تأجيلُ الانتخاباتِ الفلسطينيةِ..ولعبةُ (الروليت الروسية)

منصة سفن ستارز

تحليل إخباري

أيُّ متمحّصٍّ بسيرورةِ الانتخاباتِ الفلسطينيّةِ سيتبدّى لهُ أنَّ خيارَ تأجيلِ الانتخاباتِ؛ خيارٌ لا بُدّيٌّ لتيَّارٍ في حركةِ (فتح) يستشعرُ نكبةً انتخابيّةً في الثاني والعشرين من شهرِ (أَيَّار) المقبل؛ أيّ الموعدُ الرسميُّ للانتخاباتِ التشريعيّةِ؛ لأنَّ هذا التيَّارَ يدركُ مليًّا؛ أنَّ المشاركةَ في الانتخاباتِ التشريعيّةِ كلعبِ (الروليت الروسيّة)،

والّتي لعبها القياديُّ الأسيرُ (مروان البرغوثي) ببراعةٍ؛ فأطلقَ رصاصةً أصابتْ صميمَ (فتح).
إذنْ أدركَ هذا التيَّارُ؛ أنّ هرولته نحو الانتخاباتِ لا تتمايزُ كثيرًا عن هرولةِ (فرعون) خلفَ (بني إسرائيل)، لذا؛ سعى إلى الوثوبِ نحو أقربَ الأماكنِ بعدًا، فأرسلَ وفدًا من رجالِ الأعمالِ إلى الولاياتِ المتحدّة الأمريكيّةِ لاستمزاجِ الإدارةِ الأمريكيّةِ حول تأجيلِ الانتخاباتِ التشريعيّةِ بمسوِّغ؛ أنَّ (فتح) لا تستطيعُ السباحةَ بيدٍ واحدةٍ، وما يدلِّل على ذلك أيضًا؛ أنّ هُنالكَ حرصًا فلسطينيًّا على استمزاجِ الدول الأوروبيّة، تحديدًا (ألمانيا)؛

وذلك لتفادي أيٍّ إجراءاتٍ عقابيّةٍ من هذه الدولِ إذا ما قرّرتْ المؤسّسةُ السياسيّةُ الفلسطينيّةُ تأجيلَ الانتخاباتِ

.
وقد يسألُ سائلٌ: أينَ (حماس)؟! والإجابةُ؛ أنّ (حماس) تبتغي من هذه الانتخاباتِ حُصّةً مضمونةً؛ أي ضمنَ محاصصةٍ تسووية تنأى بها عن شِباك انتخاباتِ (2006)؛ وهو أمر لا ينعزلُ عن مشروعِ المحافظينِ الجدد بتدعيمِ (الإسلام السياسيّ المعتدل).


ما يمكنُ أَنْ نلحظهُ؛ أنَّ التيّارَ الفتحاويَّ ذاته استخدمَ شعارَ “لا انتخابات بدون القدس”؛ وهو شعارٌ لا يختلفُ عليه فلسطينيان، لكنْ ألا يعتبرُ هذا التشبّثُ أُعطيةً سياسيّةً لإسرائيل كي تتحكّمَ بالمستقبلِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ؟! ألا يمكنُ أن نبتدعَ الحيلَ السياسيّةَ لضمانِ التدفّقِ الديموقراطيّ دونَ الانحناءِ أمامَ الشروطِ الإسرائيليّةِ التعجيزيّةِ؟