“حماس” تقصف تل أبيب مجددا ونتنياهو يؤكد استمرار الضربات الجوية

جلسة لمجلس الأمن الأحد في ظل غياب المؤشرات على نهاية قريبة للقتال

قصفت إسرائيل غزة، ودمرت برجاً كان يضم مؤسسات إعلامية قائلة، إنه يضم أصولاً لحركة “حماس”، بينما أصابت صواريخ فلسطينية مجدداً تل أبيب، منتصف ليل السبت الأحد، في ظل غياب أي مؤشر حتى الآن على نهاية وشيكة للقتال المستمر منذ نحو أسبوع.

وفي ساعة مبكرة من صباح الأحد، قصفت إسرائيل منزل يحيى السنوار زعيم “حماس” في غزة.

ويقول الفلسطينيون إن ما لا يقل عن 145 قتيلاً سقطوا في غزة منذ اندلاع القتال يوم الاثنين من بينهم 41 طفلاً، وتقول إسرائيل، إن عشرة سقطوا قتلى بينهم طفلان، في حين يعقد مجلس الأمن جلسة، اليوم الأحد.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة أذاعها التلفزيون “الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن هذه المواجهة ليس نحن، بل من يهاجمنا… ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنته بعد وستستمر ما دامت تقتضي الضرورة”.

وتابع نتنياهو أن حملة القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي قضت على عشرات من مسلحي “حماس” ودمرت “مئات” من مواقع الحركة، بما في ذلك أماكن إطلاق الصواريخ وشبكة أنفاق واسعة.

في المقابل، قال زعيم “حماس” إسماعيل هنية متحدثاً أمام حشود من المحتجين في العاصمة القطرية الدوحة، أمس السبت، إن القتال يدور أساساً حول القدس.

وأضاف هنية أن “الصهاينة” يعتقدون أن بإمكانهم هدم المسجد الأقصى، ويعتقدون أنهم يستطيعون تشريد الفلسطينيين في الشيخ جراح. وخاطب نتنياهو قائلاً “لا تلعب بالنار”.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث هاتفياً، السبت، مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس للدعوة للهدوء. وأعرب لنتنياهو عن “قلقه البالغ” إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وقطاع غزة، مؤكداً “دعمه القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه الهجمات”.

حرب جوية

قالت إسرائيل، السبت، إن الفصائل الفلسطينية أطلقت حوالى 2300 صاروخ من غزة صوب إسرائيل منذ يوم الاثنين، وإن الدفاعات الصاروخية اعترضت حوالى ألف منها وسقط 380 منها داخل قطاع غزة.

وشنت إسرائيل أكثر من ألف ضربة جوية، وباستخدام المدفعية على القطاع المكتظ بالسكان، وقالت إنها موجهة لـ”حماس” وجماعات مسلحة أخرى.

وتسببت الغارات الإسرائيلية في تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة غزة وأضاءت سماء القطاع أثناء الليل.

وفي الأسبوع الماضي قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا لوكالة “رويترز”، إن المحكمة “تراقب بدقة شديدة” أحدث تصعيد في الأعمال القتالية وسط تحقيق يجري الآن في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في جولات سابقة من الصراع.

واتهم نتنياهو “حماس”، “بارتكاب جريمة حرب مزدوجة” باستهداف المدنيين وباستخدام المدنيين الفلسطينيين “دروعاً بشرية”.

الجهود الدبلوماسية

وصل هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين، مبعوث بايدن إلى إسرائيل الجمعة، قبل جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي اليوم الأحد، لمناقشة الوضع.

لكن الجهود الدبلوماسية لم تنجح حتى الآن في وقف أسوأ تصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عام 2014.

وقال البيت الأبيض، إن بايدن أطلع نتنياهو على “اتصالات عالية المستوى” تجري مع شركاء إقليميين لاستعادة الهدوء وعبر عن القلق بشأن أمن الصحافيين.

كما تحدث بايدن مع عباس للمرة الأولى منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، ليشدد على ضرورة أن توقف حركة “حماس” إطلاق الصواريخ على تل أبيب، مؤكداً “التزامه القوي بحلّ الدولتين عبر التفاوض، باعتباره أفضل طريق للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني”.

كذلك أعرب بايدن عن قلقه إزاء أمن الصحافيين وسلامتهم بعدما دمرت طائرات إسرائيلية مبنى في غزة يضم مكاتب ومؤسسات إعلامية.

وقال البيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي ملتزم “تعزيز الشراكة الفلسطينية – الأميركية” التي وصلت إلى أدنى مستوى أثناء حكم إدارة دونالد ترمب.

ومما يعقد الجهود الدبلوماسية عدم اتصال الولايات المتحدة ومعظم القوى الغربية مع “حماس”، التي تعتبرها هذه الأطراف منظمة إرهابية. كما لا يمارس عباس، الذي تتركز قاعدة نفوذه في الضفة الغربية، أي نفوذ على الحركة في غزة.

وفي إسرائيل، اقترن الصراع بأعمال عنف في تجمعات يقطنها مزيج من اليهود والعرب. وهوجمت معابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب واندلعت مشاجرات في الشوارع. وحذر الرئيس الإسرائيلي، الذي يعد منصبه شرفياً إلى حد بعيد، من حرب أهلية.

الضفة الغربية

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، إن فلسطينيين قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في حادثين منفصلين في الضفة الغربية.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن أحدث قتيل سقط بالقرب من مدينة طولكرم بعد إصابته بالرصاص الحي في الصدر. وأشارت إلى أن مواطناً قتل برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من الخليل.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن القتيل الثاني حاول تنفيذ عملية دهس قبل إطلاق النار عليه.

وشهد عديد من مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، السبت، مواجهات مع القوات الإسرائيلية على نقاط الاحتكاك خلال إحياء الفلسطينيين للذكرى 73 للنكبة.

وأوضحت الوزارة في آخر تحديث لها، أن 64 مواطناً أصيبوا خلال مواجهات متفرقة شهدتها الضفة الغربية، وقالت إن إصابة سبعة منهم ما بين خطيرة وحرجة.

انزعاج شديد

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، “سخطه” لحصيلة القتلى المدنيين في غزة وأعرب عن “انزعاجه الشديد” لتدمير سلاح الجو الإسرائيلي مبنى في القطاع يضم مكاتب لوسائل إعلام دولية.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام في بيان، إن غوتيريش شعر “بانزعاج شديد من تدمير غارة جوية إسرائيلية اليوم بنايةً شاهقةً في مدينة غزّة كانت تضم مكاتب لعديد من المنظمات الإعلامية الدولية”.

وأضاف أن الأمين العام أبدى “سخطه” بسبب “تزايد أعداد الضحايا المدنيين، لا سيما مقتل عشرة أفراد من نفس العائلة، بينهم أطفال، في غارة جوية إسرائيلية الليلة الماضية”.