يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن طرح خطة بقيمة 1.8 تريليون دولار، لدعم العائلات الأميركية، والاقتصاد الذي يعاني من تداعيات قاسية بسبب فيروس كورونا، وذلك خلال خطابه الأول أمام الكونغرس بمجلسيه، الأربعاء.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن بايدن سيستغل خطابه قبل إتمامه أول 100 يوم في المنصب، لسرد تفاصيل حزم إنفاقية جديدة لدعم العائلات الأميركية، تتضمن رعاية الأطفال والتعليم وإجازات مدفوعة الأجر، وتمديد بعض المهل الضريبية، والتي ستُموّل إلى حد كبير من خلال زيادة الضرائب المفروضة على الأثرياء الأميركيين.
وتأتي الخطة التي يعتزم بايدن الكشف عنها في أعقاب خطة إغاثية بقيمة 1.9 تريليون دولار، وفي وقت يروّج لحزمة بقيمة 2.3 تريليون دولار لتطوير البنى التحتية، والتي تتضمن إنفاقات جديدة على الطرق والجسور.
تفاصيل الخطة
وقال مسؤولو البيت الأبيض إن الخطة الجديدة تهدف إلى تحسين نتائج التعليم، وتلبية احتياجات رعاية الأطفال التي يرون أنها “تشكل عوائق أمام النساء العاملات، خصوصاً أثناء جائحة كورونا”.
ولفتوا إلى أن الخطة تتضمن إنفاقات جديدة بقيمة تريليون دولار على مدى السنوات الـ 10 المقبلة، وتخفيضات ضريبية بقيمة 800 مليار دولار، وتمديدات كبيرة في المهل الضريبية التي تم إصدارها أو تمديدها في إطار قانون الإغاثة.
وستقدم الخطة أيضاً “دعماً مالياً لجعل رعاية الأطفال أقل كلفة، وستعزز التمويل الفيدرالي لمقدمي رعاية الأطفال، وستنشئ برنامجاً وطنياً للإجازات مدفوعة الأجر، لمن يحتاجون إلى ساعات إضافية لرعاية طفل أو أحد أفراد الأسرة، أو للتعافي من مرض ما”.
ولتمويل البرامج الجديدة، تقترح الإدارة رفع معدل ضريبة الدخل الأعلى من 37% إلى 39.6%، وزيادة الضريبة على أرباح رأس المال من 20% إلى 39.6% للعائلات التي تحقق مكاسب تتجاوز قيمتها مليون دولار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة بايدن قوله إن هدف الرئيس يتمثل في “بناء اقتصاد أقوى لا يتخلى عن أي شخص”.
تفاخر بالإنجازات
وفي السياق، قال مساعدو بايدن إنه “يريد الإشارة إلى إنجازاته، بما في ذلك تقديم دعم مالي بقيمة 1400 دولار لملايين الأميركيين، وتطعيم أكثر من 200 مليون شخص بجرعات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، منذ توليه مهامه في يناير الماضي”.
ووفقاً لـ”وول ستريت جورنال”، فإن الخطة الجديدة قد “تتعرض للانتقاد من قبل الجمهوريين الذين اتحدوا بشكل كبير ضد سياسات بايدن، ويعترضون على خططه الضريبية التي تشمل رفع أسعار الضرائب المفروضة على الشركات والأثرياء الأميركيين”.
سابقة تاريخية
وسيلقي بايدن خطابه بحجم قليل من الحشود داخل مبنى الكابيتول، مقارنة بالمئات من أعضاء الكونغرس وقضاة المحكمة العليا وكبار المسؤولين الحكوميين والضيوف الذين يحضرون عادة، إذ إن الهدف من تضييق دائرة الحضور، هو تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
وفي سابقة تاريخية، سيغيب كل أعضاء حكومة بايدن عن حضور الخطاب شخصياً، ومع هذا الغياب يغيب عادة تعيين ما يعرف بـ”الناجي المعين”، وهو وزير في الحكومة يقبع في غرفة سرية آمنة لتسلم زمام السلطة في حال وقوع أي حادث.
وسيقف بايدن في قلب الحدث على منصة المجلس، وتجلس وراءه في مشهد استثنائي، وللمرة الأولى في التاريخ الأميركي، امرأتان في المقعدين المخصصين لرئيس مجلس النواب ونائب الرئيس، وهما نانسي بيلوسي وكامالا هاريس.
وكانت قوات الأمن في الكابيتول فرضت في وقت سابق، الأربعاء، حالة التأهب القصوى، في مناسبة تم توصيفها رسمياً بأنها “حدث أمني وطني خاص”، حيث لا تزال ذكريات الهجوم الذي شنّه أنصار سلفه دونالد ترمب في يناير الماضي تخيّم على المبنى.