دراسة: الحيوانات تفضّل “زواج الأقارب”

محمد منصور

يعد تجنب زواج الأقارب أمراً صحياً يفيد في منع انخفاض سمات اللياقة في النسل، الناجمة عن التعرّض للأمراض الوراثية، بسبب احتمالية تماثل الطفرات الوراثية بين الأقارب.

لكن يبدو أن الحيوانات لا تلقي بالاً للأمراض الوراثية، فبحسب الباحثة في علم الحيوان في جامعة ستوكهولم رايسا دي بوير، فإن الحيوانات “لا تتجنب زواج الأقارب.. بل تفضّله في بعض الأحيان”.

وفي الدراسة التي نُشرت في دورية “Nature: Ecology and evolution”، الاثنين، قال الباحثون إن “افتراض الناس أن الحيوانات تتجنب زواج الأقارب حين تتاح لها الفرصة، هو أمر خاطئ تماماً”.

وبعد تحليل 139 دراسة تجريبية أجريت لمدة 40 عاماً، تبين أن “الحيوانات تسعى إلى زواج الأقارب وليس العكس”.

وقال الباحثون:”يبدو أن الحيوانات لا تهتم إذا كان شريكها المحتمل أخاً أو أختاً أو ابن عم أو فرداً غير ذي صلة، عندما تختار الزوج، خصوصاً في حالة العيش في بيئات اجتماعية يسكنها عدد كبير من الحيوانات من الجنس نفسه”.

وسلطت الدراسة الضوء أيضاً على تجنب زواج الأقارب عند البشر، وقارنت النتائج بنتائج مماثلة عند الحيوانات. وقالت رايسا دي بوير إنه اتضح “عدم وجود دليل على أن البشر يفضّلون تجنب زواج الأقارب”.

وتقول الدراسة إن عملية الزواج عند الحيوانات، وربما البشر أيضاً، يمكن أن تتأثر أثناء اختيار الشريك بجنس من يقوم بالاختيار (ذكر أم أنثى)، والدافع من التزاوج، والخبرة السابقة، والقدرة على التمييز الفعال بين شركاء التزاوج المحتملين، مثل أن يكونوا مرتبطين وغير مرتبطين، أو الاختلافات الجوهرية المرتبطة بكل نوع أثناء اختيار الشريك، ولكنها لا يمكن أن تتأثر بدرجة القرابة على الإطلاق”.

وتُعد هذه النتائج هامة للغاية في جهود الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. إذ تقدم للعلماء خارطة طريق يمكن استخدامها لاختيار الشريك المناسب في عملية التزاوج، أثناء محاولات حفظ تلك الأنواع.