في أي عمر يكون الناس أكثر سعادة؟.. باحثة في علم النفس تجيب

سلمى الزرقاطي

نشر موقع “ذا كونفرسايشن” الأسترالي مقال رأي تحدثت فيه الباحثة كلار ميهتا عن العمر الذي قد يتعزز فيه شعور الإنسان بالسعادة.

وتطرقت الكاتبة، في مقالها “، إلى دراسة حديثة كشفت أن المرحلة العمرية التي تعتبر مثالية للعيش في سعادة وسلام عادة ما تكون في الثلاثينات وعلى وجه التحديد سن الـ 36.


وبصفتها باحثة في علم النفس التنموي، درست الكاتبة تجارب الناس في الثلاثينات وأوائل الأربعينات من العمر، وتأكدت أن هذه المرحلة من الحياة، رغم عدم خلوها من التحديات، تعتبر مرحلة مثمرة بدرجة أكبر مما يعتقده معظم الناس.

أزمة المهنة والرعاية
ذكرت الكاتبة أنها عندما كانت باحثة في أواخر الثلاثينيات من عمرها كانت ترغب في الاطلاع على كل ما يتعلق بهذه المرحلة العمرية التي كانت تمر بها. ولاحظت أن أغلب الإنجازات التي يحققها الناس في حياتهم والأحداث المهمة تكون في هذه الفترة بالتحديد، على غرار شراء منزل أو الزواج أو الطلاق، والترقية في الوظيفة أو تغيير المهنة، وإنجاب الأطفال أو اختيار عدم الإنجاب.

في بحثها، أطلقت الكاتبة مع زملائها الباحثين على الفترة الممتدة من 30 إلى 45 سنة بـ “مرحلة البلوغ المتوازنة”، ثم شرعوا في محاولة فهمها بشكل أفضل. وفي الوقت الحالي، أجروا مقابلات مع أكثر من 100 شخص في هذه الفئة العمرية، وجمعوا بيانات الاستطلاع من أكثر من 600 شخص إضافي.


مع أن هذه المرحلة تتميز بالاستقرار في الحياة المهنية والعائلية والاجتماعية مع اكتمال النضج الجسدي والمعرفي، إلا أن الشخص قد يواجه بعض التحديات المهمة. وقد أطلق الباحثون على أهم تحدي اسم “أزمة المهنة والرعاية” في إشارة إلى تضارب متطلبات العمل مع مطالب رعاية الآخرين الذي يحدث في الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات من العمر.

وأوضحت الكاتبة أنه بينما تحاول نيل ترقية في العمل، ستجد أنك بحاجة إلى رعاية الأطفال، وربما رعاية والديك الطاعنين في السن، الأمر الذي من شأنه أن يخلق الكثير من التوتر. في المقابل، وجد الباحثون أنه رغم شعور هذه الفئة بالارهاق جراء التحديات التي يواجهونها، إلا أنهم تحدثوا عن شعورهم العميق بالرضا؛ ذلك أن كل هذه الأشياء التي كانت تسبب لهم التوتر كانت تجلب لهم السعادة في الوقت نفسه.


عند فحص البيانات، تبين أن السبب الذي يفسر سر الشعور بالسعادة والرضا في سن الـ36 يكمن في شعور المشاركين بأنهم في أوج حياتهم. فبعد سنوات من العمل لتطوير مكانتهم في وظيفتهم وعلاقاتهم، أفاد المشاركون بأنهم حققوا أخيرا كل الأهداف التي لطالما حلموا بتحقيقها في هذا السن.

تجاوز مرحلة العشرينات
بعد وصولهم إلى الأهداف التي كانوا يعملون على تحقيقها طيلة فترة العشرينات من العمر، قال المشاركون إنهم باتوا يتمتعون بقدر أكبر من الثقة بالنفس ويفهمون أنفسهم بشكل أفضل.


وقالت الكاتبة إن معظم “البالغين المتوازنين” الذين قابلتهم مع فريقها أدركوا أنهم كانوا أكثر سعادة وتصالحا مع ذواتهم في الثلاثينات من العمر مقارنة بفترة العشرينات، وقد أثر ذلك على طريقة تفكيرهم مع ظهور بعض علامات الشيخوخة  على أجسادهم.

ليست مثالية للجميع
أشارت الكاتبة إلى أن المقابلات أجريت بشكل أساسي مع الطبقة الوسطى من الأمريكيين الشماليين، وكان العديد من المشاركين من البيض. بالنسبة لأولئك الذين ينتمون إلى الطبقة العاملة، أو أولئك الذين اضطروا إلى عيش حياتهم في ظل مواجهة العنصرية النظامية، قد لا تكون مرحلة البلوغ وردية كما بدت للمشاركين في الدراسة.

وأشارت الكاتبة إلى أن الأزمة المهنية والرعاية قد تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19، لاسيما بالنسبة للنساء. لهذا السبب، قد يؤدي الوباء إلى تراجع الشعور بالرضا عن الحياة بشكل عام.
شارك

عربي ٢١ لايت