أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رفضه قيام 104 جنرالات بإصدار بيان في منتصف الليل لتهديد الحكومة المنتخبة بالانقلاب، مشيرا إلى أنه ينم عن سوء نية.
واعتقلت السلطات الأمنية التركية، صباح اليوم الاثنين، عشرة ضباط متقاعدين وقعوا بيانا يؤكد أهمية اتفاقية مونترو التي تهدف لمنع عسكرة البحر الأسود لأمن تركيا.
وذكرت وكالة “الأناضول” أن الشرطة التركية استدعت 4 آخرين للمثول أمام القضاء خلال ثلاثة أيام في إطار التحقيق بشأن البيان.
وقال أردوغان إن “بيان الضباط المتقاعدين ناجم عن نوايا سيئة، وليس من مهام الضباط المتقاعدين نشر بيانات تتضمن تلميحات انقلابية”، بحسب وكالة “الأناضول”.
وشدد الرئيس التركي على أن “الهجوم على الديمقراطية في تركيا بدأ بعد بيانات من هذا النوع”.
وقال: “مثل هذه الخطوات وإن كانت صادرة عن ضباط متقاعدين، تعد إساءة كبيرة لقواتنا المسلحة الباسلة. لم نر هؤلاء الضباط إلى جانب شعبنا عندما نفذت منظمة #غولن الإرهابية المحاولة الانقلابية. سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة آخذين بالاعتبار البيان المنشور. لا يمكن تقييم بيان الضباط المتقاعدين في إطار حرية التعبير التي لا تشمل توجيه عبارات تهدد الإدارة المنتخبة”.
وقال إبراهيم قالين المتحدث باسم الرئاسة إن “البيان يحمل سمات مؤامرة عسكرية للإطاحة بالحكومة”، مضيفا أن “مجموعة من الجنود المتقاعدين يضعون أنفسهم في وضع مضحك وبائس ببيانهم الذي يردد أصداء زمن الانقلابات”.
وذكر بيان ضباط الجيش المتقاعدين أن اتفاقية “مونترو وفرت لتركيا إمكانية الإبقاء على حيادها في الحرب العالمية الثانية. من رأينا أن هناك حاجة لتجنب أي تصريحات أو أفعال قد تتسبب في إثارة النقاش حول هذه الاتفاقية المهمة لبقاء تركيا”.
وقال أردوغان إن “مشروع قناة إسطنبول سيعزز سيادتنا على المضايق ولا نخطط للانسحاب من اتفاقية مونترو. ما زلنا ملتزمين باتفاقية مونترو وربط تلك الاتفاقية بقناة إسطنبول أمر خاطئ”.
وأثار البيان الذي وقّع عليه 104 من كبار ضباط البحرية السابقين رد فعل من مسؤولين رأوا أنه يمثل تحديا مباشرا من الجيش للحكومة المدنية.
وتحكم اتفاقية مونترو الموقعة عام 1936 استخدام سفن الشحن من الدول الموقعة عليها لمضيقي البوسفور والدردنيل.
وتعطي الاتفاقية تركيا السيطرة على المضيقين داخل حدودها وتضمن دخول السفن المدنية في أوقات السلم كما تقيد دخول السفن الحربية.
وتخطط تركيا لشق قناة ضخمة تربط البحر الأسود شمالي إسطنبول ببحر مرمرة في الجنوب، قال مسؤول تركي إن الاتفاقية لن تشملها.
وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، البيان الصادر عن ضباط متقاعدين برتبة أميرال من القوات البحرية، بأنه “أسلوب يستحضر انقلابا”.
وفي تصريح لقناة “أ – خبر” التركية، رد تشاووش أوغلو على البيان الذي نشره الضباط المتقاعدون منتصف ليل الأحد، قائلا إن “قناة إسطنبول المائية التي تعتزم تركيا فتحها، لا تؤثر على اتفاقية “مونترو” (الخاصة بحركة السفن عبر المضائق التركية).
وأشار إلى أن “الاتفاقية ليس لها تأثير كذلك على مشروع القناة”.
ولفت إلى وجود بيانات مشابهة لبيان الضباط، صدرت في وقت سابق، من سفراء أتراك متقاعدين، مؤكدا أن “هذه البيانات تم تفنيدها، وهي بيانات سياسية وليست فنية”.
وأضاف أن بيان الضباط “جاء بأسلوب استحضار الانقلابات كما كان في السابق”.
وقال تشاووش أوغلو إن “الذين يقفون وراء البيان لا يعنون منه اتفاقية مونترو، إنما يستهدفون الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته وتحالف الشعب”.
وتابع: “يلوحون بالعصا من تحت عباءتهم، لو كانوا على رأس مهامهم لكان بيانهم بمثابة مذكرة (عسكرية) إلا أنهم متقاعدين”.