محمد فرج- القاهرة
نشطت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، وبسبب الحرب في غزة على مدار الأيام الماضية، دعوات لوضع علامة “التقييم السلبي” بنجمة واحدة، لعدة تطبيقات تواصل من بينها “فيسبوك”، بعد اتهام التطبيق بالتضييق على المحتوى الفلسطيني وحظر منشورات وحسابات بشكل جزافي دون أن تحمل مخالفات صريحة لمعايير النشر على المنصة.. فهل نجحت تلك الدعوات؟
تسابق عديد من المستخدمين إلى الاستجابة لهذه الدعوات، ومنهم من شارك صوراً لتقييمه للموقع مذيلاً بتعليقات متباينة، توزعت ما بين اتهام تلك التطبيقات بـ “العنصرية ضد الفلسطينيين” وانحيازها لإسرائيل، وغيرها من الاتهامات المشابهة.
ودفع ذلك إلى تراجع تقييم “فيسبوك” و”إنستغرام” على غوغل بلاي وApp Store بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، وهو ما عدّه المشاركون في الحملة نوعاً من “العقاب” أو “التعبير عن الاعتراض” على سياسة تلك المنصات.
خبير أمن المعلومات، وليد حجاج، يقول في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تراجع تقييم أي تطبيق ونزوله إلى معدلات منخفضة، يؤثر بدوره على ظهوره على المنصة أو الـ store ولا يظهر في بشكل جيد في خيارات البحث للمستخدمين، وكذلك في الترشيحات.
ويرى أن تراجع التقييم يؤثر بدوره على الشركة المالكة لهذا التطبيق مادياً، بما في ذلك الشركات أو التطبيقات الكبرى والشهيرة “هذه الشركات وبطبيعة أنها هادفة للربح، فإنها تتأثر بشكل كبير، لا سيما أن تراجع التقييم يدفع بدوره إلى تراجع الإعلانات على تلك التطبيقات نتيجة أن الناس (المستخدمين) يعبرون عن نوعٍ من أنواع الاعتراض على هذا التطبيق أو ذاك”.
ويوضح حجاج أن “هذا الأمر يؤثر على حجم الإعلانات على تلك المنصات، وبالتالي يؤثر على أرباح الشركات، ويدفع الناس (المعلنين) إلى اللجوء لمنصات أخرى بديلة، وبالتالي الأثر سيكون كبيراً”.
وكانت إدارة “فيسبوك” قد أعلنت في وقت سابق قبيل أيام، عن أنها “سوف تتابع التواصل مع مسؤولين من فلسطين وإسرائيل لبحث خطاب الكراهية والتحريض على العنف على المنصة”.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الاثنين، أن السفارة الفلسطينية في لندن تلقت رسالة رسمية من إدارة شركات “فيسبوك” و”واتساب” و”إنستغرام”، أعربت فيها عن اعتذارها لما جاء في شكوى تقدمت بها دولة فلسطين عن تقاعس الشركة عن مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في احترام القانون الإنساني الدولي، وحق الشعب الفلسطيني في التعبير عن الاضطهاد الذي يتعرض له.
خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تامر محمد، يشير في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى فعالية تلك النوعيّة من حملات الضغط، مستدلاً برد إدارة شركة “فيسبوك” على شكوى سفارة فلسطين لدى بريطانيا. وتأكيد السفارة على تلقيها اعتذار رسمي.
ويشير إلى أن “فيسبوك قالت إنها ستراجع الإجراءات، لتدقيق أكبر للمسألة، وألا يكون المبدأ الأساسي هو الحظر، بغض النظر عن محتوى المنشور، لا سيما أنه تم حظر منشورات تحتوي على كلمات مثل (إسرائيل) دون أن تمثل مخالفة للمعايير ودون أن تحض على الكراهية”.
ويعتقد خبير تكنولوجيا المعلومات بأن “التقييم السلبي للتطبيق يؤثر بشكل قوي، وهناك قواعد منظمة، ففي حال تراجع تقييم التطبيق إلى نجمة يتم حذفه من الـ Stores بغض النظر عن ما إذا كان شركة كبيرة أو صغيرة “هناك قواعد ومعايير تنظم المسألة”، مستشهداً بتفجر قضية الإعلانات وخصوصية المستخدمين بين أبل وفيس بوك مؤخراً.
ويثار لغط واسع عبر “السوشيال ميديا” حول معايير التعامل مع المحتوى المرتبط بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي حالياً، بعد تعرض عديد من الحسابات لحذف منشورات بعينها.
سكاي نيوز