في ظل أزمة لبنان “الطاحنة”، انتشر فيديو للبطريرك بشارة الراعي، على نطاق واسع جرى تداوله ليل الأربعاء الخميس، يؤكد تصميمه على المطالبة بالحياد اللبناني في أعنف تصريح له في مواجهة سلاح حزب الله وتفرّده بقرار الحرب والسلم في البلاد.
وتوجه رأس الكنيسة المارونية في لبنان في التسجيل المصوّر إلى حزب الله بجملة تساؤلات سيادية: “لماذا تقف ضد الحياد، هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟ تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟ هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تشهر الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علماً بأنّ الدستور يقول إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة”.
وأضاف الراعي في مخاطبته حزب الله: “ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك”.
وذكر البطريرك الماروني: “أناساً من حزب الله يأتون إلينا ويقولون: هيدا السلاح ضدنا مش قادرين بقى نحمل لأنهم جوعانين متلنا”.
وختم: “لماذا تريد مني أن أوافق على وجوب أن توافق على الذهاب إلى موضوع فيه خلاص لبنان، ولا تريدني أن أوافق عندما تذهب إلى الحرب التي فيها خراب لبنان”.
الخطوط الحمراء
وفي وقت سابق، أعلن الراعي أنه لا يؤيد دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الاستقالة، معتبرا أن إقالته تحتاج إلى آلية دستورية ترتكز على “الخيانة الوطنية العظمى”.
وأوضح “أنا قلت إنني لست مع دعوة الرئيس إلى الاستقالة، فإقالة رئيس الجمهورية تحتاج إلى آلية دستورية ترتكز على الخيانة الوطنية العظمى”.
وتوالت خلال الأيام الماضية موجة الانتقادات والغضب، بين أنصار البطريرك الماروني بشارة الراعي، وبين مؤيدي حزب الله وأنصاره.
وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بحملات سخرية وشتائم أحيانا بين الفريقين، بما يظهر حجم الخلاف والاختلاف الذي لا يزال سائدا بين الطرفين، على الرغم من التحالف الذي أقامه قبل سنوات ميشال عون عندما كان على رأس حزب “التيار الوطني الحر” مع حزب الله بما عرف في حينه بـ”اتفاق مار مخايل”.
حياد لبنان
ويتبنى البطريرك بشارة الراعي دعوة إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإنقاذ لبنان، ما أثار انتقادات حزب الله.
ويقول الراعي: “نريد من المؤتمر الدولي إعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرض الانقسامات وبالتالي يتأسّس على قوة التوازن، لا على موازين القوى التي تنذر دائماً بالحروب”.
وتابع: “نريد من المؤتمر أن يوفّر الدعم للجيش اللبناني، ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والقادر على استيعاب القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب اللبناني من خلال نظامٍ دفاعي شرعي يُمسك بقرار الحرب والسلم”، في انتقاد واضح لسلاح حزب الله الذي يملك ترسانة عسكرية ضخمة يرفض التخلي عنها بحجة مقاومة إسرائيل.