقف إطلاق النار، في حين صوّت الوزراء خلال الاجتماع لصالح اقتراح وقف إطلاق النار.

وبعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومة في أعقاب انتخابات 23 مارس الماضي، تم منح زعيم حزب “هناك المستقبل” يائير لابيد حتى 2 يونيو لمحاولة القيام بذلك، وكان هو وزعيم حزب “يمينا” نفتالي بينيت، على وشك إبرام اتفاق ائتلافي بدعم من حزب “راعم” الإسلاموي، عندما اندلع القتال مع غزة الأسبوع الماضي، ما دفع زعيم حزب “راعم” منصور عباس إلى التراجع.

ومع اقتراب انتهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وغزة الآن، بدأ السياسيون الذين ظلوا صامتين إلى حد كبير بشأن تشكيل الائتلاف طوال فترة القتال، في الاستعداد للمفاوضات المقبلة، وإمكانية إجراء الانتخابات الخامسة في غضون عامين ونصف.

وإذا فشل لابيد في تشكيل ائتلاف خلال 28 يوماً، يمكن لأغلبية المشرعين محاولة تأييد أي عضو في الكنيست كرئيس للوزراء.