قال الرئيس محمود عباس مساء أمس الخميس “وصلتنا رسالة من إسرائيل اليوم (أمس) مفادها أننا لا نستطيع إعطاءكم جوابا بشأن القدس لأن ليس لدينا حكومة لتقرر ذلك”.
وقال الرئيس خلال كلمة الجلسة الافتتاحية لاجتماع الفصائل المنعقد في مقر الرئاسة في رام الله حول الانتخابات “إن نص الرسالة الإسرائيلية نحن نأسف يا جيراننا الأعزاء أننا لن نستطيع أن نعطيكم جوابا على القدس… السبب: ليس لدينا حكومة لتقرر”.
وتابع “يوميا تصدر أوامر حكومية ببناء آلاف المستوطنات… من أين جاءت هذه الحكومة ومن أصدر هذه القرارات”.
وقال” لن نذهب إلى الانتخابات من دون القدس”.
ويعيش الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة حالة من الترقب والقلق مما ستؤول إليه الأمور، بعد قرار القيادة الفلسطينية في اجتماعها الليلة الماضية في رام الله، من احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في 22 مايو/ أيار المقبل إلى أجل غير مسمى، بسبب إصرار دولة الاحتلال على عدم السماح بإجراء الانتخابات ترشيحا وانتخابا ودعاية في مدينة القدس المحتلة.
ويشهد الشارع الفلسطيني حالة من الانشقاق بين من هو مؤيد لعدم إجراء الانتخابات من دون القدس بأي شكل من الأشكال، وهذه الحالة تقودها حركة فتح والفصائل المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير ومستقلون وغيرهم. ويرى مؤيدو التأجيل أن القدس جزء أساسي من أي خيار للقيادة، حسب ما قاله محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، معتبرا القبول بالذهاب للانتخابات من دون القدس “خيانة”.
وأوضح أن إجراء الانتخابات في القدس ليس مسألة لها علاقة بالأصوات وجمعها، إنما مسألة سياسية سيادية، مشددا على أن إجراء الانتخابات دون القدس يعني فعليا التساوق مع خطة “صفقة القرن”، ومؤكدا أن القيادة ترفض أن يسجل في تاريخها وتاريخ الحركة الوطنية لإجراء الانتخابات من دون القدس.
ويحذر أصحاب الاتجاه المعارض بقيادة حركة حماس من التأجيل، ويحملون الرئيس محمود عباس مسؤولية تداعيات مثل هذا القرار.
ورفضت حماس المشاركة في الاجتماع الذي قالت إن الدعوة إليه وصلت متأخرة. وقال الناطق باسم قائمة حماس التي تحمل اسم “القدس موعدنا”، محمد صبحة، إن حماس لن تشارك في اجتماع رام الله اليوم (أمس)، وإن موقفها واضح وهو “أولا لأننا ضد تأجيل الانتخابات، وثانيا إننا لن نكون غطاءً لأحد في إصدار هذا القرار”.
وحول تداعيات قرار تأجيل الانتخابات أضاف صبحة أن “التداعيات تتعلق بشقين، الأول: ما يتعلق بإيقاف عجلة ما اتفق عليه في القاهرة وإنقاذ الواقع الفلسطيني وإيجاد شرعيات، والثاني تداعيات على الأرض”. وهدد بالتوجه “للشارع ولخطوات لمواجهة هذا التأجيل” . وتابع المتحدث باسم “القدس موعدنا”: “خرجت قبل قليل من اجتماع ضم قوائم مستقلة وفصائلية رافضة لفكرة التأجيل، ومن الواضح أننا متجهون للشارع ولخطوات لمواجهة هذا التأجيل” .
وشدد على أنه تم الاتفاق على البدء ببعض الخطوات “حيث ننتظر القرار النهائي، وفي حال تم اتخاذ القرار سيكون هناك برنامج اقترحته القوائم للبدء بخطوات احتجاجية”.
وحسب موقع “والا ” الإسرائيلي، فإن جيش الاحتلال قدر أمس أن يؤدي تأجيل الانتخابات إلى تصعيد في الضفة الغربية والقدس، وليس في قطاع غزة. وأضاف الموقع أن رئيس قسم العمليات الجنرال اهرون حليوة ينوي خلال الأيام القريبة إصدار أمر خاص لزيادة حالة التأهب استعدادا لأيام غضب متوقعة وممكنة تدفعها حماس ردا على إلغاء الانتخابات.
ونوه الى ان المخاوف لا تقتصر على إطلاق القذائف او الاعتداءات فقط، إنما قد تصل إلى سيناريوهات اقتحام حشود للجدار، وأن الجيش الاسرائيلي سيزيد من قواته، ويعزز نقاط الاحتكاك، ويجدد الخطط العملياتية ويبني قوات احتياط في حال تدهورت الأحداث.
ووفقا للتقييمات الأمنية التي أجراها الجيش، فإن المصادقة على ردّ شديد على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة ردع حركة حماس، لذلك لم يتم إطلاق قذائف لمسافة تتجاوز سبعة كيلومترات.