ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان تواصل هاتفيا مع عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني وتباحثا بشان التعاون والتنسيق المشترك.
لكن الاهم هو الذي تم التطرق اليه في تلك المحادثات على مستوى القمة بين الاردن والسعودية وكشف عنه النقاب للتلفزيون الاردني السفير السعودي الجديد في عمان نايف بن بندر السديري عندما اعلن بان بن سلمان طرح خلال الاتصال الهاتفي مع جلاله الملك عبد الله مبادرتين جديدتين الاولى لها علاقة بالسعودية الخضراء والثانية لها علاقه بالشرق الاوسط الاخضر.
الحديث السعودي الاردني السياسي والدبلوماسي اذا بدا من اوسع الابواب مجددا لكن عبر مشروع حديث و مستجد لولي العهد السعودي يعلن في رغبته في تقليص انبعاث الكربون بنسبه 10% في منطقة الشرق الاوسط وذلك عبر زرع 50 مليون شجره في الاقليم على الاقل.
تلك عودة للتنسيق على اساس مشروع مشترك بين عمان والرياض لم تكن متوقعة على الاقل من بوابة المشاريع التخضير وزراعة الاشجار خصوصا بعد سنوات من الاخفاق السياسي على مستوى التنسيق الفعلي والعميق و سنوات اخرى من الاخفاق في اتجاهات التعاون الاستثماري.
قرر السفير السعودي في عمان وبعد عودته من الرياض مباشرة في اطار ما وصف بانه مهمه خاصة قابل خلالها الملك عبد الله الثاني قبل توجهه الى الرياض الكشف عن بعض التفاصيل ثم تحدث عن علاقات اخوية جدا و متقدمة للغاية تربط الملك عبد الله الثاني بشقيقه الملك سلمان بن عبد العزيز وبنجله ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
السعودية وفقا لسفيرها في عمان وحسب تصريحاته للتلفزيون الاردني الرسمي هذه المرة تتطلع لان يكون للمملكة الاردنية الهاشمية دور كبير في نجاح مبادرة التشجير والتخضير العالمية الجديدة.
وتحدث السفير السعودي عن آلية لعقد لقاءات على مستوى القمه و المستوى الوزاري لتنفيذ هذه المبادرة و بصيغة توحي بان مشاريع زراعية عملاقة في الطريق تخطط السعودية للاستفادة من الخبرات الاردنية في مجالها.
وفقا للشروحات التي قدمها السفير أيضا فان مبادرة الشرق الاوسط الاخضر تهدف الى تنسيق الجهود بين دول المنطقة وفي مقدمتها الاردن لمواكبة ما أسماه بالتطورات الاقليمية والدولية و للإسهام بشكل كبير في تحقيق الاهداف العالمية لمواجهة التغيير المناخي الذي اصبح ضرورة ملحة.
يفترض حسب السديري ان يحصل ذلك من خلال اطلاق اكبر خطة لإعادة التشجير في منطقة الشرق الاوسط عبر التعاون الاردني السعودي.
تلك حزمة من الانباء الجديدة سارة عمليا على مستوى العلاقات الاردنية السعودية.
لكن الغريب ان الاتجاه السعودي واضح ويريد ان يحشر التعاون مع الاردن في الايام والسنوات القليلة المقبلة في نطاق المبادرة الجديدة الغامضة التي تتخذ عنوان زراعة وتشجير 50 مليون شجرة في منطقة الشرق الاوسط .
لماذا يريد بن سلمان زراعة 50 مليون شجرة في الشرق الاوسط وما الذي يعنيه ذلك سياسيا ؟.
ذلك سؤال دار في خلد العديد من السياسيين والدبلوماسيين في العاصمة عمان فالحديث عن مبادرة لتخفيض انبعاثات الكربون بالمال السعودي و بالخبرات الاردنية والمصرية و العراقية قد يكون مقدمة للتعاون ايضا مع اطراف اخرى في منطقة الشرق الاوسط من بينها تركيا واسرائيل بمعنى ان انجاز مشروع يقلص انبعاثات الكربون بنسبة 10% على الاقل في المنطقة قد لا يكون ممكنا بدون اليات او ترسيمات لها علاقه بالتطبيع السعودي الاسرائيلي.
طبعا هذا على الاقل هو الانطباع السياسي المتشكل بعد مفاجأة مبادرة التشجير السعودية والتي يفترض ان تتجاوب معها وزارة الزراعة الاردنية حيث يوجد خبرات في مجال زراعة الصحراء والاراضي الجرداء ويرغب السعودي باستقطاب الاردنية منها قدر الامكان لطاولة ما بعيدا عن التجاذبات السياسية والدبلوماسية والخلافات التي يعرفها الجميع سواء على صعيد العلاقات مع العراق او على صعيد الازمة اليمنية خصوصا وان المسؤولين الاردنيين يحتفظون بذكرياتهم السلبية عن التضامن الاستثماري السعودي.
قبل مشروع تشجير الذي حظي بتغطية اعلامية واسعة في البلدين كان الملك سلمان بن عبد العزيز قد امر بتغطية احتياجات الاردن من الغاز الطبي ومادة الاكسجين لأغراض طبية بعد حادثة مستشفى السلط الاردنية التي اظهرت وجود نقص في سلسلة التزويد الطبي خلال تفاصيل الاشتباك والمعركة مع الفيروس كورونا.
دعم الاردن بالغاز الطبي ايضا خطوة باتجاه رفع مستوى التنسيق والاتصالات بين البلدين بعد مرحلة طالت عدة سنوات من الصمت والتردد والمراوحة ما بين تنسيق بالقطعة والتقسيط على ملفات محددة وما بين تجاهل للتنسيق على مستوى عميق.
ويلاحظ هنا بان مشروع التشجير السعودي يطل براسه في المستوى السياسي الرفيع بين زعماء المنطقة في الوقت الذي تحدث فيه العراق علنا عن مشروع الشرق الجديد بالتعاون الثلاثي ما بين بلاده والاردن ومصر