د. ايمان الشمايلة الصرايرة
تسألني أم أسالك؟، أيها الوطن، حِرنا معك أم حِرت معنا، مرة نُحبك، ومرة تُحبنا، وهناك من يقف بيننا، تُرى من هم؟ إنهم الذين يستغربون عشقنا لتراب استقطب كل شخص تاهت دروبه، وضاعت أوطانه، فكنت له الحضن الدافيء، عفواً أيها الوطن، نُريد أن نصل معك لنقطة نعرف ما هو مفهوم الوطنية أو الوطن، أو المواطنة؟، نعرف أنها جميعها مسميات تتعلق بالوطن، لكن، المفهوم الأساسي هو أن هناك تراباً نشأنا عليه، لاعبناه بأناملنا فوق سهوله وجباله، فأصبح جزءاً من كل ذكرى في حياتنا، لماذا لا أحب جبال الكرك والسلط وعجلون وعمان؟ لماذا لا أعشق سهول إربد وسهول حوران؟ لماذا لا أستنشق هواء البحر في العقبة وتراب مأدبا ونخيل معان؟ وطريق المفرق والرمثا؟ وشمس الزرقاء، وأشجار الطفيلة؟
كلها لوحات فنية تشدنا اليها وتجبرنا على الدفاع عنها والمحافظة عليها طاهرةً نقية، والتي لم نتغزل بها يوماً لأنها تسكن في قلوبنا، ولن ننسَ أننا لولاها لما كان لنا وطن يضمنا ونضمه.
ذلك الوطن الذي ينظر إلينا بعين الحكمة وكأنه يقول لنا، أليس من حقي أن يكون لي عُشاق؟ هل قصرت معكم يوماً ما ملتمساً العذر منكم إن حصل هذا؟ هل الأوطان أجمل مني؟، أم أني تواضعت كثيراً فظننتم أنني لا أهتم؟ ولكن عفواً، سأقف شامخاً رافعاً صوتي وقائلاً، أنا هنا شئتم أم أبيتم، تاريخي مذكور، واسمي في عنان السماء يُدوي، بكم أو بدونكم، ولكن تذكروا أني هويتكم أينما حللتم ومجدكم الذي لا تستطيعون الا أن تذكروه في معاملاتكم، وتذكروا أنكم مهما ضاقت بكم الدنيا بأي بقعة ستجدوني بانتظاركم متلهفاً لا مُعاتباً، دعوني جزءاً من حياتكم، امسكوا ترابي، استنشقوا هوائي، غازلوا سهولي وجبالي، تفكروا بصبري، ومن سكنوا في قلبي، ولم أتأوه يوماً، لأني ملجأ المحتاج، وماسح دمعة المظلومين وناصرهم.
لن أطيل الحديث عليكم، ولكن كوني وطنكم سأقول لكم:
أجل – أفديك – يا وطني
فأنتَ “الظلّ” أتبعُهُ
وأنت “الظلّ” يتبعني
وأنت “الصوتُ” ما أحلاه منطوقاً!
وما أحلاه في أُذني !