عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء، جلسة مباحثات رسمية، خلال زيارة الكاظمي للعاصمة السعودية.
وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً عقب المباحثات التي جمعتهما في قصر اليمامة بالرياض، أكدا فيه تناولهما “آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في جميع المجالات”، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضاف البيان “تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وأشاد الجانبان بـ”نتائج اللقاء الذي جرى بين خادم الحرمين الشريفين ودولة رئيس مجلس الوزراء لجمهورية العراق، عبر الاتصال المرئي”، وأكدا على أهمية ما تم بحثه والتفاهم عليه أثناء ذلك اللقاء، خاصة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات بين المملكة والعراق، وتعزيز أعمال مجلس التنسيق السعودي العراقي.
وأعرب ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء العراقي عن ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، مؤكدين عزمهما على استمرار وتعميق أوجه التعاون والتنسيق بينهما بما يخدم المصالح المشتركة في مختلف المجالات، لا سيما السياسية والأمنية والعسكرية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية.
تكامل وتضامن
وأشاد الجانبان بإنجازات المجلس التنسيقي العراقي السعودي وما تمخض عنه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وأهمية حث الوزارات والجهات المعنية من الجانبين للمتابعة وتفعيل جوانب التعاون بما يتيح الاستثمار الأمثل لجميع الإمكانات والفرص المتاحة، لتعزيز التكامل بين البلدين، والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، والبناء على ما سبق تحقيقه من نتائج إيجابية في الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الفترة الماضية .
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أكد الجانبان حرصهما على التعاون الثنائي في المجالات المختلفة، وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوصل إليها بين البلدين، وحث الوزارات والجهات المعنية في البلدين على بذل مزيد من الجهود؛ لضمان سرعة إتمام تلك الاتفاقيات وتنفيذها.
كما أكدا على استمرار التعاون والتنسيق المشترك في مواجهة خطر التطرف والإرهاب بوصفهما تهديداً لدول المنطقة والعالم؛ عبر تبادل الخبرات والتجارب بين الجهات والمراكز الأمنية المختصة في البلدين، واتفقا على المضي بدعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي لبقايا تنظيم داعش الإرهابي. كما أكد الجانبان على أهمية التعاون المشترك في تأمين سلامة الحدود بين البلدين.
صندوق مشترك
واتفق الجانبان على “تأسيس صندوق سعودي عراقي مشترك يقدر رأس ماله بـثلاثة مليارات دولار إسهاماً من المملكة العربية السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في جمهورية العراق، بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي، وبمشاركة القطاع الخاص من الجانبين”.
كما اتفقا على “التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي، مع ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) واتفاق (أوبك +)، مع الالتزام الكامل بمقتضيات الاتفاق، وآلية التعويض، وبجميع القرارات التي تم الاتفاق عليها، بما يضمن استقرار أسواق البترول العالمية”.
واتفق الجانبان كذلك، على إنجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته للبلدين، وتعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية متعددة الأطراف. وتعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في العراق وفي مختلف المجالات، وفي جهود إعادة الإعمار.
وثمنت جمهورية العراق مشاركة المملكة العربية السعودية في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق الذي عقد خلال المدة من 12 إلى 14فبراير 2018، وتعهداتها ومساهمتها فيه، وجرى الاتفاق على التنسيق بين الجانبين للاتفاق على سبل وأوجه الدعم المشار إليه، حسب البيان.
إشادة عراقية
كما ثمنت المبادرات التي قدمتها المملكة العربية السعودية لجمهورية العراق في مجال مواجهة جائحة كورونا. وأشادت جمهورية العراق بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر اللتين سيجري إطلاقهما قريباً.
وأكد الجانب العراقي أن مبادرتي ولي العهد السعودي “تعبران عن توجه المملكة في حماية الأرض والطبيعة تحقيقاً للمستهدفات العالمية، مع التأكيد على العمل مع المملكة لكل ما يحقق لهذه المبادرات أهدافها”.
كما تم توقيع اتفاقيات ثنائية بين الجانبين شملت (اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية للتعاون في مجال التخطيط التنموي للتنوع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص، واتفاقية تمويل الصادرات السعودية).
وأشار البيان الثنائي كذلك إلى توقيع مذكرتي تفاهم وتعاون شملتا (مذكرة تفاهم بين شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، ومذكرة تعاون بين دارة الملك عبد العزيز في المملكة ودار الكتب والوثائق الوطنية في جمهورية العراق).
تعاون إقليمي
وعلى صعيد القضايا الإقليمية، اتفق الجانبان على تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وبما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة إبعادها عن التوترات وأسبابها، والسعي المشترك لإرساء دعائم الأمن والاستقرار المستدام، وفقاً لـ”واس”.
وشدد الجانبان على أمن وسلامة واستقرار المنطقة، وحث جميع دول الجوار على الالتزام بمبادئ حُسن الجوار، والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وفي هذا الإطار أكد دولة رئيس الوزراء العراقي على دعم مبادرة المملكة العربية السعودية لانهاء الأزمة في اليمن. وأعرب عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولحكومة المملكة على ما لقيه والوفد المرافق من حُسن الاستقبال وكرم الضيافة”.