نشرت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية تقريرا كشفت فيه عن أسرار الشعب الفنلندي، الذي يتصدر قائمة أسعد شعوب العالم.
قالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الفنلنديين معروفون منذ عقود باتباعهم أفضل أنماط الحياة، وهو ما يفسر تصنيفهم في المرتبة الأولى على قائمة أسعد شعوب العالم لأربع سنوات متتالية: 2018 و2019 و2020 و2021، حسب تقرير السعادة العالمي الذي نشرته شبكة حلول التنمية المستدامة، التابعة للأمم المتحدة.
أوضحت المدير الأول للتسويق الدولي في “بيزنس فنلاند”، هيلي خيمينيز، أن “السعادة في فنلندا ليست مفهوما سطحيًا، بل هي متأصلة بعمق في كياننا. إن السعادة المستدامة هي قوتنا الخارقة وهذا يعني أننا نميل إلى تقبّل الحياة كما هي، وهي سمة تساعدنا على التغلب على الصعوبات.
نحن نقدر حتى صغائر الأمور في حياتنا اليومية، مثل الجلوس بهدوء على مقعد والتحديق في بحيرة بعد جلسة ساونا مريحة، أو السباحة صباحًا في البحر قبل بدء يوم العمل”.
ما هو السر؟ أشارت الصحيفة إلى أن سعادة الشعب الفنلندي تفسّر بعدة عوامل، أبرزها ارتباط السكان بالطبيعة وكثرة الأنشطة التي يمارسونها في الهواء الطلق، خاصة أن أكثر من 90 بالمئة من أراضيهم تغطيها الغابات والمياه.
التواصل مع الطبيعة
ذكرت الصحيفة أن الغابات تغطي 75 بالمئة من الأراضي الفنلندية، وهو ما يفسر لعب الطبيعة دورًا مهمًا في نمط حياة سكان هذا البلد. يوجد في فنلندا 40 متنزها وطنيا. وخلال فصل الصيف، تكون السباحة والمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات والتخييم من الأنشطة المثالية.
أما في فصل الشتاء، يمكن للزوار تجربة التزلج الريفي على الثلج وحتى ممارسة الركض على الثلج مرتدين الجوارب الصوفية. يحب الفنلنديون الهروب من المدن المزدحمة إلى أحضان الطبيعة للاسترخاء. وقد ثبت علميا أن قضاء 15 دقيقة فقط بين الأشجار يمكن أن يقلل من الشعور بالتوتر.
الأطعمة التي تحسن المزاج
في فصلي الصيف والخريف، تكون غابات فنلندا ومياهها المكان المثالي لاستكشاف الطبيعة والبحث عن الطعام الطازج. يشمل ذلك التوت والفطر والأعشاب البرية والخضروات. كما يعتبر صيد الأسماك نشاطا شائعا على مدار العام. تشتهر المطاعم الفنلندية باستخدام المكونات الطازجة في إعداد مختلف الأطباق اللذيذة، ما يجعل فنلندا من بين البلدان المعروفة بفن الطبخ عالميًا.
وأضافت المجلة أن التنزه في الغابات والحقول بحثًا عن الطعام قد يبدو نشاطا بسيطا للغاية، بيد أنه تبين أنه مفيد من الناحية التعليمية وممتع أيضًا. يتمتع هذا النشاط بأبعاد علاجية أيضا، حيث يساعد الناس على تخفيف الشعور بالقلق.
الفوائد العلاجية للماء
أوردت الصحيفة أنه يوجد في فنلندا 188 ألف بحيرة. بالنسبة للمسافرين النشطين، لا توجد طريقة أفضل لاستكشاف جمال وصفاء المناظر الطبيعية الفنلندية من التجديف حول البحيرات على متن زورق أو قارب كاياك.
ومن بين الأنشطة الأخرى التي يمكن القيام بها، استكشاف بحيرة “أولو جيرفي” من خلال الإبحار على متن باخرة أو التجول على الشاطئ ممتطيا ظهر حصان آيسلندي أو السفر إلى قلب فنلندا لمشاهدة بحيرة سايما موطن فقمة سايما الحلقية، التي تعد من أندر أنواع الفقمة.
عند السفر إلى فنلندا، يمكنك السباحة في الماء المثلج بعد الساونا، وهو نشاط علاجي يساهم في تنشيط الجسم وإعادة شحنه بالطاقة، مما يولد الشعور بالسعادة والرفاهية العامة.
الساونا محفز للسعادة
هل تعلم أن “ساونا” لفظ دخيل على اللغة الإنجليزية مأخوذ من الفنلندية؟ يوجد في فنلندا 3 ملايين ساونا، وهي طقوس متأصلة في ثقافة الشعب الفنلندي منذ آلاف السنين.
وتعتبر حمامات الساونا مكانا يمكن أن يجتمع فيه الأصدقاء وأفراد العائلة. وقد أعلنت منظمة اليونسكو مؤخرًا عن اعتبار الساونا تراثا ثقافيا غير مادي للبشرية.
وأكدت الصحيفة أن الفنلنديين يقدّرون فوائد حمامات البخار على مستوى الصحة الجسدية والنفسية. فهي فضاء للتأمل والانفصال عن العالم الخارجي. وأفضل جزء من تجربة الساونا هو ما يسميه الفنلنديون بـ “نعيم ما بعد الساونا”، أي الشعور المبهج بتطهير العقل والجسد.